سعيدة بالثورة المصرية وأتمني العودة لبلدي .. حوار مع العازفة الفلسطينية سيمونا
غزة - دنيا الوطن
عندما تراها على المسرح مندمجة بالعزف على الطبلة، ستتخيل لجزء من الثانية
انها والطبلة كيان واحد، سيمونا عبدالله فتاة فلسطينية أختارت عزف الإيقاع
طريقاً لها منذ كانت فى عمر الـ 15، ورغم كل الصعوبات التى واجهتها من
رفض عائلتها لإحترافها هذه المهنة الذكورية الا انها صممت على حلمها و
أخذت تجوب العالم تسمع الناس وترد عليهم ليس بلغتهم ولكن بوسيلتها فى
الحديث وهى العزف!..حاورنا سيمونا لنتعرف على تجربتها عن قرب بعدما أصبحت
فيديوهات حفلاتها تتصدر أعلى نسب مشاهدة واستماع على موقع اليوتيوب.
*بداية عرفينا بنفسك؟
انا فلسطينية الأصل دانماركية الجنسية، عمرى 31 سنة، درساتى كانت كمدربة
خصوصية في مجال العمل والحياة الشخصية ومتمرسة في القاء المحاضرات.
*و كيف تابعتى الأحداث الأخيرة بمصر؟
كم تمنيت أن أتواجد فى مصر الأيام الماضية، فقد تابعت كافة الأحداث لحظة
بلحظة وكانت فرحتى لا توصف بنجاح ثورة 25 يناير، أما الآن فحزنى على ما
يحدث فى غزة وفلسطيم يفوق الوصف، خاصة بعد الإشتباكات الأخيرة على الحدود
المصرية... و كم أتمنى لو أننى فى وطنى الآن!
*نعود مرة أخرى: متى بدأتى احتراف العزف على الطبلة؟
عندما كنت فى الخامسة عشر من عمرى، حيث جاء عشقى لآلة الطبلة بسبب نشأتى
فى بيت عربى أصيل لا تتوقف فيه أغانى عبد الحليم وام كلثوم وفريد الأطرش
وكنت استمع الى موسيقى الستينات ودائماً كان يجذبنى ايقاع الطبلة وعذوبتها
فأشتريت واحدة وبدأت أعزف عليها بتلقائية فجذبتنى أكثر لإحترافها.
* وماذا عن موقف عائلتك تجاه كونك فتاة و كون الطبلة آلة ذكورية فى المقام الأول؟
بالطبع كان رد فعلهم قاسياً جداً، حتى اننى ظللت لعدة سنوات أعزف من
ورائهم فى غرفتى الخاصة اثناء وجودى بمفردى، وأذكر رد فعل أمى بعد أول حفل
لى فى كوبنهاجن بالدنمارك وكانت عائلتى لا تعلم عنه شئ بسبب رفضهم للفكرة
من الأساس وحينها دعوت من قلبى الا يتواجد عرب بين الحضور، وبعد الحفل
فوجئت بإحدى صديقات أمى الدنماركيات تدعوها على فرح ابنتها وتطلب منها
حضورى للعزف على الطبلة، فنهرتنى أمى بشدة وكان عمرى حينها 17 عاماً فقط،
ولكننى لم أكف عن التمرن والعزف والى الآن بعض أفراد العائلة غاضبين مما
وصلت اليه ولا يعلقون على عزفى اطلاقاً حتى بعد حصولى على رقم 1 بين عازفى
الدينمارك.
*وكيف استطعت إقناعهم بموهبتك بعد ذلك؟
بعد هذه الواقعة بسنوات تزوجت وانفصلت عن أهلى -ولاحقاً عن زوجى-لأعيش فى
كوبنهاجن وذات مرة تلقيت دعوة لإحياء حفل فى المنطقة التى كنت أعيش فيها
مع أهلى فقررت لحظتها ان أخبرهم بما أقوم به وطلبت أمى وقلت لها هل
تتذكرين موقف الطبلة؟! أنا الآن عازفة محترفة. ودعوتهم للحضور وسماعى
وبالفعل بعد الحفل صعد أبى واخى وأختى لخشبة المسرح وقبلوا رأسى ومن هنا
بدأت فى الانطلاق وتصميم موقع اليكترونى للتعريف بى .
*وهل وجدتى صعوبة فى الوصول الى جمهور كبير من الأوروبين عن طريق العزف على ألة شرقية؟
الأروبيون يعشقون ايقاع الطبلة وينبهرون بأدائى على المسرح،كما اننى أمزج
الموسيقى العربية بالموسيقى الغربية مع الاحتفاظ بهوية الموسيقى الشرقية
... وأحاول من خلال عزفي أن أفتح الأبواب على جميع الحضارات الموسيقية
وبذلك أتعلم أنا شيىء من خلال هذا المزيج وأفتح المجال للحضارات الأخرى
لتعرف حضارتنا الموسيقية.
*ما هى البلاد التى قمت بالعزف فيها ومع من؟
قمت بإحياء حفلات فى الدانمارك، السويد، النرويج، فرنسا، هولندا،
بريطانيا، أمريكا، أوغنده، تنزانيا، كينيا، مصر و كرواتيا وكل بلد تتميز
بشيء مختلف عن البلدان الأخرى كما أن لكل بلد مذاق مميز، وفى أغلب
الأحيان أقوم بالعزف بمفردى و أحيانا يكون معي راقصين (أفريقي، شرقي وهيب
هوب) كما عزفت مع فرقة أفريقية وفرق دانماركية والفنان محمد بشير فى مصر
ومع النجمة ناتاشا أطلس.
-على المسرح كيف يكون إحساسك بالـ "الطبلة" ؟
بمجرد صعودى على المسرح فى أى بلد أجنبية ربما لا أعلم لغة أهلها الأصلين
ولا اتقنها ولكننى أعبر عن شعوري بالعزف وأزود جمهوري ببعض من طاقتي
الايجابية ومهم جدا الى أن أشير أننى لا ألعب طبلة فقط لمجرد اللعب ولكن
الأهم أن يشعر الجمهور بالترابط معي وأن أبعث اليهم طاقتي وحبي من خلال
الموسيقى فقط بدون كلمات معقدة، أحب أيضا أن أعطي الجمهور احساس لا ينسى
لأن الموسيقى هي الوحيدة في هذا الزمن القادرة على جمع الناس ببعضهم
وامدادهم بالابتسامة والحب.
*من مثلك الأعلى فى مجال عزف الإيقاع؟
فى كل بلد أزورها أجد عازفين رائعين، ولكننى أحب أن آخذ أفكار من عازفي الايقاع التركي.
*ما أسواء رد فعل واجهك على المسرح؟
وصف البعض لى أننى أقلد الرجال، ولكننى استطعت اثبات العكس مع الوقت.
*هل لديك هوايات أخرى بجانب العزف ؟
أهوى التصوير الفوتوغرافى و الغناء الطربى القديم و كنت أتمنى أن يكون
لدي وقت أكثر لألقي محاضرات فى مجال دراستى عن التحفيز والشجاعة.
*بعد 15 سنة عزف على الطبلة، هل حققت حلمك القديم؟
أنا مازلت أعيش حلمي الآن ولكنني حولت أحلامي الى أهداف، اعتبر انني حققت
جزء كبير من أهدافي وأكبر جزء هو حرية الاختيار وفرض وجودي كأمرأة شرقية
عازفة للطبلة وتقبل الناس لذلك بصدر رحب الحمد لله.