وصل الخنزير الضخم الى الغابة ، كان يعيش في مكان يطل على هذه الغابة... وكان ينظر الى السماء فيراها أكثر زرقة، والى الارض اكثر خضرة، والى الماء فيراه عذبا زلالا كل شيء في هذه الغابة أروع ... الاكل وفير والنوم مريح والطقس بديع... وصل الخنزير الضخم واستقيلة أهل الغابه بفتور عادي، فلا الدب امتعض، ولا الحصان صهل ، ولا الثور رفس، ولا الطيور هاجت، ولا الدجاجات ماجت، حتى الحمار ظل ساكتا يراقب ولا يفكر. ولكن الاسد أرسل في طلبه حالا، وسألة عن سبب مجيئه، وعن ولائه، فأجاب الخنزير أنة يود العيش في هذه الغابه . لما سمعه عن عدل مليكها ، وأمن أرضها ، وأنه لا يدين بالولاء الا للاسد العظيم ، وها هو الدليل ... وقدم الدليل على للاسد بأن أهداه مجموعة كلاب ضخمة!!
وابتدأت الخنازير الأخرى ترد الغابة تباعا لعلة أرسل في طلبها واحدة بعد الأخرى ، كانت الخنازير من طرف خفي لا يحس بها أحد ، ثم تتوزع في أطراف الغابة تيتكين تحت شجرة أو قرب صخرة أو تنام طول النهار في مغادرة خفية ولا تخرج الا في الليل الاظلم.
وفي يوم من الايام استيقظت الحمامات مبكرة ، وأخذت تطير في سماء الغابة ... كانت تطير أفواجا وتدور لتعود الى مكان انطلاقها ، ثم تعود لتطير وتدور .. وفجأة وقع نظر احدى الحمامات على منظر غريب عجيب لم تره من قبل ... رأت الخنازير وقد اجتمعت في مكان واحد وقد بدا عليها الجد والاهتمام !!
كانت الخنازير مجتمعة لامر هام... فقد تصل اليوم أو الغد دفعة جديدة من الخازير ، وعليهم ان يدبروا أمر مسكنها ومأكلها دون أن يحس بها أحد.
عادت الحمامات الى أوكارها، ولكن تلك الحمامة لم تستطع النوم ولا الهدوء... فلقد أقلقها منظر الخنازير، فعادت بهدوء وعلى انفراد تستطلع الخبر ...
وقفت الحمامة على الشجرة وأخذت تراقب ما يجري، ولما رأت عشرات الخنازير ترد من ذلك المكان وتختبىء في الاماكن المعدة لها، انطلقت مسرعة الى الحصان، وأخبرتة بالامر الخطير... ودون تردد أنطلق الاثنان يطلبان اجتماع الحيوانات مع الملك...
حموده