راتب «الزوجة» ليس لها..! راتبي اونصف راتبي !.
شراء ما ارغب به او ما احتاجه وهو متعدد ، الامر سيان!.
ولانني امراة عاملة ؛ هناك من يقول لي ولغيري :
- الحياة الزوجية هي نوع من التشارك !.
- ..والحوافز؟.
-اين راتبي؟.
ليس هذا من النصوص التلفزيونية او مسلسلات الواقع ، بقدر ما هو ، حديث
يجري بين الناس ، عموما، وهو ما لم تشعر به المعلمة في احدى المدارس
الخاصة « غادة » ، باي يوم من ايام عملها .
كما لم تفرح باستلامها راتبها الشهري ،الذي يتم تخصيصه لمساعدة الزوج في توفير احتياجات الاسرة؛ المكونة من اربعة اطفال .
..وغادة؛ تحس التزامات الحياة من اقساط مدارس الى احتياجات افراد
الاسرة ،الى ضرورة ترفيه الاطفال ،تحتاج كل هذه المتطلبات ، الى تشارك بين
الازواج والزوجات اللواتي اصبح عملهن مصدر اساسي في تمكين الاسرة من توفير
حياة مرضية نوعا ما الى ابنائها .
راتب الزوجة؛ لم يعد ملكا لها ولم تعد قادرة على الشعور بقيمته امام
هذه الاعباء الحياتية اليومية مما يزيد من ضغوطاتها ويشعرها بانها تعمل
لاجل الاخرين ولو كانوا ابناءها .
تقول غادة : «اعمل معلمة منذ ان تزوجت قبل اثني عشر عاما وزوجي اصر على بقائي بالعمل كونه لا يستطيع تحمل اعباء الحياة بمفرده» .
نصف راتبي
واضافت : في بداية زواجي كان نصف راتبي يذهب سدادا لاقساط والنصف
الثاني نتشارك به انا وزوجي كما يفعل براتبه لكن بعد انجابنا الاطفال اصبح
راتبي ليس ملكي ولا املك منه شيئا بين جمعيات لتوفير اقساط مدارس الابناء
وبين توفير احتياجاتهم .
وتشترك سارة بذات الراي فهي تعمل في احدى الوزارات وام لثلاثة اطفال
تقول : منذ ستة اعوام لم اشعر بلهفة انتظار الراتب اخر الشهر فالراتب لا
يبقى منه سوى ثلاثين دينارا فقط
وهو امر محزن لكن امام صعوبة الحياة ومتطلبات الاطفال لا يوجد لدينا
اي خيار اخر بالرغم من تفكيري الدائم بالمستقبل فانا لا اجد وقتا كافيا
لاطفالي بالرغم من ان ابني الكبير بدا بمرحلة المراهقة التي تحتاج الى
رعاية اكبر ووقت اطول مع الابناء الا ان ساعات العمل والعمل داخل المنزل
بعد انتهاء الدوام عوامل تزيد المسافة بيني وبين اطفالي .
ويشكل راتب الزوجة مشكلة كبيرة لدى كثير من الزوجات اللواتي لا يتمكن
من الاستفادة منه او الشعور بمتعة العمل كون الراتب ليس ملكهن على ارض
الواقع مما قد يثير مشاكل اسرية.
شراء ما ارغب به
..» ام عثمان ،وهي ايضا معلمة مدرسة تصف معاناتها :» بالرغم من عملي
كمعلمة وعملي بعد انتهاء ساعات العمل في المدرسة من خلال الدروس الخصوصية،
الا ان جميع ما احصل عليه لا يمكنني من شراء ما ارغب به الا القليل .
واضافت : نحن اسرة مكونة من خمسة اطفال وزوجي يعمل في وظيفة حكومية
ومجموع دخلنا الشهري لا يمكنه ان يكفي احتياجات الاطفال من مدارس وحضانات
ومستلزمات الحياة اليومية التي تثقل كاهلنا يوما بعد يوم» .
واعتبرت ان «رواتب معظم الازواج يذهب لتلبية الاحتياجات الاساسية فقط(..) في حين ان الجوانب الترفيهية غائبة
ويرى اخصائيون اجتماعيون ان:» راتب الزوجة هو ملك خاص لها و مقابل
لتعبها وقضائها ساعات في العمل بعيدا عن اطفالها مشيرين الى ان الراتب
وطريقة انفاقه يجب ان يكون بقرار من الزوجة» .
الحياة الزوجية هي نوع من التشارك
لكنهم؛ في ذات الوقت اعتبروا ان الحياة الزوجية هي نوع من التشارك
خاصة في ظل الصعوبات الاقتصادية والمالية التي تواجه معظم الاسر ما بين
احتياجات الاطفال والمدارس التي تزيد من رسومها عاما بعد عام مما يضع الاسر
امام تحديات جديدة كونهم لا يستطيعون نقل ابنائهم الى المدارس الحكومية
بعد ان اعتادوا على المدارس الخاصة .
واشاروا ان الزوجة العاملة تشارك في نفقات الاسرة من خلال راتبها لكن
عليها في ذات الوقت ان لا تنسى نفسها وان تخصص شهريا مبلغا من راتبها تحتفظ
به لتتمكن من شراء ما تريد او ترفه عن نفسها من خلال ارتياد المطاعم برفقة
الصديقات او افراد الاسرة ان رغبت بذلك
.. عمل المراة في هذا الوقت مطلب وحاجة، وليس ترفا بالرغم من اهمية
العمل للمراة وتاثيره على شخصيتها وكيانها وكذلك الراتب عليه ان يكون حافزا
للعمل والانتاج.
ان تشعر المراة العاملة؛ بأنها حرة في التصرف بجزء من راتبها امر
ايجابي، يحفزها على الاستمرار بالعمل بحب لا ان يكون العمل مجرد واجب
لتلبية احتياجات الاخرين .