أعلنت مجموعة نساء من مدينة حمص تشكيل كتيبة "بنات الوليد" كأول تنظيم نسائي مسلح مناهض للنظام في سوريا. وجاء في بيان إعلان تشكيل الكتيبة أنها لا تنتمي لأي تنظيم أو جهة متشددة. وفي مقطع فيديو بثه ناشطون يوم أمس على شبكة الإنترنت، قالت سيدة تتوسط مجموعة من نحو عشر نساء منتقبات "نحن مجموعة من حرائر حمص قمنا بتشكيل كتيبة بنات الوليد". وأضافت أن "مهمة هذه الكتيبة هي إسعاف الجرحى ومساعدة المصابين واللاجئين أينما وجدوا، وتدريب الحرائر على مختلف أنواع الأسلحة لحماية أنفسهن من العصابات الأسدية، ومتابعة جرائم النظام لنشرها وفضحها إعلاميا".
|
يتدربن على مختلف أنواع الأسلحة لحماية أنفسهن من العصابات الأسدية
|
وعن أسباب تشكيل هذه الكتيبة قالت السيدة التي كانت تقرأ البيان من جهاز كومبيوتر أمامها "الجرائم المرتكبة بحق الشعب السوري عامة والحرائر خاصة، والتهجير القسري للمدنيين العزل من قبل العصابات الأسدية وإجبارهم على ترك منازلهم وسرقة ممتلكاتهم، وعمليات القنص المستمرة
للشعب السوري الحر من قبل الشبيحة والمرتزقة الإيرانيين وعناصر حزب الله رغم وجود المراقبين الدوليين". وأكدت في نهاية البيان المقتضب أن الكتيبة "لا تنتمي لأي تنظيم أو جهة متشددة". ومع أن هذه ليست أول مرة تظهر فيها نساء سوريات يعلن حمل السلاح، فإنها المرة الأولى التي يعلن فيها عن تشكيل "كتيبة" ذات أهداف ومهمات محددة.
وكان ناشطون بثوا منذ نحو أسبوع فيديو يظهر سيدة حمصية منتقبة في أحد الأحياء المحاصرة توجه رسالة إلى الرئيس الأسد بأن نساء حمص حملن السلاح، وختمت رسالتها بإطلاق النار من بندقية كانت تحملها على كتفها. إلا أن هذا الفيديو لم يلق صدى إعلاميا، ليأتي الإعلان يوم أمس عن تشكيل "كتيبة بنات الوليد" مع الإشارة إلى أنه سبق لمجموعة نساء حمصيات ممرضات وطبيبات يعملن في المشافي الميدانية أن وجهن نداء استغاثة بعد تدمير المشافي الميدانية في حمص وصعوبة إسعاف الجرحى، من دون أن يعلن نية الاستسلام أو التوقف عن عملهن أو مغادرة حيهن المحاصر. ويقول ناشطون إن النساء في أحياء حمص المحاصرة ينشطن إلى جانب الرجال في مجالي الإسعاف والإغاثة، ويتعرضن أكثر من الرجال لخطر الخطف والاعتقال.
وفي الآونة الأخيرة زادت حوادث الاختطاف بشكل مقلق، كما زادت انتهاكات المرأة، وهناك العشرات من النساء تعرضن للاغتصاب والقتل المروع. والطريف أن الناشطين الذين بثوا مقطع الفيديو على موقع "يوتيوب" وضعوا له عنوانا كان بمثابة رسالة "تحد وسخرية من الرجال الصامتين على جرائم النظام"، فكان العنوان "احلقوا شواربكم، فقد تم تشكيل كتيبة بنات الوليد في حمص"، بمعنى أن نساء حمص سيدافعن عن أنفسهن ولسن بحاجة للرجال. وكانت منظمة "هيومان رايتس ووتش" أكدت في تقرير لها الأسبوع الحالي أن "القوات الحكومية في سوريا استخدمت الاغتصاب وأشكالا أخرى من العنف الجنسي ضد الرجال والنساء والأطفال خلال الانتفاضة السورية".
وقالت المنظمة إنها "سجلت 20 واقعة خلال مقابلات داخل سوريا وخارجها مع 8 ضحايا، بينهم 4 نساء، وأكثر من 25 شخصا آخرين على علم بالانتهاكات الجنسية، من بينهم عاملون في المجال الطبي ومحتجزون سابقون ومنشقون عن الجيش ونشطاء في مجال الدفاع عن حقوق المرأة". وقالت سارة لي ويتسون، مديرة منطقة الشرق الأوسط في المنظمة، إن "القوات الحكومية والشبيحة الموالين للحكومة اعتدوا جنسيا على نساء وفتيات خلال مداهمة منازل واجتياح مناطق سكنية".