تحيّنتُ الفرصة لألقاها دون أن تدري
مختبأً خلف السيارات والأعمدة في الشوارعِ
جلست تحت الشمس ارقبها تأتي من بعيدٍ
أنظر لساعتي التي توقّفت بفكري
رأيتها تصعد الدرجات بخفّةِ
وبدأ قلبي ينبض بشدةِ
حطم الصدر وغادره طائراً
إلى حيث هي تقفُ
راقبتها تتحرك في المكان كفراشةِ
تضيء المكان المعتمَ
راقبتها بين هناكَ وهناكِ
والساعةُ تسرعُ وتتمردي
وأنا في مكاني متسمّرٍ
شاهدتها تغادر المكانَ على عجلٍ
ركضت لأتبعها والأرض تشدّني
يوقفني عقلي ويؤنبني قلبي
لا تزعجها أيها الأحمقِ
عدتُ ادراجي خائباً
ركبت مقعد السائقِ
ضربت رأسي بالمقودِ
ادرتُ محرك سيارتي
رفعت صوت القرص الذي أهدتني
بكيت بحرقةٍ وبصوتِ
تبعتها في الشارعِ
اسرع لبرهةٍ وأبطئُ مرّةٍ
اناظرها كحارسٍ من بعيدٍ
وأدعوا ربَ السماءِ لها حمايةٍ
رايتها ترقب في الشارع كباحثةٍ
خفت أن ترى مقلتي
والدمع مني منهمرٍ
رأيتها تغادرُ الشارعِ
توقف قلبي حينها عن النبضي
خفت أن أضرب قلبي الذي هي فيهي
فتوقفت يميناً لبرهتٍ
وعاودت السير بعدها مسرعٍ
تبعتها قليلاً في الشارعِ
وتجّرعتٌ المرارةَ من ألمي
هي ملاكُ الأرضِ للأبدي
أحبّها ويشهد خالقُ الأفقِ