تفوق المنتخب الإنكليزي على نظيره السويدي 3-2 في الجولة الثانية من منافسات المجموعة الرابعة من كأس أمم أوروبا لكرة القدم 2012 بأوكرانيا وبولندا.
في المباراة الثامنة التي تجمع الفريقين طمح زملاء القائد ستيفن جيرارد إلى تحقيق أول انتصار على المنتخب السويدي، حيث لم يوفق منتخب "الأسود الثلاثة" في تحقيق الانتصار في سبع مباريات رسمية سابقة، وسبق للـ"فايكينغ" أن حققوا الانتصار على المنتخب الإنكليزي في مناسبتين فيما انتهت خمس مباريات بالتعادل.
ويعود آخر فوز للإنكليز على السويد إلى تشرين الثاني/نوفمبر من العام الماضي ، عندما تفوق زملاء الغائب الأبرز عن المباراة واين روني 1-0 على ملعبهم ويمبلي.
خلافاً لمباراة فرنسا غيّر مدرب المنتخب الإنكليزي روي هودجسون الرسم التكتيكي للأسود الثلاث، حيث انتقل من خطة 4-5-1 في المباراة الأولى أمام فرنسا (1-1)، إلى 4-4-2 كلاسيكية معتمداً على مهاجمين صريحين . وجاء التغيير من خلال إقحام آندي كارول مع داني ويلبيك للدخول أكثر في عمق المنتخب السويدي، إضافة إلى محاولة كسب المعركة البدنية مع الدفاع السويدي القوي جداً من الناحية البدنية.
من جهته حافظ مدرب المنتخب السويدي إيريك هامرين على الرسم التكتيكي الذي خاض به المباراة الأولى أمام أوكرانيا التي خسرها زملاء زلاتان إبراهيموفيتش 2-1، لكن أخطاء بعض اللاعبين في المباراة الأولى دفعت هامرين إلى إجراء ثلاثة تحويرات على تشكيلة "الفايكينغ"، فأقحم أندرياس غرانكفيست مكان الظهير الأيمن ميكائيل لوستيغ الذي لم ينجح في كسب المواجهة الثنائية مع شيفتشينكو في مباراة أوكرانيا، وفي وسط الميدان اختار هامرين الإبقاء على اللاعب أولا تويفونن على مقاعد البدلاء وإقحام أندريس سفينسون أساسياً، أما في الهجوم فجلس ماركوس روزنبرغ على مقاعد البدلاء على عكس المباراة الأولى ودخل مكانه يوهان إلماندر لدعم " إبرا" في الهجوم.
شوط إنكليزي بامتياز
بتأخير 15 دقيقة ـ لعدم انتهاء المباراة الأولى بين فرنسا وأوكرانيا التي أجبرتها الأمطار على الانتهاء بتأخير ساعة كاملة عن موعد انتهائهاـ انطلقت المباراة الرسمية الثامنة بين المنتخبين الإنكليزي و نظيره السويدي يرافقها طموح إنكليزي بفك العقدة السويدية وتحقيق أول انتصار رسمي على الفايكينغ، وأمل سويدي بكسب اللقاء وتأكيد سيطرتهم على مواجهات الفريقين.
بداية المباراة اتسمت بالحذر بين الفريقين، وانحصر اللعب في وسط الميدان، وبعد مرور الدقائق الأولى بدأ المنتخب الإنكليزي في البحث عن المنافذ التي تؤدي إلى مرمى الخبير أندرياس إيزاكسون محاولاً مباغتة " الفايكينغ"، وبالفعل كاد سكوت باركر في الدقيقة 7 أن يفتتح النتيجة للأسود الثلاثة بتسديدة قوية محكمة انبرى لها إيزاكسون بارتماءة رشيقة.
بعد تسديدة باركر بدا أن الإنكليز أكثر إصراراً على التسجيل لكن سفينسون أعلن عن النوايا السويدية بنيل النقاط الثلاث بعد أن ردّ بتسديدة مؤطرة تصدى لها حارس الأسود جو هارت.
كما كان متوقعاً ظهر منتخب إنكلترا أكثر اندفاعاً نحو الهجوم مقارنة بالمباراة الأولى أمام فرنسا، حيث أحدث إقحام آندي كارول ثقلاً هجومياً أفضل لفريق المدرب هودجسون.
زلاتان أقلق الإنكليز
في المقابل فإن التحفظ التكتيكي كان طاغياً على لعب المنتخب السويدي في ترقب واضح لإنجاز فردي من القائد زلاتان إبراهيموفيتش الذي أعلن عن وجوده في المباراة بتسديدة جديدة لم يجد هارت أي صعوبة في التصدي لها.
ومع بلوغ الشوط الأول الدقيقة 23 جاء العملاق آندي كارول بالخبر السعيد للإنكليز عندما استثمر كرة هوائية من المتميز ستيفن جيرارد واضعاً الكرة في الشباك السويدية ومؤكداً صحة القراءة التكتيكية للمباراة من قبل المدرب الإنكليزي روي هودجسون الذي أقحمه في هجوم الأسود الثلاثة.
هدف آندي كارول
وكان جلياً أن المنتخب السويدي وجد صعوبة كبيرة في التعامل مع الانتشار المحكم للاعبين الإنكليز، حيث اضطر زلاتان إبراهيموفيتش إلى العودة لتسلم الكرة بعيداً عن المناطق الدفاعية المحصنة أمام عرين جو هارت.
ومن جديد كان إبرا هو الخطر الوحيد على زملاء جون تيري بفعل الإمكانات البدنية والفنية العالية لأحسن لاعب سويدي في آخر خمس سنوات، فقد عاد إبرا لاختبار الحارس جو هارت بتسديدة قوية في أحضان أحسن حارس في الدوري الإنكليزي.
وواصل الفايكينغ استعمال سلاح التسديد من بعيد عن طريق اللاعب كيم شلستروم لكن الكرة اعتلت المرمى الإنكليزي.
بثبات كبير أنهى الأسود الثلاثة الشوط الأول متفوقين في الأداء والنتيجة على المنتخب السويدي الذي بدا مشتتاً رغم المحاولات الجريئة من قبل المتميز زلاتان إبراهيموفيتش، لكن الإنكليز نجحوا في فرض أسلوبهم على النصف الأول من المباراة.
صحوة سويدية وإصرار إنكليزي في الشوط الثاني
الهدف الأول للفايكينغ
بداية الشوط الثاني دخل المنتخب السويد أكثر إصراراً على العودة في المباراة ضاغطاً على الدفاع الإنكليزي، وبعد مرور 4 دقائق على انطلاقة الشوط سدد القائد زلاتان إبراهيموفيتش كرة ثابتة اصطدمت بالدفاع الإنكليزي، قبل أن تهدى لقلب الدفاع أولوف ميلبرغ الذ ي لم يرفض الهدية وأسكنها شباك جو هارت لتعود المباراة إلى نقطة البداية.
هدف التعادل أعطى التشكيلة السويدية دفعة معنوية كبيرة مقابل ارتباك في الجانب الإنكليزي، وكاد لارسن أن يضاعف غلة "الفايكينغ" لكن تدخل غلين جونسون منعه من التسجيل.
ومع تتالي التهديدات السويدية على مرمى الأسود الثلاثة عاد ميلبرغ من جديد لزيارة شباك هارت في الدقيقة 59 بعد ارتقائه فوق المدافعين الإنكليز معلناً تفوق منتخب بلاده 2-1.
ميلبرغ يسجل الهدف الثاني
المدرب روي هودجسون لعب ورقة السريع تيو والكوت مكان جايمس ميلنر، نجم آرسنال لم ينتظر كثيراً ليؤكد أحقيته بالتواجد في التشكيلة الأساسية، حيث سدد كرة لولبية لم يجد لها إيزاكسون أي حل لإبعادها عن مرماه، فاستقرت في الشباك وأعادت الإنكليز إلى المباراة من جديد في الدقيقة 63.
والكوت الورقة الرابحة
استمر الحوار الكروي بين "الفايكينغ" والأسود الثلاثة، من أجل تسجيل هدف ثالث يقرب أحدهما من تحقيق أول انتصار في يورو 2012 ، وكاد كيم شلستروم أن ينهي أحلام الإنكليز من تسديدة جانبت الأخشاب (75)، قبل أن يتألق الحارس جو هارت في إبعاد كرة قوية من أقدام الرائع زلاتان إبراهيموفيتش .
عاد تيو والكوت مرة أخرى للظهور في المباراة، وأهدى تمريرة رائعة لداني ويلبيك الذي استثمرها على أحسن وجه وسجل هدفاً من أجمل أهداف كأس أمم أوروبا 2012 وعاد بالإنكليز إلى حالة التفوق على المنتخب السويدي (75).
ك ويلبك يسجل هدف الانتصار
الهدف الثمين الذي سجله ويلبيك، هو الثاني في سجل اللاعب في خمس مباريات خاضها مع الأسود الثلاثة.
فيما تبقى من المباراة تمكن المنتخب الإنكليزي من الحفاظ على تفوقه، مانحاً نفسه الصدارة بالتساوي (4نقاط) مع منتخب فرنسا الذي تفوق على البلد المستضيف أوكرانيا 2-0.
ومع نهاية المباراة بتفوق إنكلترا، ينهي الأسود الثلاثة العقدة الذي رافقتهم في كل المباريات الرسمية مع المنتخب السويدي، وخطا زملاء جيرارد خطوة عملاقة نحو الدور ربع النهائي، في مجموعة يبدو أنها ستتكلم اللغتين الفرنسية والإنكليزية.
وبعد تلقيه الهزيمة الثانية يكون المنتخب السويدي ثاني المنتخبات المغادرة لكأس أمم أوروبا 2012 رفقة منتخب إيرلندا.