كيف تعلم الطفل مواجهة الفشل

عندما يفشل الطفل، في بعض دروسه أو في اتقان لُعبة ما، خصوصا اذا كان
ذلك بالاشتراك مع بعض اقرانه، فان ذلك سيُشعره بخيبة الامل مما سيترك آثارا
عميقة في نفسيته، وربما يدفعه الى اتخاذ بعض السلوكيات غير السوية للوصول
الى أهدافه التي فشل في تحقيقها، وهذا يعتبر بادرة للانحراف، مما يحتم على
المدرس او الاب مواجهة ذلك بحكمة وروية، واعانة الطفل على تجاوز هذه
التجربة المريرة من وجهة نظره.. وحتى يُشب قادرا على مواجهة الفشل في
كِبره.
إن أهم ما يجب عمله ان يُوجد الاب او المربي
طريقة بديلة تعين الطفل على انجاز ما فشل فيه، فمثلا اذا فشل الطفل في
اقناع زميله بقبول دعوته للعب معه، فانه سيشعر بنوع من المهانة والتحقير،
ويشعر بانه ليس اهلا لكي يلعب الاخرون معه، وهنا يتوجب على المربي ان يشرح
للطفل ان السبب في عدم تلبية زميله دعوته للعب لا علاقة لها بما يُفكر فيه،
وانه لا يزال موضع احترام وان زميله رفض دعوته لاسباب اخرى ربما كان منها
عدم مقدرته على اتقان اللعبة التي دُعي اليها، او عدم مقدرته الصحية على
ذلك او انه مشغول بدروسه، وهنا يجب توفير البديل كدعوة طفل آخر مؤهل
لممارسة اللعب مع الطفل المصاب بخيبة الامل.
وحينها
سيقتنع الطفل بانه موضع احترام وتقدير، حينما يرى زميلا اخر قبل دعوته للعب
وهنا تنتهي هذه الاشكالية النفسية التي يظن انه وقع بها.
وفي
حالة فشل الطفل وشعوره بخيبة امل اذا حصل على درجات ضعيفة في بعض دروسه
نتيجة الامتحان، فعلى الاب هنا ان يفسر لطفله بان التقصير في موضوع ما ليس
نهاية المطاف، وان بامكانه ان يعوّض ذلك الفشل في مواضيع أخرى او في امتحان
آخر بنفس الموضوع الذي فشل فيه، وان يُبيّن لطفله بانه ما زال يملك وقتا
كافيا لتدارك هذا الفشل وتحسين درجاته في امتحانات قادمة وهنا من المهم ان
يركز الاب على جلب انتباه ابنه على العلامات العالية في المواضيع الاخرى
وبانها ستلعب دورا كبيرا في تعويض ذلك التقصير الجزئي، وحينها سيطمئن الطفل
وستغمره السكينة والرضى، وسيكون ذلك حافزا له على تجاوز محنته.
ويقول
علماء التربية إن الاطفال يعتقدون ان الحياة كلها نجاحات ومن اول تجربة،
وهنا يجب ان نبين لهم بان الحياة فيها النقيضان النجاح والفشل، الحلو
والمُرّ، الأبيض والأسود، وان الفشل اذا حدث مرة فان النجاح يحدث مرات، وان
نفهم الطفل بان الخطأ يُعلمنا للبحث عن الصواب، وان العثرة الواحدة يجب ان
لا تسد الطريق امام الطفل، ويجب ان يركز الآباء والمربون على نقاط القوة
في الطفل وان يثنوا عليها ويجلوها حتى يشعر الطفل بثقته بنفسه، وحتى يستعيد
هذه الثقة الذي اعتقد بانها ضاعت منه، وبتكرار هذه المحاولات مع الطفل
وتشجيعه والاخذ بيده في المرة القادمة فانه سينال نجاحا يُنسيه تلك الحالة
من الفشل التي اعتقد بانها نهاية المطاف بالنسبة له، وبهذا سيعتاد الطفل
على تقبل الفشل فيما لو تكرر وسيتجاوزه بنجاح لاحق، فتنمو لديه روح التحدي
وروح الاستعداد الافضل للامتحان القادم، مما سيجعله يجتاز مرحلة طفولته
واثقا وقادرا على مقارعة الحياة المدرسية والجامعية والحياة العملية التي
تنتظره.