موضوع: بيرت ويدون.. الرجل الذي علّم الدنيا عزف الغينار الأربعاء مايو 16, 2012 3:16 am
بيرت ويدون.. الرجل الذي علّم الدنيا عزف الغينار
قد يكون مدهشا أن جيل الشباب اليوم لا يعرف الانكليزي بيرت ويدون المتوفى يوم الخميس عن 91 عاما. لكن هذا الرجل هو الذي ألهم عمالقة البوب والروك من أمثال جون لينون وبول مكارتني (البيتلز) وإيريك كلابتون وحدا بهم لتعلم العزف على الغيتار.
صلاح أحمد: بلغ من شأو بيرت ويدون أن صحيفة «تايمز» البريطانية خصصت افتتاحية رئيسية لمساهمته العملاقة في عالم الموسيقى الحديثة بعيد وفاته يوم الخميس الماضي عن عمر يناهز 91 عاما. وهرعت الصحيفة لتلخيص إنجازه بقولها: «لولا أن هيربرت (بيرت) ويدون توسل الى أبيه وهو صبي كي يشتري له غيتارا مستعملا بإحدى أسواق لندن الشعبية وكان له ما أراد، لصح القول إن تاريخ العالم ربما اتخذ مسارا له غير الذي نعرفه اليوم». وتستشهد الصحيفة بالفنان التشكليلي ريكس ويستلر (1905 - 1944) الذي ماطله زبون في ثمن لوحة له قائلا إن إنجازها لم يتطلب غير ساعات قليلة، فرد عليه قائلا: «لا أسالك ثمن هذه الساعات القليلة وإنما بعضاً من معرفة وخبرة استغرقتا العمر بأكمله». ومثل ويستلر، لخص بيرت ويدون معرفة عمره في كراسة صغيرة عن آلته الموسيقية الغيتار سماها «اعزف في يوم واحد». وكان بين المراهقين الذين انتهت الى أيديهم هذه الكراسة جون لينون وبول مكارتني وجورج هاريسون وإيريك كلابتون وبيت تاونزيند وكيث رتشاردز. وبعبارة أخرى، كانت هذه الكراسة هي الوقود الذي تحركت به الثورة الموسيقية التي أحدثها هؤلاء المراهقون في ما بعد. وويدون نفسه لم ينطلق في كل هذا من فراغ. فقد كان فنانا بلغ أوج مجده بهذا المجال في منتصف السبعينات عندما صار أول عازف منفرد «صولو» للغيتار ينتج ألبوما (22 مقطموعة عظيمة للغيتار) احتلت المرتبة الأولى في مبيعات الموسيقى (1976) رغم المنافسة الشرسة من كبار الأسماء سواء في بريطانيا أو أميركا. وأضف الى ذلك أنه هو «الجندي المجهول» الذي زيّن بحواشي غيتاره أعظم ما تفتقت عنه قرائح الكبار من أمثال الفيس بريسلي وبيل فيوري وتومي ستيل ومارتي وايلد. لكن تركته الحقيقية - المستندة الى معرفة محيطة بالغيتار الكلاسيكي والبذلة وربطة العنق الأجدر بمدير بنك رئيسي - تتمثل في الوعد الجميل الذي قدمه لليافعين الطامحين الى المجد الموسيقي. وهذا وعد يقول: «بوسعك - إن أردت فعلا - الخروج حتى بأفضل من نوع الروك آند رول الذي هبت رياحه من أميركا لتجتاح أوروبا والعالم ويجعلك تتمايل طربا. بوسعك تعلم الغيتار اليوم، وتشكيل فرقة موسيقية غدا، والوصول الى شهرة الفيس بريسلي الثلاثاء المقبل»! وتختتم الصحيفة قائلة: «لنا جميعا أن نفرح بحقيقة أن اولئك الذين وصلوا الى نوع الشهرة التي تحدث عنها ويدون وأشاعوا حولنا جوا لا يقل عن ثورة موسيقية حقيقية صارت وجه العالم الحديث، إنما فعلوا ذلك لأن صبيا أقنع والده يوما بشراء غيتار مستعمل له من إحدى أسواق لندن الشعبية في مطالع ثلاثينات القرن الماضي».