ونحن مقبلون على فصل الصيف وموسم الافراح في المجتمع العربي، لا بد لكل صاحب فرح او عرس من وقفة مع نفسه ولو لبضع لحظات ينظر فيها الى حال مجتمعه، يفكر بمعاني العرس والفرح، وان يعي ويدرك ويفهم ويعرف ويستوعب ان فرحه قد يكون على حساب اعباء يثقل بها كاهل غيره.. وقد يكون هذا "الغير" هو شقيقه او ابن عمه او خاله او عمه!!
|
ارأفوا بالناس ولا تحملوهم ما لا طاقة لهم
|
فالعرس ليس سوى مناسبة اجتماعية الهدف منها شرعنة وجود شاب مع شريكته في عش واحد يجمعهما، اسمه عش الزوجية، لا اكثر ولا اقل من ذلك. وان كنت لا اقلل من قيمة هذا الارتباط فانني اوكد على ضرورة التقليل من مظاهره المبالغ فيها والتي لا تعود بالفائدة على أي طرف اطلاقا.. فكلما اتسعت حلقة العرس اتسعت تكاليفه ومصاريفه.. واذا كان العرس "سلف ودين" فان كل مبلغ يجبيه اصحاب العرس سينفقونه واكثر منه في الاعراس المتعاقبة.وفوق كل هذا لا ننسى الاوضاع الاقتصادية والضائقة الخانقة التي تعاني منها الغالبية الساحقة من العائلات العربية التي اكثر من نصفها ترزح تحت خط الفقر!!
ماذا بربكم انتم فاعلون.. هل ما زلتم رهائن لعادات وتقاليد بالية مهترئة تعتقدون بأن لحجم الفرح وكثرة المدعوين قيمة عند الناس؟! هل ما زلتم تتبنون مبدأ "السلف والدين" وتسيرون على نهجه؟! هل تعتقدون بأن هنالك اناس ما زالت تخدعهم المظاهر الكذابة من البذخ والتبذير؟! عودوا إلى أنفسكم والى الله وارأفوا بالناس ولا تحملوهم ما لا طاقة لهم به، واقرأوا الواقع ولا تكونوا كالثور الذي يدير ظهره لهموم الناس.. ومن الله التوفيق.