أذار

كان الصباح ينبعث على شفاه الكون , الشمس تتململ في فراشها الذهبي ، تفرك عينينها لحظات قبل ان تنهض لتضيء


نهارات آذار الذي عاد الى دوامه السنوي بمنتهى الحزم والجد ، ليفرض وقعا جديدا على الحياة ويطلق نبضا حميميا في عروقنا ويشيع دفئا حنونا في اوصالنا يجعلنا نستشعر كم انه مختلف.. كم انه رقيق وهادئ ، غير متبجح ولا متبرج..
ما زال كما هو ، لم تتغير ملامحه ولم تتبدل سماته ..
انفاسه دافئة ، نهاره خجول ، أصوات الفرح تتدحرج في حنجرته .. وغيماته كعادتها شاردة في السماء ، تمرح وتلهو مع سرب من الطيور العائدة من مشوارها البعيد ..
أعترف بان منظره يدهشني وهو يجدل الدفء والبرودة ، الجفاف والرطوبة في ضفيرة واحدة ، ثم يجعلها تنسدل بعفوية على ظهر الطبيعة .. ولكن تدهشني اكثر براعته في نثر الفرح على ثغر الطبيعة .. فيجعلها تبدو وكأنها حسناء في عنفوان الحياة ، تنبض بالعشق والهيام , وتشع عيونها بالآمال, وتتفجر طاقاتها بالخير, وتتفتح أساريرها للحياة لتعيشها بهناء وصفاء, وعطاء وبهاء !
فيه يبدو كل شيء مختلفا ، وكل شيء مشرقا ، فكل الأشياء تفتح نوافذها للنور ليطهرها من بقايا البرد الذي تراكم فوقها خلال الشتاء ، كل شيء يطرد عنه السكون والخمول .. فتستيقظ الاحلام وتزهر الورود وتتفتح الامال ...
يدبّ النشاط فينا ، كما في الطبيعة .. الحيوية تضجّ في جوانحنا، لا كلل ولا ملل ، لا أرق ولا قلق ..
نستيقظ مع بزوغ النهار، نرسم الحلم على جناح فراشة شقية ، قلوبنا تنبض على إيقاع الصباحات الندية، ومع تفتّح الأيام الرخية !..
لا شيء يعكّر صفونا، لاشيء يعيق أفكارنا، لا شيء يوقف تناغمنا وانسجامنا مع زقزقات الفرح ونبضات الامل ..
هو حقا آذار الذي يحرضنا على الفرح والابتهاج مهما اكفهرت وعبست في وجهنا الأيام .. وهو نفسه الذي يندس بين ثنايا الروح فيجعل شهية الحياة تدب في عروقنا مرة اخرى ..
وهو وحده الذي يغرينا بقوامه المُخضر للخروج الى الجبل في اول طلة للشمس المغسولة بآخر شتوة من الأمس !
انه حقا آذار الذي يرد الاشياء الى اصولها ، فيعيد للطبيعة نكهتها ، وللاشجار هيبتها .. ويمنح الصباحات الرطبة حياة مغسولة بالانتعاش ...
هو اذار المرصّع بالجمال والامال , بالفجر الندي والعطاء السخيّ ، عاد في موعده ليهدي الارض عقدا متلألئا من الاقحوان ..

نستيقظ مع بزوغ النهار، نرسم الحلم على جناح فراشة شقية ، قلوبنا تنبض على إيقاع الصباحات الندية، ومع تفتّح الأيام الرخية !..
لا شيء يعكّر صفونا، لاشيء يعيق أفكارنا، لا شيء يوقف تناغمنا وانسجامنا مع زقزقات الفرح ونبضات الامل .

كلامك رروعه ياسمين


ياسمين المتالقه

يسلموا ايدك حياتى ياسمين

كلمات جميله جدا ماننحرم لكى منى كل

تقدير واحترام

ياسمين


كل الشكر الك

نزار

بريق حياتي

نشمية

مرسي لمروركم الرائع