الموسيقار موزارد
1756-1791
موسيقي نمساوي ولد سنة 1756 ميلادي وهو من أعظم رجال الموسيقى كتب أول أعماله
الموسيقية قبل أن يتجاوز سبعة أعوام , وقد أخرج أولى أوبراته وهو في سن الرابعة عشرة ,
ونالت نجاحاً باهراً , وبــــدأ فــــــي هــــذه السن يطوف عواصم أوروبا ويعــــــزف في دور الأوبرا
الكبرى بها , فيقر لــه أساتذة الموسيقى ونقادها بالتفوق والنبوغ , بل إن المجـــــاميع العلمية
في انكلترا
هاي صوته وهو بانكلترا
شغلت بأمره منذ كان طفلاً , فقد ألف أربعاً مـــــــن أغـــانيه وإحـــــدى سيمفونياته وهو في
سن الثامنة . ومنن أشهر أعماله الفنية " عـــــرس فيغاروا " و " الناي السحري " , توفي
موزارت سنة 1791 م .
من الصعب تخيل مشهد أكثر مأساوية من ذلك المشهد، عربة موتى تجرها الخيول تخرج من
مدينة فيينا حاملة جثة عبقري شاب قتل على يد خصم غيور،
وبعد مراسم روتينية، تم دفن الجثة في قبر جماعي وتفرق العدد القليل من المشيعين، وهكذا
أسدل الستار على حياة أعظم ملحن ومؤلف موسيقي على الإطلاق و
ولفجانج أيلديوس موزارت.
تلك هي، على الأقل القصة التي حملنا على تصديقها بفعل الفيلم السينمائي »أميديوس«
هاي صوه من الفلم
الحائز على الأوسكار عدة مرات والذي صور موزارت كعبقري ذكي ولكنه غليظ يحب النكات
الجافة ويزعج خصومه حتى قام أحدهم ويدعى انطونيو ساليري بقتله.
إن الحقيقة شأنها دائماً تعتبر أكثر تعقيداً ولكنها ليست أقل إثارة للدهشة، فموزارت كان بالفعل
شخصاً عبقرياً أصابت مواهبه الموسيقية معاصريه بالذهول ولا تزال تبهر الجماهير حتى يومنا هذا.
وعلى نحو انفرد به عن جميع المؤلفين الموسيقيين، فقد أتقن موزارت جميع الألوان
الموسيقيه( هاي اللي يريدها مني ابو البلاوي هع ) في عصره من السناتة التي تعزف على
البيانو إلى الرباعي الوتري ومن الأوبرا إلى الفيوج، وقد قام عملياً بابتكار كونشرتو البيانو
وأعطى مفهوماً جديداً للسيمفونية والموسيقى الحجرية، ولدى وفاته ترك ميراثاً موسيقياً لم
يتم تجاوز نطاق تعبيره على الإطلاق، وهو مؤلف من 56 سيمفونية و21 كونشرتو بيانو 19
وسنانة بيانو و15 أوبرا والكثير من الأعمال الموسيقية الأخرى، وإذا ما عزفت أعماله لمدة ثماني
ساعات في اليوم، فإنها ستستغرق شهراً حتى تنتهي، وهذه الأعمال جميعها تم تأليفها في
فترة حياة قصيرة لم تتجاوز 35 عاماً.
إن تحقيق مثل هذا الكم من الأعمال في وقت قصير يتطلب أكثر من مجرد عبقرية، فهو يتطلب
تكريساً كاملاً للوقت وبداية مبكرة، وهذان الاثنان توفرا في موزارت.
ولد موزارت في سالزبورج بالنمسا في 27 يناير ،1756 وكان الولد الثاني لليوبولد موزارت، الذي كان نفسه موسيقياً محترفاً في بلاط الأمير في سالزبورج.
لم يمض وقت طويل حتى اكتشف ليوبولد ان ابنه الصغير يتمتع بمواهب موسيقية مذهلة،
وعندما كان وولفجانج موزارت في عمر الثلاثة أعوام فقط، بدأ يعزف على أوتار البيان القيثاري
الخاص بالعائلة، وفي سن الخامسة كان يؤلف معزوفات صغيرة على لوحة المفاتيح،
وفي سن السادسه
كان يعزف الكمان، ثم تفتحت عبقرية موزارت بشكل دفعت والده إلى القول بأن وولفجانج عرف
في السنة الثامنة من عمره ما يمكن أن أتوقعه فقط من رجل في سن الأربعين«.
ولكن بالنسبة لـ ليوبولد، فان مواهب ولده قدمت ميزة اضافية تمثلت في الفرصة بمغادرة
سالزبورج وكسب بعض المال، وخلال القرن الثامن عشر، كانت الطريقة المألوفة لدى
الموسيقيين لكسب عيشهم هي في قبول وظيفة في بلاط ارستقراطي، فالنبلاء كانوا
يوظفون فرق الأوركسترا لتسليتهم ولكنهم كانوا يعملون الموسيقيين العاملين لديهم كخدم
أقل منهم في المرتبة الاجتماعية.
غير ان ليوبولد الذكي والموهوب، وجد ان الوضع يصعب تقبله، ولهذا عندما اكتشف ان ابنه طفل
عبقري، لم يتوان في اتخاذ الاجراء المناسب، فقد أخذ ابنه وولفجانج، الذي اعتبره معزة من
الله رأت النور في سالزبورج، في جولة بأوروبا سعياً لاكتساب الشهرة.
ومن سن السادسة وحتى السنوات الأولى لمراهقته، كان وولفجانج يؤدي معزوفاته أمام من
هم أمثال الملك جورج الثالث ملك انجلترا، والأسرة الملكية الفرنسية، وكان منهمكاً أيضاً في
التأليف، وقد كتب أولى سيمفونياته وهو في سن التاسعة وأول أوبرا جدية في سن الرابعة
عشرة. وقد انتشرت أخبار عبقريته المذهلة في كل أرجاء أوروبا، ووضعت خطط ليوبولد المتعلقة
بمستقبل ابنه المهني بشكل جيد إلى ان بدأ وولفجانج يشق طريقه الخاص بعيداً عن والده.
وتجسدت استقلالية العبقري الشاب عن والده في قراره الزواج من كونستانز، ابنة فريدولين
ويبر، وهو مقلد موسيقي يعيش في ألمانيا. وفي غضون ذلك، واصلت عبقريته الارتقاء إلى
العلا، وتدفقت من جعبته الكونشيرتات والسوناتات والرباعيات التي أظهرت نبوغاً لامعاً، وفي
عام ،1785 كتب الملحن النمساوي الكبير فرانز هايدون إلى ليوبولد يقول
: »ابنك هو أعظم ملحن عرفته«.
وتحسنت حظوظ موزارت أكثر من خلال الأوبرات التي قدمها مثل »
زواج فيخارو
« و»دون جيوفاني«
وفي عام ،1787
استخدم كملحن للقصر من الملك جوزيف الثاني لكن موزارت وجد الراتب مخيباً للآمال ولا
يكفي لمستلزمات الحياة التي شعر وزوجته أنهما يستحقانها، وقد أوقعهما هذا تحت طائلة
الديون مما اضطر موزارت الى الاقتراض من الآخرين. وبدأ موزارت يظهر عدم احترام للسلطات
العليا وكان ينهال على علية القوم بالاهانات والشتائم، وفي الوقت نفسه، وقع موزارت ضحية للاكتئاب.
ويقول بعض الباحثين ان موزارت شأن الأشخاص المبدعين عانى بانتظام من الاكتئاب وكان
يجهد نفسه لكي يحقق انجازاً يغطي على مزاجه السيئ، ومهما تكن الحقيقة، فان موزارت
استطاع خلال هذه الفترة أن يبدع ثلاثاً من أعظم سيمفونياته وهي
التي تحمل الأرقام 39 و40 و41