جميعكم
شاهدتم عالم أعماق البحار، سواء في التلفزيون أو في الصحف والمجلات.
وللغوص في أعماق البحار تستخدم الدول المختلفة غواصات جد متطورة، وذلك إما
بهذف جماية أمتها ووحدة ترابها الوطني، أو بهدف القيام بالاستكشافات
والبحوث العلمية. والنظام المتبع في هذه الأعمال في أعماق البحار هو على
النحو التالي: هناك آلات غواصة تملأ بالماء، وعندما تصبح أثقل من الماء
تنزل إلى الأعماق. وإذا ثم إفراغ الماء الموجود في هذه الغوا
صات بواسطة ضغط الهواء فإن هذه الغواصات تصعد من جديد إلى سطح الماء.
والآن سنتكلم ونتحدث عن كائن عجيب يستعمل هذا النظام المتبع في أعماق البحر، وهذا الكائن هو النوتيلوس.
والنوتلوس
هو كائن بحري قشري أي انه مغلف بقشور، ويغوص في مياه البحار تماما مثل
الغواصات. ويوجد على جسم هذا الحيوان ـ مثلما تشاهدون ذلك في الصورة ـ عضو
مغلف بقشرة يبلغ قطرها 19 سنتيمترا.
ويوجد
في هذا العضو 28 خلية للغوص مرتبطة ببعضها البعض. وهذه الخلايا تعمل في
أعماق البحار بالطريقة نفسها، بمعنا أن النوتيلوس يحتاج إلى الهواء
المضغوط. وهذا الهواء يتم توفيره في أعماق الماء عن طريق اتباع نظام معين
وبالنسبة إلى المهندسين فقد وضعوا هذا النظام في مكان خاص من الغواصة.
حسنا، ولكن النوتيلوس من أين له بهذا الهواء الظاغط حتى يفرغ الماء؟
نعم،
إن الجواب على هذا السؤال يضع أمامنا مرة أخرى شاهدا آخر من شواهد عظمة
الخالق سبحانه وتعالى. ففي داخل النوتيلوس يتم إنتاج غاز خاص، وهذا الغاز
ينقل إلى الحجرات بواسطة الدورة الدموية، وهذا الغاز هو الذي يدفع بالماء
إلى الخروج من تلك الحجرات، وعلى هذا النحو يستطيع النوتيلوس أن يفر من
أعدائه سواء بواسطة النزول إلى الأسفال أو الصعود إلى الأعلى أي إلى سطح
الماء. وأما المسافة التي يستطيع أن ينزلها هذا الكائن فهي كبيرة بحيث
تقارن مع المسافة التي تقطعها الغواصات الصن
اهية. فبينما لا تتجاوز المسافة التي تقطعها الغواصة 400 متر، فإن
النوتيلوس بإمكانه ان يضاعف المسافة عشر مرات أي بحوالي 4000 متر وبسهولة
كبيرة
فسبحان عظمة الخالق الذي في خلقه شؤون.