العرقسوس licorice
نبات العرقسوس عبارة عن شجيرات
كثيرة الورق يصل طولها إلى متر ولها زهور جذابة للفراشات وتنبت تلقائيا في
منطقة البحر المتوسط وآسيا الصغرى والقوقاز وآسيا الوسطى وجنوب روسيا
والصين وعدد آخر من دول العالم. ولا
يستخدم من هذا النبات سوى جذوره الجافة والتي تحتوي على أكثر من 400 مادة
من بينها مادة تعرف بخلاصة العرقسوس والتي تزيد نسبة السكر فيها خمسين مرة
عن المادة السكرية في سكر القصب.
تحتوي
جذور السوس على مواد سكرية، وأملاح معدنية من أهمها: البوتاسيوم،
والكالسيوم، والماغنسيوم، والفوسفات، ومواد صابونية تسبب الرغوة عند صب
عصيره ويحتوي كذلك على زيت طيار.
ـ ويستعمل مسحوقه (ملعقة صغيرة مرة واحدة يومياً) في علاج قرحة المعدة
والإمساك المزمن وعسر الهضم.
ونقل بعض الأطباء أنّه يفيد في شفاء الروماتيزم لاحتوائه على عناصر تعادل الهدروكورتيزون ويساعد في تقوية جهاز المناعة في الجسم.
وأنّه أفضل شراب مرطب للمصابين بمرض السكر لخلوه تماماً من السكر العادي.
ونقل
ابن البيطار في مفرداته عن ديسقوريدوس أن السوس إن جفف وسحق صار دواء
جيداً للظفرة التي تخرج في عين الإنسان واللحم الزائد الذي يخرج في أصول
الأظافر. ديسقوريدوس: وعصارتها تصلح لخشونة قصبة الرئة وينبغي أن تجعل تحت
اللسان ويمتص ماؤها وإذا شربت بطلاء توافق إلتهاب المعدة، وأوجاع الصدر وما
فيه من الآلات والكبد وجرب المثانة ووجع الكلى، وإذا امتص ماؤها قطعت
العطش وقد تصلح للجراحات إذا لطخت بها وتنفع المعدة إذا مضغت وابتلع ماؤها
وطبيخ أصول السوس وهي حديثة توافق ما توافقه العصارة وأصل السوس إذا جفف
وسحق وضمد به نفع من الداحس، وإذا استعمل ذرور أنفع من الظفرة التي تخرج في
العين.
وفي
التجربتين: ربه وطبيخه نافعان من السعال حيث يصير الحل وإذا ألقي في
المطبوخات المسهلة دفع ضررها وهون احتمالها على الأعضاء وينفع من جميع
أنواع السعال إلا أنه فيما يكون عن أخلاط لزجة ضعيفة فإذا قُوي بأدوية أكثر
حلاً وتقطيعاً تقوّى تأثيره وينبغي أن يوضع في علاج جميع علل الصدر
والمثانة فإنه أنفع دواء للحرقة والخشونة إذا تمودي عليه وكذلك ربه إذا
خالط أدوية الكبد لجميع عللها حسن تأثيرها وعدلها، قاطع للعطش على اختلاف
أنواعه فإنه بالذات وبمزاجه يقطع العطش الحار السبب واليابسة والمالحة،
وأما المتولد عن سدد بلغمية في الماساريقا أو في الكبد وعن خلط لزج لاصق
بالمعدة فإنه يسكنه إذا مزج بالماء اجتذاب الطباع إياه لعذوبته وبما فيه من
القوة الجلاءة.
وقال ابن سينا: يصفي الصوت وينقي قصبة الرئة والحميات العتيقة وينفع من الإختلاج ووجع القصب. (1)
ولقد
أدرك الطب الحديث أهميّة هذا النبات فاعترف به في كثير من دساتير الأدوية
العالميّة، ووقع اختيار فريق من علماء جامعة فورتسبورج جنوب ألمانيا
بالتعاون مع مؤسسة "دابليو دابليو اف" لحماية الطبيعة على هذا النبات ليكون
"النبات الطبي لعام 2012".
وقال
يوهانيس ماير من "جمعية دارسي تاريخ تطور علم النباتات الطبية" في
فرانكفورت إن نبات العرقسوس معروف منذ ثلاثة آلاف سنة على الأقل وله تأثير
فعال ضد العديد من الأمراض.
وشدد ماير على أن احتساء كوب من العرقسوس مع الزعتر له تأثير هائل ضد السعال وقال:"أرى أن هذا هو أفضل شيء ضد السعال".
وأشار
ماير إلى أنه قد ثبت طبيا أن لجذور نبات العرقسوس تأثير إيجابي ضد أورام
المعدة إلى جانب تأثيره ضد السعال وبحة الصوت وأن الطب الصيني التقليدي
اعتمد على جذور العرقسوس في علاج الكثير من الآلام. (2)
ولتحضير
شراب العرقسوس في المنزل: خذ مقدار كوب من العرقسوس المطحون، وافرشه في
وعاء مسطّح (صينيّة) ثم رش عليه ملعقة صغيرة من بيكربونات الصوديوم، وانثر
فوقه مقدار نصف كوب من الماء، واتركه ربع ساعة، ثم اجمع محتوى الصينية من
العرقسوس في صرة قماش تكون نظيفة وتسمح بالتسرب واربطها وعلقها على صنبور
الماء، وضع وعاء أسفل منها، ودع قطرات الماء تسقط على الصرّة، وبالتالي
سيتجمع في الوعاء مشروب العرقسوس الصحي الرخيص الثمن.
ويجب
الانتباه إلى عدم تناول العرقسوس في حالات فرط ضغط الدم لأنه يسبب احتباس
السوائل في الجسم، وأنّ هناك علاقة بارزة بين قصر فترة الحمل وارتفاع كميات
استهلاك العرقسوس، ولذلك يحذّر النساء الحوامل من تناول السوس بكميّة
كبيرة خشية الولادة المبكّرة.
* * *
المراجع:
1 ـ الجامع لمفردات الأدوية والأغذية ص 256 ابن البيطار.
2 ـ "د ب أ" ـ العرب أونلاين اختيار العرقسوس النبات الطبي لعام 2012 في ألمانيا.