فضل شاكر يُظهر وجهه الطائفي ويؤكد أنه سلفي ومع أسد السنة يبدو
أن الركود الفني دفع ببعض الفنانين إلى البحث عن طرق مبتكرة للعودة إلى
الأضواء، لا سيما أن شركات الإنتاج لم تعد مقبلة على إطلاق أعمال جديدة في
ظل ظروف يشهدها العالم العربي، جعلت من الفن رفاهية عزف عنها الجمهور
العربي في المرحلة المصيرية التي تمر بها المنطقة.
ولم
تبد هذه الطرق مستغربة عن بعض الفنانين الذين اعتادوا افتعال المشاكل التي
تؤمن لهم استمرارية ولو على الورق، إلا أن المستغرب كان المقابلة التي
أجراها الفنان فضل شاكر مع موقع «سيدتي نت» التابع لمجلة «سيدتي» التي لن
تمر مرور الكرام في مسيرة النجم الفنية، فهو أرادها كذلك مع حديثه الدائم
عن رغبة في الاعتزال يبدو أنها لن تتحقق قريباً.
وتر الغرائز
الغريب
في المقابلة لم يكن الهجوم العنيف الذي شنّه فضل على زملائه في الوسط
الصحفي، بل النفس الطائفي الذي تحدث به، غير آبه أن التحريض في مثل هذه
الظروف المصيرية لن يكون لا لمصلحته ولا لمصلحة الجمهور الذي قد يتأثر
بحديث يلعب على وتر الغرائز.
ففي
المقابلة أعرب فضل عن حزنه للغبن الذي تتعرّض له الطائفة السنية، معلناً
دعمه للشيخ أحمد الأسير الذي أطلق عليه اسم «أسد السنّة»، وهو بالمناسبة
رجل دين متشدد سببت مواقفه المتشنجة إحراجا لرجال الدين أنفسهم الذين
لطالما دعوه إلى التعقل في ظل الأزمة التي تمر بها المنطقة، والتي تجعل من
التحريض قنبلة موقوتة قد تنفجر عنفاً في الشارع العربي.
نبرة مرفوضة
ولم
يكتف فضل الذي أعلن ميوله السلفية، ورغبته في الاعتزال من المهنة المحرمة
شرعاً، بل اتهم زميله عاصي الحلاني بأنه اتخذ موقفاً طائفياً عندما وقف إلى
جانب زميله راغب علامة في المشكلة التي حصلت بينهما قبل سنتين، بكل بساطة
لأن عاصي وراغب ينتميان إلى طائفة واحدة!
هذه
النبرة لم نسمعها من فنان حتى في خضم الحرب الطائفية التي ضربت لبنان في
منتصف السبيعنات ولا تزال ذيولها مخيمة على النسيج الاجتماعي في لبنان،
وحده الوسط الفني كان يشكل الحصانة لمجتمع يحتاج إلى تعايش وجسور تواصل،
كانت الأغنية وحدها تخترق الحواجز المصطنعة بين شعب قدّر له أن يعيش
الانقسام رغماً عنه، واليوم يأتي فضل ليتحدث بنبرة تعيد عقارب الساعة إلى
الوراء، فهل راجع حساباته أم أنه وجد في اللعب على الغرائز الوسيلة الأبقى
للوصول؟
صورة تصدعت
في
مقابلته وضع فضل نهاية لصورة الفنان الملتزم التي حرص على الظهور بها،
صورة تصدّعت في خضم مشاكله مع راغب علامة وأيمن زبيب لأسباب سياسية في
العلن، وطائفية في العمق للعارفين بدهاليز السياسة اللبنانية، فضل أطلق
رصاصة الرحمة على تلك الصورة، فوجه أسلحته إلى الجميع، في مقابلة قد تدخله
في دهاليز القضاء، خصوصاً أنه وقع في فخ القدح والذم في حق زملائه. فعن
الإعلام اللبناني قال فضل انه لا يتمتّع بالمصداقية، ويفتقد إلى أقلام
نظيفة، أما عن الوسط الفني اللبناني فقال إنه وسط فني وسخ وزادت وساخته.
مؤكدا انه لا يعترف بفناني الساحة اللبنانية، وقال إن وصفه هذا ينطبق على
الجميع دون استثناء.
تحريض سافر
ولم
يوفر من هجومه الفنانة يارا التي جمعته بها أغنية «جمالك جمال» فقال إنها
وغيرها من الفنانين بحسب فضل الذي وصل سهامه إلى الفنانة وردة التي دعاها
إلى التوقف عن الغناء، والقيام بأداء فريضة الحج والحجاب احتراماً لسنّها.
وعن
مايا دياب قال فضل إنها لا تعجبه وإنها مجرد غيمة سوداء، أما رامي عياش
فوصفه بالوعاء الفارغ وتمنى ان يتوب الله عليه من هذه المهنة التي قال انه
يستمر فيها لأنه يعيل اسرته، وكي لا يقطع برزق العاملين معه من افراد فرقته
الموسيقية، مع العلم ان فضل استبدل كل اعضاء فرقته منذ مدة بعازفين من
سوريا، لأنهم يتقاضون مبالغ أدنى تقليصاً للنفقات.
فبماذا
كان يفكر فضل عندما قرر فتح الجبهة في كل الاتجاهات دون حساب للعواقب؟
وماذا سيكون رد فعل زملائه الذين لن يسكتوا على ما وجهه إليهم من إهانات؟
والأهم كيف سيفسر انحداره إلى مستوى التحريض الطائفي في بلد يعيش على بركان
قد ينفجر في أي لحظة؟