قصة قصيره
الوشاح
تتطاير أوراق الخريف هنا و هناك وتتداخل فيما بينها و كأنها توشش لبعضها
البعض حال تلك التائهة الجالسة في زاوية الحديقة. واضعة رأسها بين يديها،
دموعها تتساقط كشلال غاضب، و صور الحادث تمر بمخيلتها… في مثل هذا اليوم
من السنة الماضية فقدت روحها وكيانها بعدما سلبوا منها كل ما تملك. كانت
عائدة من سفرها فوجدت أنقاض المنزل، فتحت عينيها على طبيب يسألها عن حالها،
شرح لها بعد ذلك أنه أغمي عليها و أخبرها بوفاة أبويها بعد ليلة قصف…قضت
بضعة أيام في المشفى لتخرج عازمة على الانضمام لإخوانها المدافعين عن الأرض
والآخذين بثأر الشهداء، و قد كان لها ذلك ولم يعقها كونها أنثى من القيام
بدورها على أكمل وجه بل استطاعت أن تثبت وجودها… ا رتطم الوشاح بوجهها
كان آخر هدية من والدها ، ذكرها بضرورة تلميم الجراح و مسح الدموع و
الاستمرار في الحياة حتى تبزغ شمس الصيف فمهما تساقطت أوراق الخريف تظل
جذور الأشجار صامدة.