البصمة الجينية ..هل تثبت النسب أو الجريمة ؟
البصمة الجينية هل يمكن أن تتشابه مع أى شخص آخر، وهل تصلح مقياسا لأثبات النسب ,أم أن كل شخص يتميز عن الآخر,حتى فى البصمة الجينية؟
يجيب على ذلك خبراء المناعة ، قائلين : لعل من أهم المجالات التى يستخدم فيها الحامض النووى للخلية «دى إن إيه» أو البصمة الجينية التى تميز كل إنسان عن الآخر الآن هو مجال الطب الشرعى، حيث يستغل هذا التفرد فى البصمة الجينية الموجودة على الحامض النووى لكل إنسان، ومدى التقارب بين الآباء والأمهات وأبنائهم والتقائهم فى مواضع معينة، بحيث يستطيع الإنسان أن يؤكد أو ينفى إن كان الابن من ذلك الأب أم لا، فيمكن أن تثبت البنوة وتحدد الأب وتكشف القاتل وتدين المغتصب.
وقد كانت فصائل الدم «A،B،O» وبعض البروتينات المختلفة الأخرى هى الوسيلة التى كانت تستخدم من قبل، إلا أنها كانت تستطيع نفى البنوة من خلال اختلاف فصيلة دم الابن عن كل من الأب والأم، لكنها لا يمكن أن تؤكد أن هذا الابن من ذلك الأب بالذات، حيث يمكن لإنسان آخر أن يحمل نفس فصيلة الدم التى يحملها الأب، وكم من الأفلام السينمائية التى رأيناها تناقش هذه المشكلة، وتقوم عقدة الفيلم كله على عدم القدرة على الوصول إلى حل حاسم لها، ونفس هذه العقدة كانت تواجه رجال البوليس عندما يجدون نقطة دم فى مكان الحادث، وفصيلة دم هى نفس فصيلة دم أكثر من شخص من المشتبه فيهم.
ولعل من أشهر القضايا التى استخدم فيها تحليل البصمة الجينية «دى إن إيه» لإثبات الاتهام أو نفيه بالنسبة لمتهم هى قضية الممثل ولاعب الكرة المشهور»أو – هجى سيمسون»، وما زالت فى الولايات المتحدة بعض الولايات التى لا تأخذ بنتيجة هذا الفحص وحده، أو من جهة واحدة فقط، كدليل إدانة مؤكد تحكم من خلاله المحكمة ربما بالإعدام على المتهم، على اعتبار أنه تكنيك جديد قد تظهر فيه بعض العيوب فيما بعد، إلا إذا اقترن بأدلة أخرى تمكن القاضي من أن يصدر حكمه من خلالها.
ويضيف الخبراء أن هذا التحليل يعتمد على أخذ العينة من الدم والتى تحتوى على الحامض النووى «دى إن إيه» وتكبيرها ملايين المرات، ثم تقطيعها إلى جزئيات بواسطة أنزيمات تقوم بدور المقص الذى يقطع الحامض النووى إلى الشريط الوراثى، وتعتمد هذه الطريقة على أن الملايين من هذه القطع الصغيرة من الحامض النووى الذى تم تقطيعه بواسطة الإنزيمات تختلف من إنسان لآخر من حيث طول هذه القطع، وعدد تكرار وحدات بناء الحامض النووى فى كل منها.
كما عرف الكثيرون تحليل البصمة الجينية من خلال الفضيحة التى فجرتها «مونيكا لوينكسى»، المتدربة السابقة بالبيت الأبيض، حين ادعت وأعلنت عن علاقتها مع الرئيس الأمريكى وكان من الطبيعى أن يتم الفحص والتدقيق لتحديد إن كانت تحمل بصمة الرئيس الأمريكى أم أنه افتراء وادعاء من مونيكا على الرئيس.
ومن خلال هذه الحادثة عرف رجل الشارع العادى الكثير من تحليل البصمة الجينية وأهميته.