قال الراوي : رأيته عند اسطوانة من اسطوانات المسجد ، يبكي ويداري دمعه ، وفوجئ بي بقربه ، كأنما هبطت عليه من السماء ! استحلفته أن يخبرني عما يبكيه ، وألححت عليه فقال : كان لي قلب فضاع ، فأنا أبكي على فراقه ، شوقاً إليه ، لعل الله يرى انكساري وحزني فيمن عليّ برجوعه خيرا مما كان ..! فألجمني ما قال ، لأني لم اشعر قط أن لي قلباً ، حضر أم غاب ..!! .. وسكت صاحبي قليلاً ثم حدق في وجهي وقال : للأسف أن جمهرةً عريضة من أبناء وبنات المسلمين ، بل ورجالهم ونسائهم أيضاً ، هذا حالهم لا يشعرون بأن لهم قلوباً تضيء أو تظلم ، تصح أو تمرض ، تحيا أو تموت !! مع أنك لن تتلذ بطاعة الله
إلا إذا كان لك قلب مضيء ، ولن تدخل الجنة إلا بقلب سليم ! هذه ماسأة والله ، وعلى ما ابتلي بها أن يفزع إلى الله ..! وها أنا قد فزعت إليه سبحانه حين شعرت أن قلبي قد ضاع مني هذا اليوم !!