الشعب المصري يثور ضد العسكريبدو ان الشعب المصري
استأنف ثورته العظيمة .. لكن هذه المرة ضد حكم العسكر بقيادة محمد طنطاوي
الذين خلف الرئيس المخلوع حسني مبارك في قيادة مصر .
ووفقا
للمراقبين ، فان الشعب المصري نفذ صبره ، فلم يحقق في ثورته الا اسقاط راس
النظام ، فيما يزال النظام يحكم ، مما قد يؤجج الاحداث مجددا ويدخل البلاد
في ثورة قد تطول .
وفي هذه الاثناء المهمة في تاريخ مصر فقد احتشد
عشرات الألوف من المصريين الجمعة في ميدان التحرير بالقاهرة ومدن أخرى
لمطالبة المجلس الأعلى للقوات المسلحة بتسليم السلطة ، واحتجاجا على
مباديء دستورية اقترحتها الحكومة تتيح للمجلس حصانة من رقابة البرلمان على
صرف ميزانية الجيش.
و قال خطيب الجمعة في ميدان التحرير مظهر
شاهين "لن نفارق ميدان التحرير حتى تتحقق مطالب الثورة وعلى رأسها تسليم
السلطة لحكومة مدنية."
وأضاف "هؤلاء الذين يحكموننا الآن واهمون
ومخطئون لأنهم يعتقدون أننا نسينا ثورتنا وقضيتنا ودم الشهداء الذي سال
على أرض مصر... نرفض أن يفرض أحد وصايته على هذا الشعب... نرفض وثيقة
الدكتور علي السلمي."
وقبل نحو أسبوعين عرض السلمي نائب رئيس
الوزراء للتنمية السياسية والتحول الديمقراطي المباديء الدستورية المقترحة
على القوى السياسية لكن حزب الحرية والعدالة المنبثق عن جماعة الإخوان
المسلمين وأحزاب إسلامية أخرى وجماعات ليبرالية ومرشحين محتملين للرئاسة
رفضوها ودعوا إلى سحبها وإلا نظموا المظاهرات التي نظمت اليوم.
وانهارت يوم الأربعاء مفاوضات بين الحكومة ومعارضي المباديء الدستورية.
وبحسب الوثيقة لن يكون من حق الأعضاء المنتخبين في مجلسي الشعب والشورى وحدهم اختيار جمعية تأسيسية لوضع الدستور الجديد للبلاد.
وتقضي
تعديلات دستورية أقرت في استفتاء بعد أسابيع من إسقاط الرئيس السابق حسني
مبارك في فبراير شباط بأن يعين الأعضاء المنتخبون في مجلسي الشعب والشورى
جمعية تأسيسية تضع الدستور الجديد.
وبعد صلاة الجمعة ردد المحتشدون
في ميدان التحرير هتافات تقول "واحد اتنين تسليم السلطة فين" و"مطلب واحد
يا بدين تسليم السلطة في أبريل" في إشارة إلى قائد الشرطة العسكرية وعضو
المجلس الأعلى للقوات المسلحة اللواء حمدي بدين الذي اتهمه نشطاء بانتهاكات
لحقوق الإنسان خلال احتجاجات نظموها بعد سقوط مبارك.
وكتبت على
لافتات في الميدان عبارات تقول "لا للالتفاف على إرادة الشعب" و"جدول زمني
لتسليم السلطة" و"لا للتمديد لنظام مبارك.. لا لتوريث المجلس العسكري".
وكانت
الحركة المصرية من أجل التغيير (كفاية) تكونت من مختلف القوي المعارضة
الليبرالية والإسلامية عام 2004 رافعة شعار "لا للتمديد (لمبارك) لا
للتوريث (لابنه جمال)".
وفي مدينة الإسكندرية الساحلية احتشد
ألوف النشطاء للمطالبة بتسليم السلطة وتوجهوا في مسيرة إلى مقر المنطقة
الشمالية العسكرية في المدينة قائلين إنهم سيسلمون هناك قائمة بمطالبهم.
ونظم مئات المحتجين مسيرة في مدينة المنيا جنوبي القاهرة مرددين هتافات مناوئة للمجلس الأعلى للقوات المسلحة.
وقالت
بعض القوى السياسية إنها لن تشارك في مظاهرات اليوم من بينها حزب الوفد
وهو حزب ليبرالي وحزب التجمع وهو حزب يساري والجمعية الوطنية للتغيير.
وفي
الشهور التالية لإسقاط مبارك دعا نشطاء وقوى سياسية الى إصدار مبادئ
توافقية ملزمة لضمان عدم تغيير أسس الدولة المدنية إذا فازت التيارات
الاسلامية بالأغلبية في مجلسي البرلمان وانفردت بوضع الدستور. ووعد المجلس
الأعلى للقوات المسلحة بإصدار مثل هذه الوثيقة.
ووافقت أغلبية
ساحقة من الناخبين على الاستفتاء الدستوري في مارس آذار لكن سياسيين
ومحللين يقولون إن كثيرين من الناخبين اقترعوا لصالح الاستقرار وعودة الأمن
بعد مبارك ولم يكن واردا في أذهانهم كثيرا إمكانية أن يهيمن الإسلاميون
على وضع الدستور الجديد للبلاد.