كثيراً ما نجد أباً يصرخ في ابنه أمام الناس غاضباً منه أو نجد طفلة صغيرة تسيء الأدب في مطعم عام..
لذلك عزيزتي نقدم لك عدة مواقف حياتية يسيء فيها الأبناء الأدب، وندلك على الأسلوب المناسب لتعليمهم الأدب في هذه الحالة.
علمي ابنك الفرح بما يُمنح :
طفلك ابن السادسة حصل على هدية ما منك، أو من غيرك وبدلاً من أن يقول "شكراً " كانت ردة فعله "ما هذا؟" أهذا كل شيء، هذا لا يعجبني، ولعلك عزيزتي لم تنتظري أن يطير فرحاً بما حصل عليه أو أن يحضنك ويرسم قبلة على وجنتك. الواقع أن طفلك كان صريحاً ولم يقصد إيذاءك ولكن يجب عليك أن تعلميهم كيف يفرحون بما يمنحون وبغض النظر عن قيمة هذا الشيء الذي أعطي إليهم.
لذلك علمي ابنك الاهتمام بمشاعر الآخرين حتى وإن لم تكن رغباته مشبعة تماماً وفي مثل هذا الموقف اجعلي ابنك يلعب دور مانح الهدية وأنت دور المتلقي للهدية واستعملي نفس ردة الفعل الذي استعملها واسأله عن شعوره.
صراخ الأطفال في الأسواق :
اصطحبت طفلتك بنت الثالثة إلى أحد الأسواق وعندما مررت بجانب أحد محلات بيع الألعاب طلبت منك أن تشتري لها لعبة ورفضت أنت ذلك، فبدأت هي بالصراخ والبكاء.
ولتجنب ذلك، يمكنك مثلاً أن تهيئي ابنتك قبل الذهاب لمكان ما، فتفصحين عن وجهتك بأنك ستذهبين للتسوق وستشتري بعض الحاجيات وأن هناك محالاً للألعاب ولا مجال اليوم للشراء منها، وقد يحدث أن لا تعبأ ابنتك بما تقولين، ومتى أصبحت بجانب محل الألعاب أخذت تبكي وتصرخ، في هذه الحالة خذيها إلى الخارج واحتفظي بهدوء أعصابك ولا تحاولي رفع صوتك لأنها في مثل هذه الحالة لا تسمعك ويمكنك بعد أن تنتهي أن تأخذيها بهدوء لتكمل مشوارها بعدها ستتيقن أنك لن تحرجين من صراخها وتستسلمين لمطالبها.
مشاكسة ابنك للآخرين :
كنت في زيارة لأحد الأصدقاء وكان برفقتك ابنك ابن السنوات الأربعة، وفوجئت بأن الأطفال الذين يلعب معهم يشتكون من فظاظته وتسلطه عليهم، قبل كل شيء تمهلي فقد يكون ابنك جائعاً أو مرهقاً أو مريضاً وإلا فحذريه من مثل هذه السلوكيات السيئة خصوصاً خارج المنزل ومع الأطفال الآخرين فقولي:" تذكر أنك لن تخرج للعب مع الآخرين إن صدرت منك مثل هذه التصرفات العدوانية مرة أخرى".
في مثل هذه المواقف يتعلم ابنك من الأطفال السلوك المناسب لأنه بمضايقته لهم يجد الصد والنفور من قبلهم وبالتالي يتحسن سلوكه مرة تلو الأخرى لكي يقبلونه بينهم.
التشاجر على الألعاب :
ذهبت إلى إحدى الحدائق للتنزه، وابنك عمره خمس سنوات طلب منك أن يلعب بالأرجوحة ولكن طفلاً آخر كان قد شغلها ورفض التنازل عنها لابنك فما كان من ابنك إلا أن شتمه، في هذه الحالة اجعلي تعليقك على الحادثة مختصراً ومفيداً ولا تجعلي في صوتك نبرة غضب ولا تظهري بأنك راضية عما قاله أيضاً، ثم بيني له أن هذه الكلمات بعيدة عن الأدب وتؤذي الآخرين.
وتأكدي أن لدى ابنك العلم المسبق بمدلول هذه الكلمات وإلا ما تفوه بها في مثل هذا الموقف.
ابنك يضربك في السوق :
قد يكون هذا الموقف قريباً من الحالة السابقة طفلك ابن الثالثة طلب منك الذهاب للعب في أحد أركان اللعب المتوفرة في الأسواق عند وجودكم هناك. ورفضت أنت ذلك، إلا أن ردة فعله كانت بكاء وصراخاً وانتهى الأمر بأن ضربك، في هذه الحالة يمكنك إتباع أكثر من طريقة، الأولى: خذيه خارج المكان أو إلى السيارة وقل له سنناقش سلوكك هذا في المنزل، وفي البيت قولي له:" لأنك صرخت وضربتني فليس مسموح لك أن تشاهد برنامجك المفضل مثلاً.. أو أن تلعب بلعبك التي تحبها"، وذلك حتى يشعر أنه معاقب بسبب تصرفه. الطريقة الثانية، وهي: إهمال صراخه وضربه لك فقد يكرر الأمر ولكن بشكل أقل حدة في المرة القادمة حتى يختفي هذا السلوك ولا مانع من تحذيره حتى لا يعود لمثل هذا التصرف في كل مرة.
ابق قريبة من الصراع :
ابنك في الثانية من عمره تقدم أحد الأطفال ليلعب معه لكن ما لبث أن دفعه أرضاً، بداية هذا سلوك عادي لأطفال هذا العمر لذلك فهم يتعلمون في عامهم الثاني كيف يحاكون بعضهم البعض إلا أنهم لا يستطيعوا التعبير بطريقة أخرى.
وحتى تخففي من الصراخ، ابق قريبة من ابنك وعلميه بهدوء كيف يلعب مع الآخرين فهو يحتاج لمساعدتك في لعبه حتى عامه الرابع تقريباً