أعلنت الفصائل الفلسطينية وقفا فوريا لإطلاق النار من قبل مقاتليها فى قطاع غزة لمدة أسبوع للسماح للقوات الإسرائيلية بالانسحاب من القطاع. جاء ذلك فى بيان تلاه من دمشق الدكتور موسى أبو مرزوق نائب رئيس المكتب السياسي لحركة حماس.
القرار هش؟؟
وقال أبو مرزوق في البيان الذي بثه التلفزيون السوري "نحن فصائل المقاومة الفلسطينية نعلن عن وقف اطلاق النار من طرفنا في قطاع غزة ونؤكد على مواقفنا ومطالبنا بانسحاب قوات العدو من قطاع غزة خلال اسبوع مع فتح جميع المعابر والممرات لدخول المساعدات الانسانية والاغاثية والاحتياجات اللازمة لشعبنا في قطاع غزة".
واعتبر أن "العدوان الصهيوني على قطاع غزة فشل في فرض شروطه على المقاومة وعلى شعبنا". وقال ناطق باسم حركة الجهاد الإسلامي إن الفصائل وافقت على وقف اطلاق النار لمدة اسبوع ليتم فتح المعابر امام المساعدات و الحالات الانسانية.
من جهته قال مارك ريغيف الناطق باسم الحكومة الإسرائيلية لبي بي سي ردا على هذا الإعلان إن "اسرائيل لا تتفاوض مع حماس ونحن نريد وقف لاطلاق النار كامل ونهائي وسنكون سعداء بوقف اطلاق الصواريخ". وأكد ريغيف مجددا أن "الدبابات الإسرائيلية ستبقى في غزة لتأمين الهدوء وفي حال استمر الهدوء سنباشر بسحب القوات تدريجيا".
وقف هش
وفي وقت سابق أعلن رئيس الوزراء الإسرائيلي إيهود أولمرت أن وقف اطلاق النار الذي اعلنه من جانب واحد أمس "هش" ويتم إعادة تقييمه بانتظام. وأكد اولمرت في بداية الاجتماع الأسبوعي للحكومة بعد ساعات على دخول قراره حيز التنفيذ أن حركة حماس "أثبتت مرة جديدة هذا الصباح ان وقف اطلاق النار هش ويجب ان يعاد تقييمه دقيقة بدقيقة".
وأشار إلى ان القرار يسمح للجيش الإسرائيلي"بالرد ومواصلة القصف إذا واصل عدونا في غزة هجماته". وأضاف أيضا أن إسرائيل لم تكن تريد إلحاق خسائر في صفوف المدنيين في قطاع غزة واتهم حماس بالمسؤولية عن سقوط هؤلاء الضحايا عبر نشر مقاتليها في مناطق مكتظة سكانيا.
غارة
وكانت الطائرات الاسرائيلية قد نفذت اول غارة جوية على قطاع غزة بعد اعلان إسرائيل وقف اطلاق النار من جانب واحد وذلك في اعقاب سقوط عدة صواريخ صباح اليوم على جنوبي اسرائيل. وقال الجيش الاسرائيلي إن مقاتلاته هاجمت منصات اطلاق الصواريخ خلال غارة اليوم. وأضاف بيان للجيش أن خمسة صواريخ سقط على بلدة سيدروت بدون اشارة الى وقوع إصابات.
كما افادت مصادر طبية في غزة بمقتل مدني فلسطيني بنيران القوات الاسرائيلية اثناء وجوده في مزرعته في بلدة خزاعة شرقي خان يونس. وقالت المصادر أيضا إن طفلة في الثامنة من عمرها من بيت حانون شمالي القطاع قتلت اليوم عندما اصيبت برصاص الجيش الاسرائيلي مع ثلاثة من افراد عائلتها.
يحاولون نبش الركام لانتشال
المزيد من الجثث
وكانت اشتباكات قد وقعت صباح الاحد بين جنود اسرائيليين ومسلحين فلسطينيين شمالي القطاع وصفها الجيش الاسرائيلي بانها حادث منفصل. وكان مسلحون فلسطينيون قد اطلقوا بالأمس ثمانية صواريخ على الأقل بعد إعلان اولمرت مساء السبت وقف إطلاق النار.
وقد انتشل الفلسطينيون بعد سريان وقف إطلاق النار نحو 95 جثة لأشخاص قتلوا في الغارات، وطبقا لإحصاءات وزارة الصحة في غزة، فإن عدد من قتلوا من الفلسطينيين خلال العمليات الاسرائيلية يقترب من 1300 ، أما فى الجانب الإسرائيلى، فقد بلغت الخسائر في الأرواح ثلاثة عشر، بينهم عشرة جنود.
وعاد الفلسطينيون في انحاء القطاع إلى منازلهم ليصدمون بحالة الدمار الهائل ويحاولون نبش الركام لانتشال المزيد من الجثث. وتفيد التقارير ان جانبا من القوات الاسرائيلية والعربات المدرعة بدأت الانسحاب من غزة.
ردود فعل
وقد رحب باراك أوباما الرئيس الأمريكى المنتخب بقرار إسرائيل وقف إطلاق النار من جانبها فى قطاع غزة. وقالت متحدثة باسم اوباما إنه ملتزم بمساعدة الإسرائيليين والفلسطينيين على العمل معا من أجل السلام وسيقول المزيد عن الوضع فى غزة بعد توليه مهام منصبه رسميا بعد غد الثلاثاء.
وأعلنت كوندوليزا رايس وزيرة الخارجية الأمريكية عن أملها في تحقيق وقف إطلاق نار قابل للاستمرار وعن التوصل إلى تسوية طويلة المدى لما وصفته بمشاكل غزة. من جانبه قال نبيل أبو ردينة المتحدث باسم رئيس السلطة الفلسطينية محمود عباس إن القرار الإسرائيلي خطوة أولى لا بد أن تليها اتفاقية هدنة وإنهاء الحصار المفروض على قطاع غزة وانسحاب القوات الإسرائيلية من القطاع.
وكانت مصادر سياسية اسرائيلية قالت ان هذه الخطوة تأتي من جانب الحكومة الاسرائيلية كمحاولة لحرمان حركة حماس من اي مكاسب سياسية قد تحصل عليها من اتفاق هدنة بوساطة مصرية.