مفتي السعودية لقادة الشعوب الإسلامية: اعدلوا وحاربوا الفسادوسط أجواء ملؤها الإيمان والخشوع، ولم يعكر صفوها أي حادث يذكر، انتقل
نحو ثلاثة ملايين حاج عند مغيب شمس أمس إلى مشعر مزدلفة، نزولاً من جبل
عرفات، حيث أدوا الركن الأعظم من أركان الحج، في ظل انتشار أكثر من مئة ألف
من قوى الأمن والدفاع المدني، لضمان الأمن والسلامة في هذا الموسم الذي
يشهد رقماً قياسياً من الحجاج.
وكان الحجاج توجهوا منذ الصباح الباكر إلى جبل عرفات مرددين “لبيك اللهم
لبيك، لبيك لا شريك لك لبيك، إن الحمد والنعمة لك والملك، لا شريك لك
لبيك”.
وبينما انتقل الحجاج فور وصولهم إلى عرفات، إلى خيامهم، قال المدير العام
لمشروع قطار المشاعر فهد أبوطربوش إن “عملية تصعيد الحجاج من مشعر منى إلى
عرفات تمت بسلاسة، وقد بدأت في العاشرة مساء الجمعة واستمرت حتى العاشرة من
صباح السبت”.
وفور غروب الشمس، بدأ الحجاج بالنزول في وقت واحد من جبل عرفات إلى مشعر
مزدلفة، حيث أمضوا قسماً من الليل قبل العودة مجدداً إلى منى اليوم، حيث
يقومون برجم الجمرة الكبرى (العقبة)، ثم يحتفلون بأول أيام عيد الأضحى
المبارك، ويؤدون طواف الإفاضة، ويسعون بين الصفا والمروة.
وأكد المتحدث باسم وزارة الداخلية السعودية اللواء منصور التركي، أمس، أن الحج “يسير بشكل طبيعي، وكل شيء على ما يرام وفقاً للمخطط”.
وأشار التركي إلى أنه جرى التركيز على السيطرة على شبكة الطرق عند تفويج
الحجيج من منى إلى عرفات، ومن ثم إلى مزدلفة، مشيراً إلى أن آلاف الحجاج
انتقلوا إلى عرفات بالقطار، بينما استخدم آخرون النقل الترددي إلى جانب
المشاة والنقل التقليدي.
في السياق، قال أمير مكة المكرمة خالد الفيصل إن أكثر من 1.83 مليون حاج
وصلوا من الخارج عبر المنافذ البرية والجوية والبحرية لتأدية مناسك الحج
هذا العام، أي بزيادة 1.84 في المئة عن عدد الحجاج العام الماضي.
ويحج من داخل المملكة نحو 150 ألفاً من السعوديين، و63 ألفاً من المقيمين
في المملكة، بحسب اللواء التركي الذي أشار إلى “إعادة حوالي 98 ألف حاج،
على أن يحالوا إلى الادعاء العام، ومن ثم إلى المحاكم الشرعية بسبب
مخالفتهم”.
وفي خطبته في مسجد نمرة في جبل عرفات أمس، دعا مفتي المملكة العربية
السعودية الشيخ عبدالعزيز آل الشيخ “قادة الشعوب الإسلامية” إلى أن “يعملوا
على إقامة العدل ومحاربة الفساد”، كما دعا “الرعية” إلى أن “يلتفوا حول
قادتهم ويسعوا إلى حل المشكلات بالطرق السلمية بعيداً عن الفوضى وسفك
الدماء”، في إشارة إلى الأحداث في بعض الدول العربية.
وانتقد آل الشيخ “أعمال الفوضى والبلاء التي أدت إلى انعدام الأمن وتبديد
الأموال ونهب الممتلكات وسفك الدماء البريئة، حتى ترك بعض المسلمين ديارهم
فراراً من تلك الفتن والمصائب”.
ودعا المسلمين جميعاً إلى “السعي لحل مشكلاتهم من غير تدخل من أعدائهم”، محذراً إياهم من “الطائفية”.
إلى ذلك، ندد المفتي بـ”الغزو الإعلامي الشرس الذي ترك أثره السيئ على
الشباب والناشئة، فأضعف الشخصية”، مشيراً إلى أن “القنوات الفضائية يجب أن
تعلم أن مسؤوليتها نحو دينها جسيمة، وأن تحرص على أن تكون جامعة للأمة
محذرة لها من الاختلاف لتشتيتها والدعوة إلى الفوضى وسفك الدماء وتدمير
الممتلكات”.
وقال المفتي آل الشيخ: “هناك دعوات في بعض الدول الإسلامية تنادي بالحرية
والعدالة والمساواة تحت مظلة ديمقراطية، نقول لهؤلاء إن الإسلام سبق تلك
المبادئ منذ أكثر من أربعة عشر قرناً”. واعتبر أن “الحرية في الإسلام هي
تحرير العبد من عبادة البشر والشيطان والقبور”.