لطالما كانت كلمة الحلم تحرك اقلام الكتاب و
الشعراء و السياسيين وصولا الى بسطاء الناس العاديين، و هذه الكلمة جدلية تأخذ
ابعادا تتخطى مفهوم الرؤيا أثناء النوم فهي ترقى الى تمثل معنى الأهداف النبيلة و
الأمنيات بعيدة المنال، و لي مع هذه الكلمة قصة قصيرة سأرويها لكم؟
كنت في السجن أعد الأيام و الليالي التي تمر
بإيقاع رتيب، فأنا مسجون في قضية كبرى تخص الشرق الأوسط و لكني بريء و هذا ما كان
يعطيني في قلبي و وجداني طمأنينة بأني لن اقضي بقية عمري خلف قضبان هذا السجن،
بلغت الساعة الثانية بعد الظهر و حان موعد الغداء و بدأ بعض السجناء يستيقظون من
قيلولتهم، سارعت الى زميلي و شريكي على مائدة الغداء لأوقظه فاستفاق مبتسما و نظر
حوله بذهول و ما هي الا لحظات حتى تحولت بشرة وجهه الى اللون الأحمر و بدأ الدمع
يسيل بخجل على خديه، سألته هل يؤلمك شيء فقال لي ليتك لم توقظني، سألته لماذا فقال
لي "كنت احلم اني في بيتي و احمل ابنتي الصغيرة منى و عمرها ثلاث سنوات و
أضمها الى صدري".
و عندها قال لي احد السجناء الكبار في السن و
كان يراقب الموقف من أوله " لا توقظ سجينا نائما فلعله كان يحلم
بالحرية".
بقلم ظل القمر ..