الرحمة في القرآن ومن يقنط من رحمة ربه إلا الظالمون

هذا بيان للناس _هذا نص قرآني آخر يحصن الإيمان من القنوط الذي يخرج من فضاء رحمة الله تعالى، رغم أنه عز وجل رحمته «وسعت كل شيء، ذلك أن الإيمان حين يقر في النفس، إنما يبني في اعطافها العديد من التحصينات التي يصعب اختراقها حتى على ابليس رغم مكره واتساع حيله، وغليظ احابيله، وحين يقدر قنوط على التسلل إلى النفس، فإنما يأتي هذا، ليس لقدرة أكبر عند القنوط، ولكن لضعف أعظم عند النفس حين يخبو فيها الإيمان، فالحقيقة التي يحملها هذا النص الذي جاءت مقدمته سؤال بمن، إنما حملت في اعطافها النفي.. نفي القنوط، إلا عند النفوس الظالمة.
قلنا هذا نص قرآني «آخر» حصن النفس المؤمنة، ضد القنوط من رحمة الله، وإما النص الأول، فقد كان قوله تعالى «قل يا عبادي الذين اسرفوا على أنفسهم لا تقنطوا من رحمة الله إن الله يغفر الذنوب جميعاً». وهذا نص متسع قدمت صيغته شمولية لم تبق على «شيء» التي كانت الدلالة الرئيسية في قوله تعالى «رحمتي وسعت كل شيء»، فالخطاب هنا موجه بداية لعباد الله الذين تجاوزوا كل حدود في اتيان الخطايا والذنوب والأخطاء، وجاوزوا في فعلهم هذا درجة الاسراف الذي يعرف بأنه لا يقف عند حدود إلا ليتجاوزها، ولا تردعه روادع إلا ليخرج عليها، ولا تقوم في نفس ضوابط إلا ليخرج عليها، هؤلاء المسرفون، بشرهم هذا النص بالمغفرة شريطة سقوط القنوط الذي يحبط الثقة في رحمة الله تعالى.
لقد جاءت الآية 56 من سورة الحجر والتي نصها: «قال ومن يقنط من رحمة الله إلا الضالون» هذا خاتمة حوار قام بين رسل الله تعالى إلى إبراهيم عليه السلام، والذين حملوا اليه بشارة بدأ بقوله تعالى: «ونبئهم عن ضيف إبراهيم، إذ دخلوا عليه فقالوا سلاما قال انا منكم وجلون، قالوا لا توجل إنا نبشركم بغلام عليم، قال ابشرتموني على ان مسني الكبر فبم تبشرون، قالوا بشرناك بالحق فلا تكن من القانطين، قال ومن يقنط من رحمة ربه إلا الضالون».
والقصة هنا معروفة، هم رسل مروا بإبراهيم عليه السلام، حملوا إليه معلومة، وبشارة، اما المعلومة فإنهم كانوا رسلا إلى لوط، يطلبون منه الخروج من القرية التي كان فيها هو واهله الا امرأته لانها كانت من الغابرين، ذلك انهم انما جاءوا لانفاذ عذاب من الله تعالى يجعل عالي هذه القرية سافلها جزاء بما كانوا يرتكبون من فعل الفاحشة التي ما سبقهم من احد بفعلها .. وهم قوم لوط.
اما البشارة.. فهو البشرى بحمل امرأته بغلام عليم، ولما كان عليه السلام قدمه الكبر، وكذا كانت زوجته، فقد استنكر هذه البشارة في ضوء الظروف الموضوعية التي كانت قائمة والتي ترتب عليها قنوط من حدوث الحمل، فكان جواب الرسل بأن ما نقلوه إليه حق وعليه ان لا يكون من القانطين هكذا يقدم لنا هذا النص، صورة عملية أخرى من آثار الدور العظيم الذي يمكن ان تقوم به الرحمة حين تأتي من الله تعالى لتسكن القلوب المؤمنة فتحصنها من القنوط.. والله أعلم.

نشميه
كل الاحترام والتقدير لروعه الطرح
الله يعطيكِ الف عافيه
دمتي بخير

الزير ................. كل الشكر للمرور

الزير ........ز يسلموا لجمال المرور

بو زيد........زز يسلموا للملاحظة