الطنين ونقص السمع الذي يتسبب بهما الضجيج ليس لهما علاج عمان - بترا
تقتضي طبيعة عمل خالد كعامل نظافة بان يتواجد بشكل يومي في احد شوارع العاصمة لكسب رزقه وتحسين مستوى معيشة الأسرة التي يعيلها.
ويعمل الشاب القادم من إحدى القرى منذ الصباح الباكر على إزالة ما يعلق
بالأرصفة من نفايات وأتربة دون الانتباه إلى تأثير الضجيج الذي تصدره
السيارات المارة بالقرب منه على مدار ساعات النهار.
وعن تأثير ذلك عليه، يقول: عندما أعود إلى المنزل احتاج إلى أكثر من ساعة حتى يذهب صوت ضجيج السيارات من أذنيّ.
محمود الأسعد استشاري الأنف والإذن والحنجرة الدكتور يقول "إن الطنين ونقص السمع الذي يتسبب بهما الضجيج، ليس لهما علاج".
ويوضح أن أخطار الضجيج قد تصل إلى التسبب في تسارع دقات القلب وارتفاع ضغط
الدم والسكري، عدا عن التوتر الذي قد يتسبب في أمراض القولون والمعدة
والدوخة وشد عضلات الرقبة.
ويقول وهو المهتم بالتلوث الضوضائي بحكم تخصصه ومعرفته بتأثيره على السمع
إن "الأردنيين لديهم نسبة توتر عالية ودوخة والآم في عضلات الرقبة جراء
الضوضاء".
ويشير الدكتور الأسعد إلى أن إنشاء وزارة للبيئة كجهة حكومية ذات اختصاص
ساعد مؤسسات وطنية مختلفة على إثارة موضوع التلوث الضوضائي الناتج عن
الضجيج.
وعرّفت تعليمات الحد والوقاية من الضجيج الصادرة بمقتضى قانون حماية البيئة
المؤقت رقم (1) لعام 2003 الضجيج بأنه الأصوات غير المرغوب في سماعها
وتكون عادة ذات ترددات مختلفة تؤدي إلى إحساس بالانزعاج لدى السامع.
هانيا قاقيش التي تصف نفسها كمتضررة من الضجيج، تمكنت من عقد ورشة عمل حول
التوعية بمخاطر التلوث الضوضائي الشهر الماضي شاركت فيها مؤسسات وطنية
كوزارة البيئة ومديرية الأمن العام والإدارة الملكية لحماية البيئة استهدفت
التوعية بمخاطر الضوضاء الاجتماعية كما تقول.
وتضيف أن الورشة اقترحت تطبيق معايير بيئية تحد من الضوضاء في الأماكن
العامة مثل المولات وصالات الأفراح، والاهتمام بأمور السلامة العامة في
المصانع ، وتطبيق تعليمات الحد والوقاية من الضجيج من قبل وزارة البيئة،
والعناية بتراخيص الأبنية ومنع استيراد الألعاب النارية، والاهم من ذلك
زيادة المساحات الخضراء لقدرتها على امتصاص الضجيج، إلى جانب عزل جدران
المدارس، وتطبيق قانون الباعة المتجولين.
مستشار الأبنية الخضراء في جمعية البيئة الأردنية المعماري عماد الدباس
يطالب الجهات المختصة بوضع إشارات تحذيرية خاصة بالضوضاء في عمان لأنها غير
موجودة على حد قوله.
ويقول: لدينا الكثير من الوسائل التي من الممكن أن تطبق للحد من التلوث
الضوضائي في الأماكن العامة والأبنية المدرسية من خلال إدخال مواد تمتص
الصوت كالفلين والخشب إلى جانب زراعة الأشجار، مؤكدا أهمية المياه كعامل
مساعد في تخفيف الصوت.
وتساءل الدباس لماذا لا يوجد لدينا شوارع صامتة ولو على سبيل التجربة.
ويرى متخصصون أن التأثير الأكبر للضوضاء يتمثل في عدم القدرة على النوم،
وقلة الإبداع وخاصة لدى الطلبة في المدارس بحيث يؤثر على تحصليهم الدراسي.
ووفق آخر دراسة محلية أجريت لهذه الغاية على إحدى المدارس وجد أن معدل
الضوضاء يصل إلى 70 ديسيبل، بينما في الوضع الطبيعي يجب أن يكون مستوى
الصوت المكافئ 40 ديسيبل.