قدمت عشيرة تطلق على نفسها اسم "البيكات" وتقول إنها عشيرة الرئيس
العراقي السابق صدام حسين التعازي لعائلة الزعيم الليبي السابق معمّر
القذافي متوعّدة بالإنتقام له.
قدمت "البيكات" التي قالت إنها "عشيرة الشهيد المجاهد صدام حسين المجيد"
التعازي إلى "عائلة الشهيد معمر القذافي وإلى أهلنا في ليبيا العروبة
ليبيا الصمود والفداء ونعزي أنفسنا بهذا المـصاب الجلل لفقدان أخ وقائد
ورمز من رموز الأمة العربية والإسلامية في العصر الحديث" حسبما قالت في
رسالة إلى عائلة القذافي من مدينة تكريت غرب العراق مسقط رأس صدام حسين
وحصلت "إيلاف" على نسخة منها.
واضافت قائلة "اليوم وغدا لا ننسى دور الشهيد معمّر القذافي في المواقف
الوطنية والقومية المشرفة لهذه الامة العربية... ونعزي عائلة الشهيد البطل
وزوجته أم الشهداء وابناءه المجاهدين وقبيلته المجاهدة وشعب ليبيا من محبي
الشهيد وانصاره والوطنيين والاحرار في ربوع ليبيا".
القذافي كان يكره صدام حسين
وكان القذافي وقف ضد عملية إعدام صدام حسين اواخر عام 2006 اثر ادانته
بارتكاب جرائم ضد الانسانية حيث اشتركت ابنته عائشة مع فريق من المحامين
العرب والدوليين في الدفاع عنه. وخلال الاسبوع الحالي قال رفيق القذافي
السابق ومندوب ليبيا في الامم المتحدة عبد الرحمن شلقم في مقابلة تلفزيونية
ان القذافي كان يكره صدام حسين كثيرا لانه كان يعتقد انه ينافسه على زعامة
العرب بعد وفاة الرئيس المصري الراحل جمال عبد الناصر.
واضافت عشيرة البيكات في رسالتها تقول "لقد وقف الشهيد الخالد خلال كل
مراحل مسيرته الجهادية وقفة الشموخ والتحدي ضد أميركا وغطرستها وضد كل
مستعمر غادرٍ جبانٍ، وخاصة عند احتلال العراق وقضية إعدام الشهيد صدام حسين
حيث اعلن انذاك الحداد الرسمي في ليبيا لمدة ثلاثة ايام ودوره العربي
المشرف في احتضان عائلة صدام حسين ولا ننسى الوقفة المشرفة لعائشة في
الدفاع عن صدام حسين في ما كان يسمى بــ (المحكمة الجنائية)".
واشارت عائلة صدام "لقد رَكّعَ الشهيد البطل معمر القذافي المحتل
والمستعمر الايطالي امام العالم اجمع وذلك بتقديم اعتذار لشعب ليبيا الأبي
عن حقبة الاستعمار الايطالي.. وهو القائد الذي قاد ليبيا الى شواطئ البر و
الامان خلال 42 عاما من العز والشموخ والاباء والتقدم والازدهار على جميع
الاصعدة وجعلها دولة لها مكانة ودور مؤثر في المحيط العربي والاقليمي
والدولي" على حد قولها. وزادت "لقد اغتالت يد الحقد الاستعماري الجديد
متمثلا بــــفرنسا واميركا و ايطاليا وبريطانيا وعملائهم المأجورين.. نعم
لقد اغتالت هذه الزمرة الخبيثة رمزا من رموز الامة العربية والإسلامية".
وقالت "اننا اليوم نشجب وندين و نستنكر هذا العمل الجبان الذي تعرض له
الاسير معمّر القذافي وابنه ورفاقه من قبل الاستعمار والصهيونية ومرتزقتهم
كما نطالب المنظمات الدولية و منظمات حقوق الانسان والامم المتحدة و منظمة
المؤتمر الاسلامي الى فتح تحقيق عاجل لمعرفة ملابسات عملية اغتيال هؤلاء
الشهداء الابرار". واضافت "و الله لن يذهب دمك الطاهر هدرا سنثأر لك من أي
مكان يا شهيدنا الغالي يا عزّ المجاهدين الاحرار في ليبيا العروبة و
الاسلام".
وختمت بالقول" تحية إجلال وإكبار الى الشهيد معمر القذافي والمعتصم
بالله وابو بكر يونس الذين استشهدوا في ساحات الجهاد في سرت التحدي
والبطولة والفداء.. فــالحمد لله على ما كتبه لنا سبحانه ان شرفنا
باستشهادهم و عوضنا بعد رضى الله بأبناء و شباب ليبيا الغيارى والله اكبر و
النصر لاحرار ليبيا احفاد عمر المختار و معمّر القذافي وأولاده ورفاقه و
العرب الشرفاء في كل مكان".
وتم فجر امس الثلاثاء دفن جثتي معمر القذافي وابنه المعتصم في مكان سري
في الصحراء اليوم بعد خمسة أيام من اعتقال العقيد المخلوع وقتله في وقت لم
يبد معظم الليبيين أي تعاطف يذكر للقذافي أو الطريقة التي عومل بها. وقد
انتفض الليبيون ضد حكم القذافي الذي دام 42 عاما في شباط (فبراير) الماضي
متحدّين الرد العنيف لكتائبه.
العراقيون شبهوا نهاية القذافي وعائلته بمصير صدام وعائلته
وقد تابع العراقيون نهاية القذافي ومقتل ولديه وتشرد افراد عائلته
الاخرين مستذكرين في احاديث سابقة مع "إيلاف" النهاية نفسها التي انتهى
اليها صدام حسين فيما اعتبر قادة عراقيون مقتل "الطاغية" بأنه عبرة
للمستبدين من أمثاله داعين الشعب الليبي الى الحفاظ على مكاسبه والدفاع عن
ثمرة ثورته من خلال توحيد صفوفه والسعي إلى تحقيق وبناء دولة ديمقراطية
ينعم فيها بالرفاه والامان والسلام.
واعتبر زعيم التيار الصدري مقتدى الصدر نهاية العقيد القذافي عبرة لكل
الطغاة المفسدين الذين يستحيون النساء ويسرقون الاموال. وعبر عن الامل في
ابتعاد "شبح الحرب" عن الشعب الليبي ويبعد عنه شبح التشتت الداخلي ليحافظوا
على بلدهم واحدا موحدا تحت خيمة الاسلام الحقيقي.
كما تقدم رئيس الوزراء نوري المالكي "بالتهاني الى الشعب الليبي الشقيق
والمجلس الانتقالي بمناسبة التخلص من الطاغية القذافي الذي حكم ليبيا اكثر
من اربعة عقود كانت مليئة بالظلم والطغيان" كما نقل عنه بيان رسمي تلقته
"إيلاف".
واضاف ان تشابه مصائر الطغاة في العراق وليبيا وغيرهما دليل على قدرة
الشعوب على إلحاق الهزيمة بالحكام المستبدين مهما تفرعنوا والإمساك بزمام
أمرها وصناعة حاضرها ومستقبلها. وعبر عن الامل في ان "تشكل نهاية القذافي
بداية مرحلة جديدة من الأمن والاستقرار والديمقراطية في ليبيا الشقيقة"..
داعيا "الشعب الليبي الشقيق بهذه المناسبة الى الحفاظ على الوحدة والتلاحم
لبناء ليبيا جديدة يسودها العدل والحرية".
وكان المالكي أكد خلال استقباله في بغداد في السادس من الشهر الحالي
رئيس المكتب التنفيذي للمجلس الانتقالي الليبي محمود أحمد جبريل استعداد
بلاده لدعم ليبيا ومساعدتها في اعادة الاعمار والبناء ووقوفها مع الشعب
الليبي في مواجهة التحديات التي تواجهه على المستويين الداخلي والخارجي.
واشار الى وجود أوجه للتشابه بين النظامين السابقين في العراق وليبيا
وخصوصا في مجال هدر ثروات وحرمان الشعبين وانتشار مظاهر الفقر والعوز في
البلدين. واشار المالكي الى ضرورة العمل لبناء دولة المواطنة التي تركز على
الاهتمام بالمواطن وتنمية البلاد في شتى المجالات وتجاوز تركة الانظمة
الاستبدادية التي سعت الى تفتيت المجتمع وتفكيك مؤسسات الدولة. ومن جهتها
اعتبرت القائمة العراقية ان نهاية القذافي تشكل مثلا لما يمكن ان ينتهي
اليه الطغاة الذين تحكموا برقاب شعوبهم. واعتبر الناطق الرسمي باسم القائمة
حيدر الملا نهاية القذافي بأنها خاتمة عهد لكل طاغية مستبد.
وكانت القوى السياسية العراقية قد أيّدت على مدى الاشهر الماضية الثورة
الليبية ضد نظام القذافي لدى اندلاعها في شباط الماضي كما اكد مجلس النواب
العراقي تأييده لتطلعات الشعب الليبي في الحرية والتطور واقامة افضل
العلاقات مع شقيقاته الدول العربية.
ولاينظر العراقيون بارتياح الى النظام الليبي السابق وزعيمه القذافي
لمواقفه المؤيدة للنظام العراقي السابق ومشاركة ابنته عائشة في لجنة الدفاع
عن صدام حسين خلال محاكمته امام المحكمة الجنائية العراقية العليا والتي
حكمت عليه بالإعدام الذي نفذ فيه نهاية عام 2006. وكانت الحكومة العراقية
قد اعترفت في حزيران (يونيو) الماضي بالمجلس الانتقالي ممثلا شرعيا لليبيا.