قد يُغضِب هذا المقال الكثيرين لما فيه من
نقد لواقعٍ وعاداتٍ قديمة لا زالت تقتلنا، لكنّي على يقين بأنّ الإنسان
[ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذه الصورة]يتطوّر فكرياً وإن كان العقل العربي بطيء التطوّر إلا أنّ مقالاً صغيراً أو حتى عبارة قصيرة قد تكون سبب التغيير في بعضٍ منّا“قوم صلّي يا مسخّم”، “صلّي بلاش الله يحطّك في النار”، إذا ما صلّيت في ثعبان كبير رح يلف حواليك في القبر ويكسّر ضلوعك، هذه العبارات وغيرها
شائعة في كثير من المنازل العربية، فالأب يُرغِم ابنه الصغير على الصلاة،
والأم تُجبر ابنتها ذات الخمس سنوات على ارتداء الحجاب، والنتيجة في كثير
من الحالات أنّ الإبن يُعرِضُ عن الصلاة عندما يكبر، والبنت تُصيبها عُقدة
نفسية.
لا أصلّي، لستُ لأنّني لا أؤمن بالصلاة، فأنا مُسلٍمٌ بقناعة وأعي أنّ
الصلاة عِماد الدين، وأدعو ربّي كل ليلة قبل النوم بأن يَهدِيَني للصلاة،
لكنّي لا أصلّي بالتزامٍ لأنني أجبِرتُ على الصلاة كثيراً في صغري، وأشعر
بأنّ هذا الإجبار ولّدَ عندي مانع بأن أصلّي، فرغم أنني أرغب فيها إلا أنني
أمتنع عنها كامتناع الطفل عن الطعام عندما تُلِحٌّ عليه أمّه وهنا أذكر
موقفاً أجبِرتُ فيه على الصلاة من أحد أقاربي فصلّيتُ دون وضوء.
الآن أستطيع أن أفسّرَ لماذا لا يتشاجر الزوجان، في الأفلام الأجنبية،
في حضور ابنهما، فما يسمعه ويفعله الطفل سينعكس إمّا سلباً او إيجاباً
عندما يكبر. لستُ مُحلّلاً اجتماعياً ولا طبيباً نفسيّا إنما أنا أستطيع
التفكير وربط الأمور ببعضها.
هناك العديد من الدعايات والإعلانات التي تُذاع على التلفاز وتُنشَر على
الانترنت يدعون فيها إلى الصلاة بالوعيد، تماماً كالدعاية المصرية التي
تدعو أصحاب المحلات ورجال الأعمال فيها أن يدفعوا ضرائبهم بعبارة: هتدفع
يعني هتدفع، وإن ما دفعتش هنجيبك.
أدعو الآباء والأمّهات أن يُحسِنوا تربية أبنائهم، وبلاش الأب يحكي
لإبنه وهوّه صغير: تعال يا ابن الكلب. عسى أن يهيدني الله وإياكم.
اعجبني فنقلته لكم من مدونة اسامة الرمح