قال الله تعالى: (لقد جاءكم رسول من أنفسكم عزيز عليه ما عنتم حريص عليكم بالمؤمنين رؤوف رحيمق).
ومما لا شك فيه أن كل امرأة تحب أن تكون
جميلة دائما وتتمتع ببشرة وجسد جميل خالي من العيوب و المشاكل الصحية ,
ولكن يكون ذلك في بيتها ومن أجلها ومن أجل زوجها لا أن تخرج بزينتها
وجمالها للفتنة , وقد وجدت أن الرسول عليه أفضل الصلاة والتسليم قد بين لنا
ذلك بكل دقة , وهذه كلمات من ذهب سطرها النبي عليه أفضل الصلاة والسلام
صاحب الرسالة المعظم.
.
الرشاقة:
إذا أردنا الرشاقة علينا اتباع نظام رسول
الله صلى الله عليه وسلم الغذائي وهو أحسن نظام غذائي في العالم: ”نحن قوم
لا نأكل حتى نجوع وإذا أكلنا لا نشبع”
.
وهذا ينفع الإنسان إذا كان
يأكل على جوع أو حاجة، وإذا أكل لا يسرف في الأكل ، ويشبع الشبع الزائد،
أما الشبع الذي لا يضر فلا بأس به .
فالناس كانوا يأكلون ويشبعون في عهد النبي صلى الله عليه وسلم وفي غيره،
ولكن يخشى من الشبع الظاهر الزائد، وكان النبي صلى الله عليه وسلم في بعض
الأحيان يدعى إلى ولائم ، ويضيف الناس ويأمرهم بالأكل فيأكلون ويشبعون، ثم
يأكل بعد ذلك عليه الصلاة والسلام ومن بقي من الصحابة . وفي عهده يروى أن
جابر بن عبد الله الأنصاري دعا النبي صلى الله عليه وسلم يوم الأحزاب يوم
غزوة الخندق إلى طعام على ذبيحة صغيرة – سخلة – وعلى شيء من شعير فأمر
النبي صلى الله عليه وسلم أن يقطع الخبز واللحم وجعل يدعو عشرة عشرة
فيأكلون ويشبعون ثم يخرجون ويأتي عشرة آخرون وهكذا فبارك الله في الشعير
وفي السخلة وأكل منها جمع غفير وبقي منها بقية عظيمة حتى صرفوها للجيران.
والنبي صلى الله عليه وسلم
ذات يوم أيضا سقى أهل الصفة لبنا قال أبو هريرة فسقيتهم حتى رووا ثم قال
النبي صلى الله عليه وسلم (( اشرب يا أبا هريرة )) قال شربت ثم قال (( اشرب
)) فشربت ثم قال (( اشرب )) فشربت ثم قلت والذي بعثك بالحق لا أجد له
مسلكا ثم أخذ النبي صلى الله عليه وسلم ما بقي وشرب عليه الصلاة والسلام
وهذا يدل على جواز الشبع وجواز الري، لكن من غير مضرة.
يعني أن لا تأكلي إلا إذا شعرتي بالجوع ,
لا تأكلي لتسلية أوقاتك أو لأن هناك من يشجعك على الأكل , لا تأكلي إلا إذا
شعرتي فعلا بالرغبة في الأكل وإذا أكلتي لا تأكلين حتى تملأين معدتك تماما
وفي تفسير اخر يعني كلي واشبعي ولكن من غير مضرة.
وقد قيل ” إذا أكلت كثيرا نمت كثيرا فندمت كثيرا” لماذا ؟
لأن النوم الكثير بدوره يأكل ساعات اليوم التي تحتاجينها لتعملي في بيتك
وتسعين على أولادك وزوجك , ومنزلك بحاجة لابداعاتك , زوجك بحاجة لإبداعاتك
ولوقوفك بجانبه , أولادك بحاجة إلى أم تكن معهم على مدار اليوم تهتم بهم،
ترعاهم، تشد من أزرهم، تأمرهم بالخير وتنهاهم عن الشر والأذى , أتعلمين أن
كل عمل تقومين به لبيتك وأسرتك وزوجك فهو أجر محتسب لك , لكنك تشقى وأنت
ترى أمهات ضيعن الأمانة، استغنوا عن كل الخير الذي يمكن أن يأتي
لبيوتهن، فنقلوا كل ابداعاتهم إلى خارج بيوتهم فاستفاد منهم كل شيء
عدا أولادهم , لكن الزمن كفيل بأن يبين للمرأة مدى الخسارة التي منيت بها
حينما تكتشف أن أولادها كبروا بتعب غيرها، أو مع مرور الزمن، وقد أثر في
أخلاقهم كل من: الخادمة، والتلفاز، والمدرسة، وأصدقاء من ثقافات شتى، بينما
هي تمر يومياً وكأنها نسمات عابرة، ولم يكن لها كثير من نصيب لا في
التربيـة ولا في الأجر قال تعالى: (كل امرئ بما كسب رهين)
وقال تعالى: (بل الإنسان على نفسه بصيرة ولو ألقى معاذيره)
أي لا تقدمي الأعذار فغداً نقف مكشوفي الحيلة والباطن أمام الذي لاتخفى
عليه خافية، فيحاسبنا على كل تقصير أو تضييع , إذاًَ لا تقدمي الأعذار فأنت
أدرى الناس بما فعلت وما قدمت، والله تعالى يقول: (يوم لا ينفع نفس
ايمانها لم تكن آمنت من قبل أو كسبت في إيمانها خير).
نضارة البشرة وتأخير الشيخوخة
قال رسول الله صلى الله عليه وسلم”من تصبح
بسبع تمرات عجوه لم يصبه سم ولا سحر “فكل السموم التي نتناولها في غذائنا
كفيل بالقضاء على ضررها التمر بمعجزة عرفها الرسول
صلى الله عليه وسلم قبل ألف وربعمائة سنة فقد أثبت العلم الحديث أن التمر
مفيد جدا للبشرة والقولون ويؤخر الشيخوخة وهذا لأن التمر فيه معظم العناصر
الغذائية التي يحتاجها الجسم والمخ والبشرة , وكوب من الحليب مع 100 جرام
من التمر يساوي وجبةغذائية كاملة فيها كل العناصر الغذائية التي تحتاجينها.
نضارة الجسم والشعر
قال رسول الله صلى الله عليه وسلم عن زيت الزيتون: ”كلوا الزيت وادهنوا به فإنه من شجرة مباركة”
وقد أثبت العلم الحديث الفوائد اللا نهائية لزت الزيتون سواء للشعر أو للبشرة
- يوقف التساقط
- يغزر الشعر
- يقضي على الفطريات
- يساعد على التئام الجروح والقروح بسرعة
- يعطي نضارة وطراوة للبشرة وينعمها
“وكان الرسول صلى الله عليه وسلم يدهن غبّا
ويكتحل وترا” يعني يدهن يوما بعد يوم ويكتحل ثلاث مرات, وقد أثبت العلم
الحديث أيضا أن الإدهان كل يوم يؤدي إلى انسداد مسام البشرة ويؤذيها سبحان
الله!
جمال العين وإطالة الرموش
قال رسول الله صلى الله عليه وسلم:”خير
أكحالكم الإثمد فإنه يجلو البصر وينبت الشعر” او عليكم بالإثمد، فإنه منبتة
للشعر مذهبة لقذى مصفاة للبصر.
وكان رسول الله صلى الله عليه وسلم إذا
اكتحل يكتحل في اليمنى ثلاثة يبتدئ بها ويختم بها وفي اليسرى ثنتين [رواه
الترمذي والنسائي وابن ماجة والإمام أحمد حسن].
قال ابن حجر: والإثمد حجر معروف أسود يضرب
إلى الحمرة يكون في بلاد الحجاز وأجوده ما يؤتى من أصفهان. وفي هذه
الأحاديث استحباب الكحبل بالإثمد للرجال وللنساء.
قال الرئيس ابن سينا عن الإثمد أنه يحفظ صحة العين ويذهب وسخ قروحها.
وقال العلامة البغدادي: الإثمد ينبت الهدب
ويحسن العيون ويحببها إلى القلوب ولا يوافق الرمد الحارّ، وقال الكحال ابن
طرخان: هو أجود أكحال العين لا سيما للمشايخ والذين ضعفت أبصارهم إذا جعل
فيه شيء من المسك.
قال السندي: قوله: «الإثمد» بكسر همزة
وسكون مثلثة وميم مكسورة قيل: هو الحجر المعروف للاكتحال وقيل: هو كحل
أصفهاني «يجلو» من الاجلاء أي يزيده نورا «وينبت» من الانبات «الشعر» بفتح
العين شعر أهداب العين.
وفي االطب النبوي :إثمد : هو حجر الكحل
الأسود ، يؤتى به من أصبهان ، وهو أفضله ويؤتى به من جهة المغرب أيضاً ،
وأجوده السريع التفتيت الذي لفتاته بصيص ، وداخله أملس ليس فيه شئ من
الأوساخ .
ومزاجه بارد يابس ينفع العين ويقويها ،
ويشد أعصابها ، ويحفظ صحتها ، ويذهب اللحم الزائد في القروح ويدملها ،
وينقي أوساخها ، ويجلوها ، ويذهب الصداع إذا اكتحل به مع العسل المائي
الرقيق ، وهو أجود أكحال العين لا سيما للمشايخ ، والذين قد ضعفت أبصارهم
إذا جعل معه شئ من المسك .
إن رسول الله صلى الله عليه وسلم لا ينطق
عن الهوى بل هو وحي يوحى فكل ما يقوله لنا يجب علينا تصديقه واتباعه حتى
تنالنا بركته صلى الله عليه وسلم.