الحكمة من قول “الحمد لله” بعد العطسة لأن
القلب يتوقف عن النبض خلال العطس , والعطسة سرعتها 100كلم في الساعة , وإذا
عطست بشده من الممكن أن تكسر ضلع من أضلاعك , وإذا حاولت إيقاف عطسة
مفاجئة من الخروج ، فإنه يؤدي إلى ارتداد الدم في الرقبة أو الرأس ومن ثم
إلى الوفاة وإذا تركت عيناك مفتوحتان أثناء العطس ، من المحتمل أن تخرج من
محجريها . وللعلم , أثناء العطسة تتوقف جميع أجهزة الجسم التنفسي والهضمي
والبولي وبما فيها القلب رغم إن وقت العطسة ( ثانيه أو الجزء من الثانية)
وبعدها تعمل إن أراد الله لها أن تعمل و كأنه لم يحصل شيء . لذلك كان حمد
الله تعالى هو شكر لله على هذه النجاة !
واَدم هو أول من عطس ولما بلغ الحين الذي
يريد الله عز وجل أن ينفخ فيه الروح، قال الله تعالى للملائكة: إذا نفخت
فيه من روحي فاسجدوا له، فلما نفخ فيه الروح فدخل الروح في رأسه عطس، فقالت
الملائكة قل: الحمد لله فقال: الحمد لله، فقال له الله: رحمك ربك، فلما
دخلت الروح في عينيه نظر إلى ثمار الجنة، فلما دخلت الروح في جوفه اشتهى
الطعام، فوثب قبل أن تبلغ الروح إلى رجليه عجلان إلى ثمار الجنة، وذلك حين
يقول الله تعالى: {خُلِقَ الإِنسَانُ مِنْ عَجَلٍ} {فَسَجَدَ الْمَلَائِكَة
كُلُّهُمْ أَجْمَعُونَ، إِلَّا إِبْلِيسَ أَبَى أَنْ يَكُونَ مَعَ
السَّاجِدِينَ}.
وهذه بعض الأحاديث الدالة على ذلك :
عن أنس بن مالك أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: “لما نفخ في آدم فبلغ
الروح رأسه عطس، فقال: الحمد لله رب العالمين، فقال له تبارك وتعالى:
يرحمك الله”.
وعن أبي هريرة رفعه قال: “لما خلق الله آدم عطس، فقال الحمد لله، فقال له ربه رحمك ربك يا آدم.
قَالَ رَسُولُ الله صَلَّى الله عَلَيْهِ
وَسَلَّم: “لَمَّا خَلَقَ الله آدَمَ وَنَفَخَ فيهِ الرُوْحَ عَطَس،
فَقَالَ: الْحَمْدُ لله، فَحَمِدَ الله بإِذْنِهِ، فَقَالَ لَهُ رَبُهُ:
رَحِمُكَ الله يَا آدَمُ، اذْهَبْ إِلى أولئك المَلاَئِكَةِ ، إِلى مَلإٍ
مِنْهُمْ جُلُوسٍ ، فَقُلِ: السَّلام عَلَيْكُمْ، قَالُوا: وَعَلَيْكَ
السَّلام وَرَحْمَةُ الله، ثُمَ رَجَعَ إلى رَبِهِ فقالَ: إنَّ هَذِهِ
تَحِيَتُكَ وَتَحِيَةُ بَنِيكَ بَيْنَهُمْ، فَقَالَ الله لَهُ وَيَدَاهُ
مَقْبُوضَتَانِ: اخْتَرْ أَيَهُمَا شِئْتَ، قَالَ: اخْتَرْتُ يَمِينَ
رَبِي، وكِلْتَا يَدَيْ رَبِي يَمِينٌ مُبَارَكَةٌ، ثُمَ بَسَطَهَا فإِذَا
فِيها آدَمُ وذُرِيَتُهُ، فَقَال: أيْ رَب مَا هَؤُلاَءِ ؟ قَالَ:
هَؤُلاَءِ ذُرِيَتُكَ، فَإِذَا كُلُ إنْسَانٍ مَكْتُوبٌ عُمْرُهُ بَيْنَ
عَيْنَيْهِ، فَإِذَا فِيهم رَجُلٌ أَضْوَؤُهُم، أوْ مِنْ أضْوَئِهِم،
قَالَ: يا رَب مَنْ هَذَا ؟ قَالَ: هَذَا ابْنُكَ دَاوُدُ، وَقَدْ كَتَبْتُ
لَهُ عُمْرَ أَرْبَعينَ سَنَةً، قَالَ: يا رَب زِدْهُ في عُمْرِهِ، قَالَ:
ذَاكَ الَذِي كَتَبْتُ لَهُ، قَالَ: أيْ رَب فَإِنِي قَدْ جَعَلْتُ لَهُ
مِنْ عُمْرِي سِتِينَ سَنَةً، قَالَ: أَنْتَ وَذَاكَ، قَالَ: ثُمَ أُسْكِنَ
الجَنَّة مَا شَاءَ الله، ثُم أُهْبِطَ مِنْهَا، فَكَانَ آدَمُ يَعُدُ
لِنَفْسِهِ، قَالَ: فَأَتَاهُ مَلَكُ المَوْتِ، فَقَالَ لَهُ آدَمُ: قَدْ
عَجِلْتَ، قَدْ كُتِبَ لِي أَلفُ سَنَةٍ، قَالَ: بَلَى، وَلَكِنَكَ
جَعَلْتَ لابْنِكَ دَاوُدَ سِتِينَ سَنَةً، فَجَحَدَ فَجَحَدَتْ
ذُرِيَتُهُ، وَنَسِيَ فَنَسِيَتْ ذُرِيَتُه، قَالَ: فَمِنْ يَوْمَئِذٍ
أُمِرَ بالكِتَابِ والشُهُودِ.”
اَداب العطس التي اوصانا بها الرسول صلى الله عليه وسلم- قال رسول الله صلـى الله عليه وسلم :” إذا عطس أحدكم فليضع كفيه على وجهه وليخفض صوته ”.
- قال رسول الله صلـى الله عليه وسلم :” إن الله يحب العطاس ويكره التثاؤب ،
فإذا عطس أحدكم وحمد الله ، كان حقا على كل مسلم سمعه أن يقول له : يرحمك
الله ، وأما التثاؤب : فإنما هو من الشيطان ، فإذا تثاءب أحدكم فليرده ما
استطاع ، فإن أحدكم إذا تثاءب ضحك منه الشيطان”
- قال رسول الله صلـى الله عليه وسلم :” إذا عطس أحدكم فليقل : الحمد لله ،
وليقل له أخوه أو صاحبه : يرحمك الله ، فإذا قال له : يرحمك الله ، فليقل
:يهديكم الله ويصلح بالكم ”
- ” دخلت على أبي موسى ، وهو في بيت بنت الفضل بن العباس . فعطست فلم
يشمتني . وعطست فشمتها . فرجعت إلى أمي فأخبرتها . فلما جاءها قالت : عطس
عندك ابني فلم تشمته ، وعطست فشمتها . فقال : إن ابنك عطس ، فلم يحمد الله ،
فلم أشمته . وعطست ، فحمدت الله ، فشمتها . سمعت رسول الله صلى الله عليه
وسلم يقول :” إذا عطس أحدكم فحمد الله ، فشمتوه . فإن لم يحمد الله ، فلا
تشمتوه ” ,معنى التشميت أو التسميت دعاء له بأن يصرف الله عنه ما يُشمت به
أعدائه، فشمت إذا أزال عنه الشماتة, وكل داعٍ بخير، فهو مُشمِّت ومُشَمَّت،
وقيل دعاء له بحسن السمت, و بعوده إلى حالته من السكون والدعة، فإن العطاس
يحدث في الأعضاء حركة وانزعاجاً, والتسميت يعني وقرته ,وأكرمته وتأدبت معه
بأدب الله ورسوله في الدعاء له بعودته الى هيئته وسمته .