أكمل خلق الله هو سيد ولد آدم عليه الصلاة والسلام فماذا كان صلى الله عليه وسلم يُحب ؟
لنحاول التعرّف على بعض ما يُحب لنحبّ ما أحب صلى الله عليه وسلم .
- قال أنس رضي الله عنه : إن خياطا دعا
رسول الله صلى الله عليه وسلم لطعام صنعه قال أنس : فذهبت مع رسول الله صلى
الله عليه وسلم إلى ذلك الطعام ، فقرّب إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم
خبزاً ومرقا فيه دباء وقديد ، فرأيت النبي صلى الله عليه وسلم يتتبع الدباء
من حوالي القصعة . قال : فلم أزل أحب الدباء من يومئذ . رواه البخاري
ومسلم .
معنى القديد: هو عبارة عن لحم مجفف ففي عهد الرسول صلى الله عليه وسلم كان
اللحم يجفف حتى لا يفسد فقد كانوا يقومون بتقطيع اللحم إلى قطع صغيرة
ورفيعة ثم يملح وينظم في خيط مثل المسبحة ويعلق ويترك حتى يجف تماماً ثم
يحتفظون به لوقت الحاجة .
معنى الدباء: قيل ان الدباء اليقطين.
.
- ولما كان رسول الله صلى الله عليه وسلم
طيباً أحب الطِّيب والجنس اللطيف قال عليه الصلاة والسلام : حُبب إليّ من
الدنيا النساء والطيب ، وجُعلت قرة عيني في الصلاة [رواه الإمام أحمد
والنسائي] , وكان لا يرد الطيب ، كما قاله أنس ، والحديث في صحيح البخاري .
وكان يتطيّب لإحرامه ، وإذا حلّ من إحرامه ، كما حكته عنه عائشة رضي الله
عنها ، والحديث في الصحيحين, قالت عائشة رضي الله عنها : كنت أطيب النبي
صلى الله عليه وسلم عند إحرامه بأطيب ما أجد [رواه البخاري] .
- ولما كان رسول الله صلى الله عليه وسلم
طيباً أحب الطيّبات والطيبين, سُئل رسول الله صلى الله عليه وسلم أي الناس
أحب إليك ؟ قال : عائشة فقيل : من الرجال ؟ فقال : أبوها . قيل : ثم من ؟
قال : عمر بن الخطاب ، فعدّ رجالا , فما كره الطيب أو النساء إلا منكوس
الفطرة.
- وأحب صلى الله عليه وسلم الصلاة ، حتى
إنه ليجد فيها راحة نفسه ، وقرّة عينه, فقد كان عليه الصلاة والسلام يقول
لبلال : يا بلال أرحنا بالصلاة [رواه الإمام أحمد وأبو داود].
بل إن الكفار علموا بهذا الشعور فقالوا يوم قابلوا جيش النبي صلى الله عليه
وسلم : إنه ستأتيهم صلاة هي أحب إليهم من الأولاد [رواه مسلم ] وشُرعت
يومها صلاة الخوف , فهذا الشعور بمحبة الصلاة عَلِم به حتى الكفار ! ومن
أحب شيئا أكثر من ذِكره ، وعُرِف به .
.
- وكان رسول الله صلى الله عليه وسلم يحب الحلواء والعسل [رواه البخاري ومسلم] .
- وكان صلى الله عليه وسلم يحب الزبد والتمر [رواه أبو داود] .
وما هذه إلا أمثلة لا يُراد بها الحصر, لكن
السؤال الذي يطرح نفسه : هل نجد الشعور الذي وجده أنس بن مالك رضي الله
عنه الذي أحب ما أحبه رسول الله صلى الله عليه وسلم تبعاً لمحبته لرسول
الله صلى الله عليه وسلم ؟