يعتبر المسك ملك الأطياب, والمسك كلمة
عربية هي اسم لطيب من الأطياب القليلة التي مصادرها حيوانية, وقد ورد ذكر
المسك في القرآن الكريم في وصف الأبرار اذ يقول عز وجل ( إِنَّ
الْأَبْرَارَ لَفِي نَعِيمٍ (22) عَلَى الْأَرَائِكِ
يَنظُرُونَ (23) تَعْرِفُ فِي وُجُوهِهِمْ نَضْرَةَ
النَّعِيمِ (24) يُسْقَوْنَ مِن رَّحِيقٍ مَّخْتُومٍ (25) خِتَامُهُ مِسْكٌ
وَفِي ذَلِكَ فَلْيَتَنَافَسِ الْمُتَنَافِسُونَ (26) وَمِزَاجُهُ مِن
تَسْنِيمٍ (27) عَيْناً يَشْرَبُ بِهَا الْمُقَرَّبُونَ (28) ).
المسك في التاريخ:
ثبت في صحيح مسلم عن أبي سعيد الخدري رضي الله عنه عن النبي صلى الله عليه
وسلم انه قال: “أطيب الطيب المسك” وفي الصحيحين عن عائشة رضي الله عنها :
“كنت أطيب النبي صلى الله عليه وسلم قبل ان يحرم ويوم النحر, وقبل ان يطوف
بالبيت بطيب فيه مسك.
والمسك ملك انواع الطيب واشرفها واطيبها وهو الذي يضرب به المثل بين
الاطياب جميعها لأنه يسر النفس ويقويها ويقوي الأعضاء, الباطنة جميعها شربا
وشما والأعضاء الظاهرة اذا وضع عليها. والمسك الجيد كان يوضع في أنية خاصة
به تسمى (النوافج) ومفردها نافجة مصنوعة من الذهب او الفضة او النحاس, ثم
تملأ بمسحوق المسك وتوضع في ردهات قصور الخلفاء والأمراء فتعطرها بأريجها
ورائحتها الذكية. ويتكون المسك في غدة كيسية يبلغ حجمها حجم البرتقالة في
بطن نوع من الظباء يسمى غزال المسك وتوجد هذه الغدة بقرب الفتحة القلفية
للذكر ولا يوجد المسك في الاناث وفي هذه الأكساي يفرز الغزال مسكه.
يعرف غزال المسك علميا باسم Moschus moschi ferus وهو غزال طوله حوالي متر
وارتفاعه من عند الاكتاف نصف المتر وشعره بني رمادي وطويل وخشن وسهل الكسر,
وغزال المسك خواف, يسعى لطلب طعامه ليلا وهو سريع الهرب, لهذا يتعب
الصيادون في اصطياده وعادة ينصبون له المصائد في الأماكن التي يعتقدون
تواجده بها.
وغزال المسك يسكن غابات الهملايا ويفضل أعاليها وتمتد مساكنه الى التبت
والى سيبيريا والشمال الغربي من الصين وأواسط آسيا عامة. تعتبر انثى الغزال
البري كنز في عالم العطور فهي المصدر الوحيدة للمسك الاسود حيث يقوم
الصيادون المتخصصون بمراقبة انثي الغزال لفترة طويلة حتى يتأكدوا من حالتها
الصحية ، وفي فصل مخصوص في السنه يقوم هؤلاء الصيادين بإصطياد انثى الغزال
البري مستخرجين من صرتها المسك الاسود الذي يعتبر كتلة متجمدة من الدم.
.
كيف يحصلون على المسك من غزال المسك deer musk؟
يقوم الصيادون بقتل غزال المسك الذكر أولا ثم فصل هذا الكيس, او
الغدة, فصلا كاملا ثم تجفيفها في الشمس أو على الصخور أو تغطس في زيت ساخن
جدا, ويمكن الحصول عليه دون صيد غزال المسك وقتله حيث يقوم الغزال عند نضج
الكيس الذي يحتوي على المسك بحكه على صخور خشنة لأن الغزال يشعر بحكة شديدة
في الكيس عند امتلائه فيقوم بحك الكيس على الصخور فينقشع الكيس بما فيه من
مسك ويلصق بالصخور ويقوم خبراء المسك بجمعه من على الصخور ويسمى الكيس
الجلدي بما فيه من مسك “فأرة المسك” ولون المسك داخل هذا الكيس أسود والذي
قل ان يوجد في الوقت الحاضر وهو غال جدا واذا وجد يقوم تجار العطور بادخال
بعض المواد عليه وخلطه بها.
وأحسن انواع المسك هو الوارد من الصين أو التبت ويليه الوارد من أسام او نيبال واقلها الوارد من سيبريا.
والمسك الجيد مادة جافة, قاتمة اللون, ارجوانية, ملساء مرة المذاق.
استعمالات المسك:
المسك ملك انواع الأطياب واشرفها واطيبها, وهو الذي تضرب به الأمثال ويشبه
به غيره ولا يشبه بغيره, وهو كثبان الجنة يسر النفس ويقويها وعليه فانه
يستخدم في تثبيت أغلى العطور ليبقى رائحتها فواحة سنين طويلة ولذلك يستخدم
كمثبت للروائح اما فيما يتعلق باستعمالاته الدوائية يعتبر المسك مقويا
للقلب, نافعا للخفقان والأرياح الغليظة في الأمعاء وسمومها, يستعمل في
الأدوية المقوية للعين, ويجلو بياضها الرقيق, وينشف رطوبتها, ويزيل من
الرياح, منشط للباءة, وينفع من العلل الباردة في الرأس, ينفع للزكام, من
أفضل الترياقات لنهش الأفاعي.