أهل القرآن -من قصص العظماء
القرآن رسالة الله إلينا، يخاطبنا ويرشدنا، فياليتنا نقراه كما يقرأ المحب رسالة من حبيبه، بشوق وتأمل ومحبة وامتثال لكل ما فيه، حتى نكون من أهل القرآن حقا.
قال أحد الصحابة أوصيكم بتقوى الله, وأوصيكم بالقرآن, فإنّه نور بالليل المظلم وهدى بالنهار فاعملوا به على ما كان من جهد وفاقة, فإن عرض بلاءٌ, فقدّم مالك دون دينك, فإنّ المخروب من خرب دينه, والمسلوب من سلب دينه, واعلم أنّه لا فاقة بعد الجنّة ولا غنى بعد النّار.
وعنه أيضا أنه قال: كنّا غلماناً مع رسول الله صلى الله عليه وسلم فتعلمنا الإيمان قبل أن نتعلم القرآن ثم تعلمنا القرآن فازددنا به إيمانا.ً
وكان الصحابة إذا تعلموا عشر آياتٍ لم يجاوزوهن إلى العشر الأُخر حتى يعلموا ما فيهن, فكانوا يتعلمون القرآن والعمل به, وسيرث القرآن بعدهم قومٌ يشربونه شرب الماء لا يجاوز تراقيهم.
يقول ابن مسعود رضي الله عنه: "إذا سمعت الله جل وعلا في كتابه يقول: «يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا» فأرعها سمعك يعني أصغ إليها وأعطها أذنك فهي إما خير تؤمر به أو شر تنهى عنه"
وقال محمد بن كعب: " لأن أقرأ ( إذا زلزلت الأرض زلزالها، والقارعة ) أرددهما وأتفكر فيهما أحب إليّ من أن أهُذّ القرآن كله هذّا.
إن القرآن كتاب هداية وإرشاد ودستور حياة ودليل سعادة، من عمل بما فيه سعد في الدنيا والآخرة، ومن أعرض عنه خاب وخسر في الدنيا والآخرة: «كِتَابٌ أَنْزَلْنَاهُ إِلَيْكَ مُبَارَكٌ لِيَدَّبَّرُوا آيَاتِهِ وَلِيَتَذَكَّرَ أُولُو الْأَلْبَابِ».