إن مؤلف هذا الكتاب يعترف أنه يكتب اسم هتلر في كتابه وهو يشعر بالسخط والاشمئزاز، وذلك لأن تأثيره كان ضاراً وخبيثاً، وليس للمؤلف رغبة بأن يكرِّم رجلاً كان سبباً في قتل حوالي 35 مليون نسمة، ولكن لا يمكننا أن نتهرب من الحقيقة وهي أن هتلر كان له تأثير كبيراً على حياة عدد كبير من الناس.
- ولد أدولف هتلر في عام 1889 في برانو في النمسا، وكان دهاناً فاشلاً، ولكنه أثناء شبابه أصبح وطنياً ألمانياً متحمساً، وفي أثناء الحرب العالمية الأولى خدم في الجيش الألماني وجرح ثم نال وسامين لشجاعته.
- وقد ترك انهزام ألمانيا أثراً على نفسيته فانضم إلى حزب صغير يميني في ميونيخ وهذا الحزب غيّر اسمه إلى الحزب الألماني الوطني العمالي الاشتراكي (واختصاراً سمي بالنازي) وأصبح خلال سنتين زعيم هذا الحزب دون منازع (فوهرر) ثم ازدادت قوة الحزب النازي تحت زعامة هتلر، ففي عام 1923 حاول القيام بانقلاب ولكنه فشل، فاعتقل هتلر وأدخل السجن، وبعد أن أمضى فيه سنة واحدة أطلق سراحه.
- وفي عام 1928 زاد الحزب النازي وفي عام 1933 أصبح هتلر مستشاراً ألمانياً وقد حكم حكماً دكتاتورياً واستخدم أجهزة الدولة لسحق خصومه السياسيين دون محاكمات بل كان خصومه يقتلون رأساً ولكن في سنوات ما قبل الحرب ربح هتلر بعض الشعبية لأنه استطاع أن يقلل البطالة وأحدث انتعاشاً اقتصادياً في البلاد.
- ثم أخذ يعدّ ألمانيا إعداداً عسكرياً ممهداً للحرب (العالمية الثانية) وقد كانت انكلترا وفرنسا مشغولتين بأزماتهما الاقتصادية فلم تنتبها لخرق هتلر معاهدة فرساي ببناء الجيش الألماني بناءً جديداً ولا لاحتلاله لأراضي الراين في آذار 1936 و لا لضمه النمسا عام 1938. وقد تركت تشيكوسلوفاكيا ضحية لمطامعه أملاً في كسب السلم وكان هتلر عند كل عمل من أعماله يهدد بالحرب إذا عمدت أي دولة على معارضة رغباته ومطامعه.
- قررت انكلترا وفرنسا أن تدافعا عن بولندا وهي الهدف الثاني لهتلر وقد عمد هتلر لحماية نفسه بتوقيع معاهدة عدم اعتداء مع ستالين زعيم روسيا في آب 1939 وبعد تسعة أيام من تلك المعاهدة هاجم هتلر بولندة ولكن مع أن انكلترا وفرنسا أعلنتا الحرب على هتلر حالاً إلاّ أن بولندا هزمت بسرعة.
- وكانت السنة الذهبية لهتلر هي عام 1940 حين التهمت جيوشه الدانيمارك والنرويج في شهر نيسان وفي أيار احتل هولندا وبلجيكا واللوكسيمبرغ، ثم هزمت فرنسا في حزيران 1940 ولكن في أواخر ذلك العام صمدت بريطانيا ضد الغارات الجوية مما فوَّت على هتلر كسب معركة بريطانيا.
- ثم احتلت جيوشه اليونان ويوغوسلافيا في نيسان عام 1941 وفي حزيران من تلك السنة مزّق هتلر معاهدة عدم الاعتداء مع روسيا وهاجمها وقد استولت جيوشه على قسم كبير من الأراضي السوفيتية ولكن لم يستطيعوا أن يقضوا على الجيش الروسي قبل حلول الشتاء ومع أنه كان لا يزال في حرب مع فرنسا وانكلترا، إلا أن هتلر أعلن الحرب على الولايات المتحدة في كانون الثاني عام 1941 بعد بضعة أيام من هجوم اليابانيين على قاعدة الولايات المتحدة البحرية في (بيرل هاربور).
- وفي منتصف عام 1942 كانت ألمانيا تحكم أكبر قسم من أوربا خضع لأي حكم في التاريخ وبالإضافة إلى ذلك فقد حكم قسماً كبيراً من شمال أفريقيا ولكن نقطة التحول في الحرب حصلت في أواخر النصف الثاني لعام 1942 عندما خسرت ألمانيا معركة العلمين في شمال أفريقيا ومعركة ستالينغراد في الاتحاد السوفييتي، وبعد هذه النكسات بدأ نجم هتلر بالأفول ومع أن هزيمة ألمانيا أصبحت وشيكة إلا أن هتلر رفض الاستسلام وظل يحارب مدة سنتين بعد ستالينجراد ولكن نهايته المرَّة والمنتظرة حصلت في ربيع عام 1945 فقد أقدم هتلر على الانتحار في 30 نيسان في برلين وبعد سبعة أيام استسلمت ألمانيا.
مع تحيات :بلال أبو طليب