مقدمة :
إن معرفةفلسطين لا تكون بالاقتصار على معرفة جهادها ونضالها في هذا العصر ، ولا تتم الصورةالا بالاطلاع على جذور حضارة هذا البلد الطيب منذ القدم ،،فالحاضر نتيجة الماضيوالمستقبل وليد الحاضر ، والتاريخ حلقات مترابطة ،،
ولا شك في أن أحياء التراثالشعبي والحفاظ على خصائصه الفنية وإظهار أصالته شرط أساسي من شروط تخليد آثارالحضارة العريقة ، فالفن القومي لاي امة من الامم مظهر لثقافة الشعب عبر الزمانوالمكان ،،
نوضح هنا بعضا من التراث الفلسطيني المتثمثل في الزي الفلسطيني فيالمدن والقرى والبادية مع الاشارة الى التطريز ( والذي يعتبر من أبرز أبواب التراثالفلسطيني ) ، كذلك سنتعرض للعادات والتقاليد المتبعة في الأفراح وإلى بعض الأغانيالوطنية والأهازيج الشعبية ، وأيضا إلى بعض من الأطعمة المشهورة والمتوارثة فيفلسطين الحبيبة ،،
ألوان التراث الفلسطيني :
أ/ الأزياء :
تتكونفلسطين من أربع مناطق جغرافية رئيسية هي :
1- منطقة المرتفعات الجبلية في وسطالبلاد
2- منطقة السهول الساحلية والداخلية فما في ذلك سهل غور الأدرن
3- منطقة بئر السبع
4- المنطقة الصحراوية
ويرتبط تراث فلسطين بتنوع جغرافيتها ،فالتراث في المناطق الجبلية يختلف عنه في المناطق الساحلية وفي الصحراوية ، فكلمنطقة لها تراث خاص بها وعادات وتقاليد تميزها عن غيرها ،
كذلك تأثر التراثالفلسطيني كما أي تراث في العالم بالحضارات والثقافات والأمم التي مرت على فلسطين ،فكل حضارة من تلك الحضارات تركت أثرا بارزا في التراث الفلسطيني ، ،سواء كان فيالزي أو العادات أو التقاليد أو حتى اللهجة ،،
أولا : ملابس أهل المدن :
كان معظمها من الأقمشة القطنية في الصيف والصوفية في الشتاء وكانت كل منقطةتتميز بزيها الخاص تقريبا ،
* زي الرجل في المدينة
الرجال يلبسون القنابيزأو الدمايات والسراويل ويضعون على رؤوسهم الطرابيش أو الشملة ، والفقراء منهميلبسون ( التلاوية ) وهي لفافة من القماش العادي توضع على الراس ، ومع دخول قواتالاحتلال البريطاني بدأ التطور يغزو هذه الملابس فتغيرت أشكالها وأنماطها المختلفه، فاستبدل الطربوش بالكوفيه والعقال ، والدماية والسروال بالجاكيت والبنطال ، وكانالموسرون يلبسون معطفا مبطنا بالفراء في الشتاء وعباءة من الحريرفي الصيف ،، بينمايلبس العوام من سكان المدن العربية المعطف البلدي المسمى ( بالمدربة ) في الشتاءويرتدون الدماية القطنية أو الحريرية صيفا ،،
* زي المرأة المدنية
يمتاززي المرأة المدنية بالبساطة والاحتشام ، ويتألف الزي المدني في أوائل القرن الثامنعشر تقريبا من :
(1) الجلاية :
و هي جبة طويلة من نسيج قطني وطني مشقوقة منالأمام ذات كمين قصيرتين ضيقتين لونها في الغالب نيلي
(2) الدامر :
وهي جبةقصيرة تصل ألى الوسط فقط ، كماها بطول كمي الجلاية أو أقصر قليلا وتكون غالبا منجوخ مقلم بالقصب وإذا زاد قصر الأكمام سميت السلطة
تلبس المرأة تحت الجلايةقميصا طويلا يصل الى تحت الركبة ويكون فوق السروال ، ويقال له تأدبا نصف كسوة ، وهويشبه البنطلون الواسع لونه أبيض أو نيلي مقلم على الرجلين بالحرير والقصب (3) الزنار
على أنواع كثيرة وهو من نسيج بسيط مقلم أو من فضة وذهب ويربط على الوسط
(4) الزربين
تلبسه المرأة على رأسها وهو شقة من الحرير مخططة خطوطا تكونغالبا بيضاء ضاربة الى السواد أو حمراء أو صفراء طولها أربعة أمتار وعرضها نحو نصفمتر تطوي المرأة اعلاه مزدوجا ، وتضعه فوق الصمادة ( وهي من حلي المرأة ) وتغطيهبمنديل مرسلة اياه على ظهرها ، وتشده على وسطها بزنار تاركة جزءا منه منسدلا فوقالزنار حتى يغطيه ، ومن ثم ترسله تحت الزنار حتى القدمين
(5) العصبة
وهيمنديل تطويه المرأة طيا عريضا وتتعصب به حتى يكسو أعلى الصمادة وترسله الى الخلفتاركة أحد طرفيه اطول من الاخر بقليل .
(6) الحذاء
كانت الأحذية على أنواعكثيرة أشهرها ( البابوج) ويكون غالبا من جلد أصفر يكشو مشط القدم له من الخلف اطارعلوه حوالي قيراط وكعبه حديدة تشبه حدوة الفرس
وكان لباس المراة في بداية عهدالانتداب يتالف من الفستان والترواق أو الجلباب الذييغطي جسم المراة حتى قدميها ،وكانت المسنات من النساء يرتدين الملابس القطنية الفضفاضة في داخل البيوت وخاصة فيفصل الصيف ، والموسرات يرتدين المعاطف ذات الفراء في فصل الشتاء .
مع تحيات بلال أبو طليب