خاطرة بعنوان (لحظة تشاؤم)
تظافرت ينابيع الاسى
لتخلق تلك الصحراء البطحاء
ولم تتوانى في لهيبها الشمس
من الامعان ..بكل تسلط وجبروت
وبكل اصرار واجبار لتموت
لتجعلها صفراء جرداء
ترفض في طياتها معاني الحياة
ولتتركها رمال جاثية ...على ابتعاد الضياء
واسربة زرقاء... على امتداد البصر
واتساءل دوما... لم انا هنا
ملقى على حافة الطريق
على اطراف الموت العميق
صبارة مخملية خضراء
اعتزمت التفرع وكثرة الاشواك
تتوسل الحياة..وتتضرع بجذورها العميقة
لقطرة تروي منها الدماء
لتهب بكل طيب.. قطرة من ماء
لاول عابرٍ بالطريق
او لطير تائه هرم عتيق
وحدي اقف هناك
امضي وقتي ..وكل الوقت لي مفكراً
ماالذي انبتني هاهنا
على قارعة هذا الطريق الرملي
على بعد الافاق والمدى
وحدي تعصف بي رياح الليل الوحشية
تراهن على بقائي بعض الضباء العابثة الغبية
تشقق ضلوعي اتربة تتراكم على بدني
وعلى جسدي..تشدني الى ارضي..وتثقل كاهلي
لا تُلقي بالاً لاشواكي وكبريائي
لذا فها انا قد قررت الفرار
فيجب ان انتزع جذوري
ويجب ان القي بنفسي في مهب الريح
فلقد رفضتني جراذن الارض
ونبذتني قوانين الحياة
فيامن صدفة دخلت صحراءي
استحلفك ان تسعى لخلاصي
فلربما وجدت نفسك يوما ...مثلي..على حافة طريق..
اسماعيل غانم