هنا تختبئ مشاعر دفينه ممزوجة بخليط من الاحاسيس التى خلقتها مواقف الحياة وقضى بالحكم النهائى فيها ذلك القاضى
الذى لايهاب مخلوقا ولا يفرق بين قسوة ورحمة ولم يرحم هذا القدر العجيب ذلك القلب من تقلباته المفاجئه التى تصيب
تلك القاعدة المليئة بمشاعر الحب والصفاء بل وارق وانبل الاحاسيس بقذيفة جديدة تهدد ذلك القلب بالانهيار
فى هذا الصباح شردت بعينى بعيدا وسط صحراء عريضه لا اجد نهاية لها سوى خيمة من زرقة سماء صافيه تماما كقلوبنا فى الصغر وهنا ظهر الوجه القاسى لتلك الصحراء متجهما شاحبا العينين قاسى النظر علمت من ملامحه بانه القدر يحمل بيده شريط زكرياتى
مبتسما بسخرية فارانى تارة صغيرا اجرى والهو العب واضحك وانام واصحو بلا ارق او هموم وتارة اراه يقلب الشريط
باظافره المسنونة التى مزقت اثواب واثواب من الفرحة كانت بيضاء زاهيه ليرمى بوجوهنا بملابس سوداء باليه استبدلها لنا
بكل قوة وقسوة لارى وجوه قد عايشتها وعايشت الحب الحقيقى الاصيل الطاهر والامان النادر حتى العشق حتى الفرح
الابتسامة بصورتها الطبيعية واحساسها الجميل الحنون والرضا يملؤها والطهر يغلفها والاخلاص مبدئها السعادة التشوق
لرؤياهم كل لحظة بلا ملل واللهفة الدائمة علي لقاء اى منهم ولو بمنام لما لهم من قلوب نقيه بريئة نقية من كل الشوائب والملوثات فترتاح على صدورهم وتستند الى اكتافهم القوية خصوصا وقت الضيق ولكن الشريط لم يمر طويلا لان ما سجله
طول المدة كان قصيرا فسرعان ما امتدت مخالب ذلك القدر لتاخذهم من عالمنا هذا بكل ما فيه من خير وشرور الى حيث
تستحق ان تسكن تلك الارواح الطاهرة تاركة بحور وانهار من الام الفراق ومرارة الوحدة ومعايشة الزكريات وبكل مرة
كانت تمتد مخالبه لتاخذ عزيزا كانت تضرب هذا القلب الضعيف بقوة لتوجعه وتالمه اشد الالم وهنا ذرفت دمعه ساخنة لم
ادركها الا بعدما احسست حرارتها فقد علمتنى الحياة كثيرا وقبل ان ارفع يدى لامسح تلك الدمعه ينفخ ذو الوجه المخيف
وهو يرى معى الوان من قلوب مررت بها وتعجبت لها ومما تحمله من كذب ونفاق من خداع ومرواغه من حقد وكراهية
دون ادنى احساس بخجل او حمرة وجه فهم مساء مذنبون ونهارا يخطبون فى الناس بالفضيلة وحسن الخلق وهما ابرياء
منها تماما تعرت وجوجهم عن حسن الخلق واى اداب او تعاليم حميدة وللاسف يعيشون بيننا بشخصياتهم الضعيفة العفنة
ونصطدم بهم كثيرا وكثيرا ما نعلمهم متاخرا وفى تلك اللحظة هم القدر على الانصراف وهو يقلب الشريط ليثبت لى انه
صادق بكلمته الاخيرة ان زوجته معلمة قديرة علمت البشرية باكملها منذ ادم وستعلم حتى قيام الساعه وانها رغم عظمتها
وكل مغرايتها فهى دنيا زائفه لا تساوى شئ فادركت ما انا فيه فقال لى بصوت متحشرج اسال نفسك كم تساوى لحظة
السعادة وهل استطعت ان تشتريها يوما؟؟؟؟
واختفى بعيدا تاركا ضحكة ساخرة على غفلة اناس ماتت قلوبهم وقتلتهم زوجته واغرقتهم ببحور من شهواتها وملذاتها
التى يعرفها هو جيدا ويعلم بانها دنيا زائفه لم يبالى لها يوما وينصح بالا تشغلنا عن سجود لخالقها وتسبيح للباقى الصمد
وطائطت راسى ارضا ارى مرة اخرى دموع عينان قد انهكها الفراق بللت حصى بسيط للحظة بسيطة لاعلم انها تؤلمنى انا فقط
لن تؤثر فى شئ حولى سوى بقلبى الذى اتعبته الوحده واجهده التحمل
وتعلمت جيدا من دروس الحياة ان مال وسلطة ان دنيا وقوة لا تسبب ابدا سوى الم ووحدة وان الناس لا تهتم سوى بمظاهر خادعه بالوان زاهيه تبهر العيون لتبعدها عن الحقيقة والجمال الحقيقى للروح والقلب والطهر الخفى والنقاء
وهنا نظرت الى السماء لاجد الشمس تشرق من جديد ليعود
الى امل اخر بانه سوف ياتى القدر هذا يحمل بين يده حياة جديدة لى نصيب فيها من سعادة او لقاء بقلب طاهر يعود بى
للحظة من فرح كان قصيرا عشته فقط عمرا قصيرا وعدت الى مكانى لارانى مرة اخرى انتظر ولا املك سوى قلب
ينبض ولكنه يطلب حقه فى الحياه وهو يرى قطار العمر يمر سريعا فهل من احدا لديه لحظات من سعادة وفيرة يعيرنى
اياها ؟؟؟؟ فاحذر يا من تطلب المال او السلطة والدنيا ان تستبدل سعادتك فتندم علىها وقتما لا ينفع الرجوع
ولا انت حتى قدرى لديك لحظة من سعادة لى تعوضنى قسوة احكامك؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟