احترام المرأة
المرأة عماد الرجل، وملاك أمره، وسر حياته ، من صرخة الوضع، إلى أنة النزع،
فلا يستطيع الأب أن يحمل بين جانحتيه لطفله الصغير عواطف الأم، ولا يستطيع
الرجل أن يكون رجلا حتى يجد إلى جانبه زوجة تبعث في نفسه روح الشجاعة
والهمة، ولا يستطيع الشيخ الفاني أن يجد في أخريات أيامه في قلب ولده الفتي
من الحنان والعطف ما يجد في قلب ابنته الفتاة.
فليت شعري هل شكرنا للمرأة تلك النعمة وجازيناها بها خيرا؟ لا! إننا نمنحها
عواطف الحب والود، ونضن عليها كل الضن بعاطفة الاحترام والإجلال، وهي إلى
نهلة واحدة من نهلات الإجلال والإعظام أحوج منها إلى شؤبوب متدفق من الحب
والغرام.
إنها إنسان كامل الحرية ولها الحق في التعليم للوصول إلى ذروة الإنسانية،
ويجت أن ينفس عنها قليلا من ضائقة سجنها لتفهم أن لها كيانا مستقلا، وأنها
مسئولة عن ذنوبها وآثامها أمام نفسها وضميرها، لا أمام الرجل، يجب أن تعيش
في جو من الحرية الفسيح، ليستيقظ ضميرها الذي أخمده السجن والاعتقال من
رقدته فهو أعظم سلطانا، وأقوى يدا من جميع الوازعين والمسيطرين، يجب أن
تعود لاحترام نفسها، ومن احترم نفسه كان أبعد الناس عن الزلات والسقطات.
كما لا أريد أن تتخلع المرأة وتستهتر، وتهيم على وجهها في مجتمعات الرجال
وأنديتهم، وتمزق حجاب العفة والصيانة المسبل عليها، كذلك لا أحب أن تكون
جارية مستعبدة للرجل، يأخذ عليها كل طريق حتى طريق النظر والتفكير.