يربط
معظم الناس بين السعادة وأمور مادية. كما يربط كثير من الناس السعادة
بالحياة الاجتماعية. صحيح أن كثرة المال والأصدقاء تجلبان السعادة. لكن هل
ينطبق هذا الأمر على كل الناس؟
الجواب بالتأكيد هو لا. وأهمية هذا الأمر تبرز بالنسبة لمن يعيشون بطريقة مختلفة عن من حولهم، لأنهم غالباً ما يقعون عرضة للانتقاد.
الابتعاد عن الناس يمكن أن يجلب للكثير من الأشخاص أمناً وهدوءاً
داخلياً لا يعادله أي شيء آخر. العيش ضمن وسط صاخب يعج بالأصدقاء والعلاقات
الاجتماعية القوية يتطلب جهداً عقلياً وجسدياً كبيرين.
استقبال الضيوف، المشاركة في الحفلات، التهنئة بالمناسبات. كلها أمور تبدو بسيطة وحيوية ولكنها تصبح مأساوية لمن يقوم بها غصباً عنه.
السعادة قد تاتي من الاستمتاع بهدوء الحياة واستقرارها بعيداً عن الصخب
والمتغيرات اليومية. بالتأكيد العزلة لها مساوئ كثيرة. فمن يعيش منعزلاً
يصبح عرضة للسقوط في دوامة الوحدة أسرع من غيره عندما يتعرض لمشكلة أو مرض
أو أي أزمة. لكن كل هذه الأمور لا تكفي لجعل من يحب العيش منعزلاً يجبر
نفسه على القيام بأشيباء لا يحبها.
العزلة لا تمنع السعادة ولكنها تجعلها هشة. لكن السعادة الهشة أفضل ألف مرة من السعادة المصطنعة أو القسرية.