d]ize=24]الذكاء العاطفي
لم يعد الذكاء مقتصرا على القدرات اللغوية والمنطقية الرياضية وحدها، بل يشمل الناحية العاطفية، ولم نعد اليوم نتكلم عن نوع واحد من الذكاء يعتبر مقياسا وحيدا للجميع، بل عن نوعين هما: الذكاء العقلي الخاص بالوظائف الفكرية والذكاء العاطفي المستند إلى رهافة الحس.
وأظهرت الدراسات أن مفهوم الذكاء العاطفي هو: " المهارات العاطفية والاجتماعية التي تشكل ما نسميه بالشخصية".
ويتوقف امتلاك معدل جيد من الذكاء العاطفي على التمتع بميزتين هما:
القدرة على ضبط النفس من جهة، والقدرة على قراءة المشاعر (مشاعركم ومشاعر الآخرين) من جهة أخرى.
ويتصور البعض أن مفهوم ضبط النفس هو إخفاء الانفعالات وقمعها، ولكن هذا خطأ!!
ضبط الانفعالات لا يعني أن لا نغضب بين الحين والآخر، ولكن هذا الغضب لا يجب أن ينفجر على أي كان ، ولأي سبب كان وباي وسيلة كانت، بل على أشخاص معينين، ولأسباب معينة وفي لحظات معينة.
فصعوبة تحكمنا بانفعالاتنا تعود إلى أننا نمتلك دماغين: الأول انفعالي ، والثاني منطقي.
فالمعلومات التي تردنا من الخارج كالاطراء أو النقد اللذين يوجهان إلينا، والأشياء التي نراها تستحوذ على انتباهنا، كل ذلك رسائل تمر أولا في دماغنا الانفعالي قبل أن تصل إلى دماغنا المنطقي الذي يحكمه العقل، وفي بعض الحالات ينقطع الارتباط بين الدماغين فتدفعنا عواطفنا للقيام بأعمال مكلفة ماديا وغير ضرورية كأن نشتري شيئا لا حاجة لنا به، وقد نصفع شخصا لأنه تفوه بكلمة جارحة، أو قد نعيش حالة من الاضطراب ليوميين متتاليين لأن أحدهم وجه ملاحظة قد لا نكون معنيين بها.
كيف يمكن تجنب الانقطاع بين الدماغيين وآثاره السيئة؟
لابد لنا من المحافظة على هدوئنا وتفاؤلنا في جميع الظروف وذلك باتباع تدريب مناسب، وهنا بعض الأساليب المستخدمة لتحقيق هذه الغاية:
1- إذا كنتم من النوع الذي يسيطر عليه الهم وتحاصره مشاعرالكآبة والانهزام، معنى ذلك انكم تعتمدون أكثر على الشق الأيسر من دماغكم، ولكي تعززوا القدرة على التحكم بالذات، عليكم أن تعتمدوا أكثر على الشق الدماغي الأيمن، يمكنكم أن تعتمدوا على طريقة العد، والتي نستعملها عندما نصاب بالأرق، وتعتمد هذه الطريقة على مبدأ ممارسة التنويم المغناطيسي الذاتي بين الحين والآخر، بهدف غسل الدماغ من الأفكار التشاؤمية ، والتجربة سهلة للغاية.
إذ عليكم أن تركزوا انتباهكم وتتخيلوا شيئا أو مساحة ذات لون فاتح ثم تعدون بمنتهى البطء من واحد إلى عشرين ، وبعد ذلك تغمضون أعينكم وتركزوا انتباهكم على الشيء أو المساحة لمدة عشر دقائق وتحاولون رؤية تفاصيلها دون أن تفتحوا أعينكم ، وبعد انتهاء الدقائق العشر، تفتحون أعينكم فتستنتجون تحسنا كبيرا قد طرأ على وضعكم النفسي ومعنوياتكم ولكي ينجح هذا التمرين بشكل كامل، عليكم في البداية بأن تؤمنوا بإمكانية نجاحه ، لأن الشك هو شعور يتحكم به الشق الأيسر من الدماغ، وبعد ذلك يصبح من السهل عليكم تشغيل الشق الأيمن من الدماغ بمجرد أن تغمضوا أعينكم.
كيف يمكن المحافظة على صفاء النفس وراحتها من ضغوط العمل؟
هذا يتطلب منا أن نتعلم كيفية القيام بالتحكم بنشاط الدماغ وهناك تقنيات عديدة تفي بهذا الغرض:
1- تغمضون أعينكم عدة مرات خلال النهار لبضع ثوان أو بضع دقائق ، الأمر الذي يؤدي إلى إيقاف حركة المعلومات وإفراغ الرأس لتزويده بالراحة، وبالطبع ، لا تنجح هذه العملية بشكل كامل من المحاولة الأولى.
فإذا كانت هناك مشكلة تؤرقكم، فتخيلوا أنكم تمسكون المشكلة وتضعونها في علبة وتقفلون عليها، وبذلك تتحولون إلى مشاهدين لمشاكلكم وأفكاركم أو للصور التي تجول في رؤوسكم، وبذلك تحصلون على قدرة تسمح لكم بتهدئة خواطركم، ومع قليل من الممارسة والتدريب، يمكنكم أن تضعوا مسافة بينكم وبين همومكم ومشاكلكم عندما تشعرون بأن الأمور لم تعد تحتمل.
كيف يمكن أن تريحوا أعصابكم؟
يتم ذلك من خلال تأخير ردود أفعالكم ريثما يتمكن دماغكم العاقل والمفكر من قراءة مشاعركم والإمساك بزمام الموقف ، وقد يستخدم الممثلون المحترفون وكبار نجوم الرياضة والعاملون في تفكيك الألغام هذه التقنيات المعروفة.
1- ساعدوا ضفيرتكم العصبية" الموجودة في أسفل القفص الصدري عند ملتقى الأضلاع" على الانفتاح والعمل بدفع الكتفين إلى الوراء والبطن إلى الأمام، خذوا نفسا عميقا في هذه الوضعية واحبسوا النفس خلال ثانيتين، بعد ذلك أخرجوا الهواء بالكامل من صدركم وانتظروا ثانيتين قبل أن تبدأوا من جديد.
2- أغمضوا أعينكم لمدة ثلاث ثوان من وقت لآخر،" عملية قطع الصور" التي تأتي من العالم الخارجيتخفف الضغط الخارجي على الدماغ العاطفيمما يعطي الفرصة للمعلومات لكي تستقر في الدماغ المنطقي، يمكنكم ممارسة ذلك في الشارع وأنتم تمشون، أو أثناء العمل يف المكتب، ولكن لا ينبغي فعل ذلك اثناء قيادة السيارة أو الدراجة.!
3- افتحوا فمكم على اتساعه لمدة ثانية أو ثانيتين من وقت لآخر، فذلك يجعل عضلات الفك تتحرك بطريقة تدلك فيها أعصاب الجمجمة مما يسمح بتخفيف الضغط على الدماغ.
كل هذه التمرينات عليكم ممارستها لمرات متعددة وبقدر الإمكان وكل يوم، قد يبدوا لكم مضجرا في البداية ولكنكم ستكتشفون بسرعة أن معلوماتكم تتحسن بشكل ملحوظن وأن مشاعركم تصبح أكثر صفاء، وأنكم تصبحوا أكثر مرونة في علاقاتكم مع الآخرين، وبعد مدة قصيرة يصبح ذلك عادة يمارسها دماغكم من تلقاء ذاته.
المبادىء الأساسية التالية تساعد على النجاح في التأملات وتسهل الحياة اليومية:
1- لا تنتظر، تحرك وقم بمبادرات دون أن تهمك النتائج ، فذلك يجعلك أكثر قدرة على تحقيق ما تريد.
2- لا تحاول فعل ما تريد بالقسر والإكراه، فالمهم أن تكون منتظما ومثابرا في مجهودك، وعندما تطافح من أجل الحصول على شيء ما، أو من أجل تحقيق هدف ما، عليك أيضا الكفاح من أجل الاحتفاظ بكل ذلك.
3- أعط لنفسك ما يكفي من الوقت، فكل ما يتمتع بقيمة حقيقية يتطلب وقتا لكي يتم إنجازه، فالمرونة تجعلك أكثر قدرة على التكيف مع حالات اليسر ولاعسر على السواء.
4- اقبل نفسك كما أنت، فقبول نفسك وعدم إدانتها يجعلك أكثر قدرة على التخلص من أخطائك ومن نقاط الضعف فيك.
5- كن لطيفا مع نفسك: فأنت قد لاتكون كاملا ولكنك لا تملك إلا نفسك.
6- اعرف كيف تحقق الفائدة مما تقوم به أو تختاره وتجنب جميع الأفكار المسبقة حول الأخرين والأحداث، انس أحكامك المسبقة سواء أكانت إيجابية أم سلبية وانظر بنفسك إلى ما يفيدك.
7- تعامل مع جميع مشكلاتك على أنها فرص مفتوحة أمامك، فكل ما يبدو لك سلبيا يمكنه أن يساعدك على التعلم وعلى تحقيق المزيد من القوة.
8- تجنب إرهاق نفسك بتحليل أفكارك ، فأنت لا تحتاج إلى عقلنة كل شيء وإجراء الحسابات حول كل شيء، يكفيك أن تكون واثقا بمشاعرك وبحدسك.
9- لاتقارن نفسك بالآخرين على الدوام، فذلك يسبب لك الكثير من المشاكل، لأنك إذا وجدت نفسك أقل منهم، سيدفعك ذلك إلى الإحساس بالخجل والغيرة، وإذا وجدت نفسك أفضل منهم يدفعك ذلك نحو التكبر واحتقار الآخرين.[/size]
مهما هدأت أمواجي................فبقلبي أمواج تهدر
ومهما سكنت أعماقي ...............فأنا بحر..لايقهر
وللعشق بأبيات شعري................نبض أبدا" لا يفتر