قد
لا تقتصر نعمة النسيان على المشاعر العاطفية في زمننا الحالي. في الحقيقة،
الانسان بطبعه ميال للنسيان. ومهما تكن المآسي أو الظروف الصعبة التي يمر
بها فهو ينسى بعد فترة من الزمن. كما أنه يمكن أن يغفر بسهوله لمن ارتكب
بحقه خطأ. بالمقابل فإن الانترنت لا تنسى وهذه المشكلة التي كانت تمس
المشاهير في وقت مضى أصبحت مسألة تلامس كل مستخدمي الانترنت اليوم.
استخدام مواقع الشبكات الاجتماعية، كتابة مقالات في المدونات، تشارك
الصور والفيديوهات عبر المواقع المتخصصة. كلها أمور بديهية يقوم بها أي شخص
يتجول على الشبكة العنكبوتية. بالمقابل القليل ممن يقومون بمثل هذه
النشاطات التفاعلية قادرون على تذكر كل المواقع التي تركوا فيها آثاراً
لهم.
المشكلة تبقى مهملة طالما أن أحداً لا يبحث عنك ويحاول كشف نواحي مخفية
من حياتك. لكن عندما يحصل مثل هذا الأمر فإن غوغل يسهل عملية البحث بشكل
كبير. وكل الأشياء السخيفة التي قد تكون قمت بها تخرج من جديد ويمكن أن
يستخدمها من يكرهوك ضدك.
بالمحصلة الانترنت ذاكرتها لا تموت وهذا الأمر جديد على بني البشر. كي
تموت الذكريات التي لا تحبها لا بد لك من أن تسجل كل ما تتركه على الشبكة.
بشكل أبسط لا تشارك صور، فيديوهات، أو آراء إذا لم تكن متأكداً أن هذه
الأمور لا يمكن أن تستخدم ضدك. كل مواقع التشارك اليوم تسمح بإعدادات أمنية
عالية. المبدأ البسيط هو أن لا تشارك أي شيء مع كل الناس. تشارك فقط مع من
تثق بهم. إلا إذا كنت مستعداً لتحمل عواقب الشهرة دون الحصول على فوائدها.