هل صحيح ان ثقة الطفل المفرطة تتحول لغرور؟!
الثقة الزائدة في النفس هي عبارة عن فرض الطفل التقدير والاحترام لشخصه من خلال تصرفاته وسلوكه، حيث إن التربية والبيئة الجيدة المتوفرة ، للطفل تساعده على التحلي بهذا الشعور بصورة إيجابية، أما البيئة غير الجيدة فتمنحه هذه الثقة بصورة سلبية، ويساعد على تكون هذه الصورة الأسرة والمدرسة والأصدقاء.
وأضافت معصومة أن الثقة الزائدة قد تتحول إلى غرور بسبب الدلال الزائد من قبل الأهل، فيشعر الطفل بأنه قوي ورأيه هو الصواب في كل الأوقات، وبالتالي لا يكترث بما يطلبه منه الآخرون ولا يحترم الآراء ، ويعتقد أنه قادر على إخضاع الجميع لطلباته وإرغامهم على تنفيذ رغباته، ويصبح شخصاً أنانياً وحاقداً على كل من يخالفه الرأي، أما في حال توجيهه على استخدام هذه الثقة بصورة إيجابية فإنه يخرج للمجتمع شخصاً متزن التصرفات قادراً على تحمل المسؤولية.
أما النصائح التي قدمتها معصومة، والتي تساعد على استقامة تصرفات الطفل وجعله محبوباً من محيطه فهي، التربية الصحيحة والتي تبدأ من المنـزل، إذ إنه يجب على الأهل توضيح الخطوط الحمراء للطفل والتي يجب عدم تجاوزها، ومعرفة نقاط القوة والضعف عنده، وعدم المبالغة في امتداح الطفل أثناء قيامه بعمل جيد، كما عليهم عدم انتقاده بصورة لاذعة أو مستمرة أمام الآخرين ويجب تدريبه على كيفية التعامل مع الأشخاص المحيطين به وحسن التصرف معهم والرد بلباقة على استفساراتهم، وخصوصاً الأكبر منه سناً، ومعاقبته وعدم التساهل معه عندما يخطئ، وزرع حب التعاون ومساعدة الآخرين بداخله، وتنمية مهاراته وميوله مهما كانت، إذا كان يجد نفسه فيها ولا تسبب الضرر له وللآخرين، وأضافت أن هذه النصائح فقط في حال لم تتطور حالة الطفل بحيث لم يصل لمرحلة ينفر منه الجميع ويصعب عليه بناء علاقات مع أقرانه، فإذا وصل لهذا الحد ينصح بمراجعة الطبيب النفسي.
وقالت إن مسببات فرط الثقة بالنفس عند الطفل تتمثل في المبالغة بمدح الطفل من الأهل عند قيامه بأعمال جيدة وتفضيله على كثير من أقرانه. كما أن الطفل يتخذ من والديه المثل الأعلى والقدوة ففي حال كان أحدهما له شخصية قوية فبالتأكيد أنه سيقلده خصوصاً إذا كان متعلقاً به أكثر من الطرف الآخر، وكما أن الثقة تمنح الطفل الأمان حتى لو كانت منتقدة من قبل الآخرين فإن هذا الشعور يعجبه ويتمسك به.