طواف الروح
لأنك تنأى مسجىً بعيداً بعيداً
وكنتَ هناكَ وحيداً
وحيداً.....!
ولا أهلَ حولكَ
لا أهلَ عندكْ
وتنأى عن القدسِ
لا ... لا ... تغيبْ ...
مسحت َ الخدود َ المجرحةَ َ
اليومَ وسط النحيب !
لأنك تنأى مسجىً بعيداً بعيداً
وأبعدَ من رحلةٍ
أثقلتْ نصلَ هذا الحزينِ
معبقةً بالسنا حيثُ عمَّ النُّواحْ
رأيتُ المدى مارقاً
لا ينوءُ بحملِ السنينْ ....... !
*** *** ***
لأنك تنأى مسجىً بعيداً بعيداً
وأنعم َمن توأمٍ للحمامِ يرفُّ
على خيمةِ القدسِ نادى عليكْ .... !
ويصرخُ يا خطوتي
قرِّبي توأمي للحياةِ
برغمِ الأنينْ ....!
وكانت على الوعدِ تمشي
قرابةَ نورِ المدى للعبورْ تقول : .............. !
محالٌ وعينُك تبكي أنوحْ...............!
محالٌ وعينك تبكي
محملةً بالبَهار المعطَّر
أسكبُ نثرا ..... !
محال ٌٌوإني رأيتُ مع الشمسِ أفقاً
يحاكي دموعَ الحزانى
ويطبقُ وجهَ المدينةِ
فوقَ الأسيرْ................. !
* * * * * * * * *
يباغتكَ الصوتُ
ملءَ العيونِ وملءَ الحناجرِ
يا غائباً لن تغيبْ.................!
وغبْ حيثما غبتَ في الطيفِ
والطيفُ ينزفُ
من آخر النهنهاتْ .............!
وقفْ يا شريداً على الدَّمعِ
والخطوُ لا يرهنُ الإرتحالْ .............!
وأنتَ حزيناً تجولُ
برغمِ العتابِ الشديدِ
ورغم ِ السؤالْ..............!
لأنك تنأى إلى الأفقِ
وحدكَ فجراً
تحوَّلتَ في الأسرِ
للأسْر وسْطَ الزَّحامِ معَ الجرح ِ فخْرا ...........!
* * * * * * * * *
فها أنت تعرقُ جوفَ المنامِ العصيبْ !
وها أنتَ تعرقُ جوفَ الظلام المريبْ !
هوالفجرُ أمضى معَ الصَّبر
ساعاتِه وانتَهى ؟
هوالكظمُ أَغفى
على الوعدِ مبتسماً
راسماً حُلمَه وانتفى......... !
تفيقُ الغداةَ نبياً
غريباً معَ الوعدِ تمضي ....... !
تيمِّمُ نحوَ التخومِ
العَروبيةِ الوردِ ....... !
تجري تصافحُ أنداءَها بالفدا ...
تحتسي النورَ
شمعَ الحزانى
مع الكفِّ بالندِّ
والإصبعُ المستباحُ تطايرَ
عطراً مع الريحِ ..........!
صحراؤُنا في التخوم
تحبُّ العطورَ
التي غُمِّست بالدماءِ..... !
تُجلُّ الأصابعَ تلكَ التي جَلجلتْ
رايةُ النصرِ بينَ شذاها....!
لتملأَ من حبِّها ردنَها ..... !
والعباءاتُ كلٌّ لها حصةٌ
من عبير الفدا صولجانْ ..... !
* * * * * * * * *
تجلُّ الشبابَ
الذين تنادوا إلى التُّربِ
ديدنُهم دينُهم والجهادْ ...!
تجلُّ الكهوفَ العتيقةَ حولَ المآذنِ
تحضُنُ أبناءَ يعرُبَ للقدسِ ضوءاً
ومِشعلُهم حسرةٌ
في القلوبِ تضجُّ لهمْ
هزةُ الأرضِ بالعنفوانْ ...
* * * * *
نعم يا ابنَ كاظمَ
غيظُ الرجالِ تجاهَ الرجالْ ...
فأهلُك كلٌّ له حصةٌ
من عبيرِ الفدا صولجانْ ...
ويأتي الزمانُ ...
ويشهدُ أنك والصحبَ
في الأرضِ والقدسِ
بين الندى حُسْنيان ْ. . . . . . !
* * * * *
أُراهنُ من حُسن فَجرِ
النَّدى الأقحوانْ ...
بأنَّ النشيدَ الملوَّنَ
أضحى سَليلَ الحنانْ ..
وأنَّ اللغاتِ الفقيرةََ
أوْجدتِ اللحنَ
نامتْ على الحلو والمرِّوالذكرياتْ ...... !
لأن الفقيرَ اسْتحى
يُشعلُ النارَ سِراً فماتْ ...
ونادى على الصَّحْبِ لونُ النشيدْ ...
وكانَ المدى صاخباً في البعيدْ ...
تنهَّد عنْ زفرةٍ شاحبة ...
تكوَّنَ في حُفرةِ القلبِ قرْبَ الوريدْ ...
وبالكاد ِ يُسمعُ
من زفرةِ الحرِّ تنهيدُها ..
وبالكادِ يُصغي
الصحابُ لقولِ الحزينْ ...
وبالكادِ يَصدُقهُ
السمعَ أحبابُهُ في الأنينْ ...... !
* * * * * * * * *
فكمْ كانَ في الرَّوض ِ
فهداً هَصوراً ..............؟
وكمْ كانَ في الغابِ
يَسْعى للمِّ الألمْ ... ؟ ؟ ؟ ؟ ؟ ؟
وكمْ أشعلَ الوردَ
من عِرقِ رصِّ الصفوف ِ ِ
وعادَ انتشى من رياحِ البَخورْ ؟
وصدَّقَ أنَّ البخورَ
سيوقظُ أحبابَه النائمينْ...... ؟
وكمْ أشعلَ العودَ
مستبدلاً عطرَه بالأنينْ ؟ ؟ ؟ ؟ ؟ ؟
وكمْ لوَّحَ الكفَّ
من فوقِ رأسِ الجريحْ............؟
ونادى على أخوةِ الدم واللحمِ
لكنَّهم لوَّحوا بالمناديلِ بيضاء َ...
ماذا يريدُ من الصَّحْبِ هذا الظنينْ ؟ ؟ ؟ ؟ ؟ ؟ ؟
هُوَ اليومَ أكبر
من عرقِ موتِ الحياة ِ...
وأطول من عرقهم والسِّنينْ .................!!
* * * * * ** * *
أتعرفُ أبعدَ
من كهفهم يا مريرْ ؟
أتعرفُ أعتمَ من ظلمةِ الليلِ فيهمْ ؟ ؟ ؟ ؟ ؟ ؟
وأنتَ الفتى شاهقٌ
طولُه فوقَ بطن ِالجدارْ... ؟
* * * * * * * * *
لأنك تنأى مسجىً بعيداً بعيداً
وكنت َ هناك وحيداً
وحيداً ...... !
ولا أهلَ حولكَ
لا أهلَ عندكْ ............!
يدقُّون باباً كعزفِ الربابْ ..... !
ودربُ الفتى باحثٌ
عن وجوهِ السرابْ ...؟
أسائلك اليوم َ فوقَ الندى
وانبعاث الثرى طاهراً
حيث مثوى الحبيبِ بثوب الترابْ .... !
أتعرفُ أوعرَ من دربهمْ
نحوَ تلكَ الكهوفِ ... ؟
لتلتفَّ أبوابُهمْ بالسرابْ ؟
أتعرفُ داراً ... ؟
تردُّ الحبيبَ
عن الدربِ ... ؟
غيرَ التي غيَّرتْ دربَها عادةً... ؟
وانحنتْ تحتفي بالضبابْ ... ؟
وتلقى معَ الحَرِّ أقسى الحرابْ ؟
أتعرفُ يا باحثاً
عن ركامِ البيوتِ فتىً
غذَّ في السيرِ درباً قصياً
من الحرِّ كادَ يموتْ ............. ؟ ؟ ؟ ؟ ؟
وحينَ تلقَّاهُ أحبابُهُ
وسطَ قيظِ الطريقِ ...
أحسُّوا منَ النفسِ المرتوي حزنَهُ
أنَّ نبضَ العزيزِ يفوتْ......... ؟ ؟ ؟ ؟ ؟
* * * * * * * * *
ونالوا منَ الجرَّةِ
الحُرةِ القطرَ... ؟
رشُّوا على الحَرِّ من جمرها
وارتووْا ثغرَها والندى ... ؟
تعبتَ من الرحلةِ العاتية ؟
تعبتَ من الوطنِ المفتَدى ... ؟
أمِ الرحلةُ استسهلتْ صدرَكَ
العامرَ المقتدى ؟
فترحالُكَ اليومَ مرٌّ
وترحالُكَ اليومَ قهرٌ... !
* * * * * * * * *
سلامُ المعذبِ
عذبٌ حبيبي ... ؟
أمِ السلم ُسُلَّمنا للعذابْ...............؟
تعاسةُ أيامِهمْ
سرْوُها باسقٌ ...
وسعدُ الحزانى كما قلتُ :
لا ... لا ... يليقُ بأكرمِنا
وسطَ أرضٍ يبابْ........... !
على الأرضِ منْ حزنِهِ حانقٌ ....
وأكرمُنا منْ شديدِ الجروحِ ...
يصيحُ بأغنيةٍ تطلعُ الروحَ
أعلى الجبالْ ...
وتهطلُ بالغيمِ فوقَ السفوح ِ
ولكن بدون ِ النوال ْ .... !
تعالَ إلى الصدرِ
تأتِ السماءُ بآهِ المنونْ....... !
هلمَّ إلى الطوفِ
يا راعشاً لا تهونْ .............. !
تعبتَ من الرحلةِ المرجفة ؟
تعبتَ من الرعب ِفي الدارِ
والطفلةِ الخائفة ؟
فهبْها شراباً منَ الصبر ِ سيَّانَ
فالخوفُ والصبر ُوالعلقمُ
اجتاحَ أمَّ العيالْ...
هُوَ العلقمُ اشتدَّ مراً تعالْ ...
وهبْها شراباً من العمرِ
يحذو حذاءَ الشهيدِ
كما ارتاح َيا أختَهُ
في الوريدْ............... !
* * * * * * ** *
تدورُ الكؤوسُ
وتعْذُبُ فوقَ الرؤوسْ ....... !
تدورُ الكؤوسُ ...
وللنوم تحت الدماءِ
لأهل النعاس
بدون الدروس جبين ٌ عبوس !
وما من فطين ٍ يصيح صياحاً
يردُّ النفوسْ .... !
هل الخمرُ يُحسبُ
يا عزوتي رشفةً رشفةً
رغم جمر الرجال ِ على الأرض ِ
والأرضُ هبت مع الحرب ناراً ضروس ؟
فوالله لا لا ... أظن ُّ التراب َ انحنى في الغيابِ
كما تنحني للكؤوسِ الرؤوسْ ...!
* * * * * * * * *
ألاحتْ معَ الفجرِ
إشراقةُ اللغزِ في طيبِها ...؟
يا أخي ....... ؟
هبْ نوايا الغرابِ تُخومْ...؟
وهبْ من كلِّ غاربةٍ
للحياةِ سَدومْ ....... !
فإنْ كانَ خالقُها ملَّها... ؟
سبَّحَ الكونُ للخالقِ المعْتلي
لا ينامْ ...
أقولُ فإنْ كانَ خالقُها
ملَّها للهوانْ ... ؟
وسطَّرتِ الأمةُ العذْبةُ
الريحَ للحزنِ ...
فاقرأْ أخي فوقَ قبر النيام الحرام.... !
وقلْ للألى أينَ منا السلامْ ...؟
أقولُ :
فإنْ كانَ خالقُها
حطَّها في لِجامِ النَّوى ....!
جمرةً للشتاتْ... !
وللجنَّةِ الطيبُ
هاتِ الحروفَ وللموت ِقرِّب وهاتْ... !
تعال َنفجِّرْ تماثيلَنا
وسطَ أشلائِنا للنجاةْ ... !
وهاتِ المماتَ ....
على النذرِ
نحنُ افتدينا الحياةَ ... !
وقُمنا إلى اللهِ
نجْلو هوانَ القدرْ... !
نعم .. نحنُ قدنا الحياةَ
وهانَ علينا المماتْ ..... !
ومعجزةُ الصبرِ فينا صورْ..... !
أقولُ ونملأُ أجسادَنا بالعبرْ... !
وقمْ يا أخي حيثُ نسمو
معَ النارِ هذي
التي طيَّرتْ أرضَنا للنفورْ ....... !
وقمْ للعبورْ ....... !
وقمْ لابتكارِ السرورْ ....... !
فليسَ السرورُ
تخومَ المخيمِ
أو نزفَهُ ...... !
ولتدرْ كلُّ دائرةٍ
حيثُ دارتْ دوائرُ أشلائِنا
في عبيرِ النَّدى والبخورْ ...... !
بخورٌ... بخورٌ....
ونُصغي
ونفرُطُ عظمَ الجسدْ......... !
ونتلو على مسْمعِ الكون ِ
يا ربَّ شعبٍ أسيرٍ
ويا ربَّ شعبٍ وحيدٍ أحدْ
ولكنْ نشمُّ البخورْ...
بخور ٌ ... بخور ْ ..... !
هلُمَّ استدرْ للعبورْ ... !
بخورٌ ... بخورٌ...
* * * * * * * * *
تشبثْ بعالي الدروبِ
وثبتْ خطاكَ
وأعلنْ هواكَ ...
ومسْمرْ على متحفِ العينِ
فنَّ التفتحِ والأقحوانْ .......... !
لأنك تنأى مسجىً بعيداً
وكنتَ هناكَ وحيداً
وحيداً ...... !
ولا أهلَ حولكَ
لا أهلَ عندكْ ........... !
نقولُ ونرشقُ أخبارَ نزفِكْ.... !
بخورٌ............ بخورٌ...
ويملؤنا بالفخارِ الحبورْ .... !
نفجِّر ُ أجزاء َ جسم ٍ هطول ٍ
بموت ِ الحلول ِ ونزف السهول ْ ...... !
ونحن ُ الذين نحب البتول َ
نحبُّ الرسولَ
نحبُّ الملائكةَ
المحتفينَ بعلمِ النفورْ
وإلاَّ نشكُّ بعلمِ الطلوعِ وعلمِ النزولْ ........... !
ونعبد ُ ذاك العظيم
ونعرف ُ معنى الأصولْ.......... !
سنجلو نَعَمْ نغمةَ النايِ
يعزفُ للحزنِ أرواحَنا
أو يدورُ المدى فوقَ هذي القبورْ.... !
بخورٌ..... بخورْ..... !
وأجسادُ أحيائنا في انفجاراتِ برعمِها كالزهورْ ... !
تفوح العطور ويشتمُّ أعرابُنا من دماءِ الحريقِ البخورْ
لو يطالُ المدى
لفظة َ الروح ِفي الصدرِ
يا صاحبي لو يطالْ ...... !
أو الروحُ تنشَغُ للخالقِ المعتلي
سطحَ ذاكَ المحالْ ...... !
وتهمسُ يا ربِّ
كمْ منْ عذابٍ تحقَّن َ
في مقلةِ الأمِّ عندَ الخبرْ ؟
وكم أمَّتِ العمرَ منَّا عبرْ ؟
وقيلَ أللخلقِ يا أمُّ غيرُ الشبابِ
يردُّ البصرْ...... ؟
* * * * * * * * *
أليسَ معَ الروحِ
حنوُ الشيوخِ ليمشوا
معَ ابنِ العروقِ المنعنعةِ الدمِ
يشتمُّ أعطرَها في الوسيم ْ... ؟
أليسَ معَ الروحِ
أجملَ منْ وردِ تلكَ
الخدودِ اشتهتْ
ترتَقي في سماءِ الوَلودِ
وتوشكُ تسْري
إلى اللهِ أعتقها للصمودْ ..... ؟ ؟ ؟ ؟
كأنَّ الغيومَ
تضِجُّ إلى سرعةِ العظمِ
بينَ المقاطعِ بينَ
المفاصلِ حتَّى العضلْ ...... !
توثَّبَ منسدلاً في الدخولِ إلى اللهِ
يرجو لأوْجِ الشبابِ الخلودْ .... !
ويرجو لغيمِ الحظوظِ الحدودْ ........... !
بكلِّ المشاعرِ يُبهجُ
أيامَ وثبِ الحياةِ.... !
كنبضِ الهدوءِ يعرُّضُ أنظمةَ الوعدِ
يدفنُ وجهَ الرعودْ .............. !
ويقطبُ نافذةَ الليلِ والجرحِ
ينقرُ إصبعَها بالمياهْ ..... !
ويرشُقُ إصبعَها بالقبلْ .....!
ويرقَعُ خارطةَ
المزْع ِبالإبرةِ الواخزة .......... !
كأنَّ المساميرَ هبَّتْ تداعبُ
كلَّ المساماتِ بينَ الأديمِ
وبينَ العيونِ استدامتْ سَديمْ .....
هوَ الصوتُ لعلعَ
يحملُ زوجَ الهلالِ ويبقى
يغذِّي حماسَ النديمْ ............ !
ويشبكُ أسلاكه المورقات ِ
بملءِ الرؤى والألقْ.......... !
ويمزِجُ أشعارَنا بالفخارِ
ويشعلُ للعُرْبِ شمع النفق .... !
يشكِّلُ للكون ِشمسَ النهارِ
ويغرف ُمن نهر جمر ِالشفق ..... !
* * * * * * ** *
لأنكَ كنتَ هناكَ وحيداً
ولا أهلَ حولكَ لاأهلَ عندكْ ............ !
سيطلعُ للعزِّ بينَ الشبابِ
وبينَ الفداءِ
وبينَ النهارِ الشررْ .............. !
ويطلعُ منْ عظمهمْ
والنَّدى مرْسلٌ منتظرْ ........................ !