مع
مرور الأيام وتقدم السنين على مقياس العمر تتحول الكثير من الأشياء
الجميلة إلى عادات مملة. أشياء جميلة كانت تبعث السعادة في الماضي، تصبح
روتيناً صعب القبول بل وفي بعض الأحيان دوافع للخلاف بين الزوجين. كل
الأزواج يمرون بهذه الحالة ولا بد لك عزيزتي من التنبه لهذا الأمر
ومعالجته. لكن كيف؟
لاشك أن اهتمام الرجل بجذب انتباه زوجته يخف مع الزمن. بل إن الكثير
يعتقدون بأن الرجل بعد الزواج يتحول إلى آلة لها برنامج تشغيل يجب اتباع
خطواته بعناية دون الحيد عنها في شيء.
هذا الكلام وإن كان وصفاً دقيقاً لما يمكن أن تؤول إله حال الرجل بعد
سنين من الزواج، إلا أنه يتجاهل تفسير أسباب تحول الرجل إلى هذا النمط من
الحياة.
إذا نظرنا إلى الموضوع من مكان الرجل سوف نجد الأمور مختلفة. على سبيل
المثال، لنأخذ أبسط الأمور وهو اهتمام المرأة بمنظرها وجمالها. قبل الزواج
يكون هذا الموضوع من أهم أولويات المرأة عندما يواعدها خطيبها أو زوج
المستقبل أو حتى لمجرد الخروج من المنزل دون موعد. وهذا الأمر يكون له وقع
جميل جداً عند الرجل. فالمرأة الجميلة الأنيقة، كل حركاتها وكلماتها خفيفة
بالنسبة للرجل. أما بعد الزواج فيتركز معظم الوقت المشترك للزوجين في
المنزل. المنزل حيث نادراً ما تعير المرأة اهتماماً لجمالها ومنظرها. فأبسط
الحركات التي كانت تشد الرجل في السابق تصبح عادية بل وفي بعض الحالات
منفرة.
الأمر لا ينطبق على المنظر والجمال فقط، بل يتعداه إلى كل أمور الحياة.
الزوجان يقعان في فخ الاهمال بعد الزواج من باب أن العلاقة داخل المنزل لا
يراها أحد. للأسف هذا صحيح إلا بالنسبة للزوجين الذين يتمتعان بهذا الحق
وهو رؤية هذا الجانب غير الانيق من حياتهما.
لا شك أن المسؤولية مشتركة في حث الزوجين لبعضهما على التصرف داخل
المنزل كما لو أن كان هناك حشد غفير من الناس ينظر إليهما. لكن عزيزتي هذه
المسألة أسهل بالنسبة لك، لأن الرجل بطبعه لا يكترث للأخرين كما تفعل
المرأة. وبإمكانك أن تحفزي شريك حياتك على التصرف مثلك لكن عليك أخذ
المبادرة.
إذا رغبت باحتساء فنجان قهوة مع شريك العمر، افعلي ذلك كما لوكنتما في
مكان عام. أعط التفاصيل حقها من الاهتمام. وحثي زوجك على القيام بالمثل.
الجهد مشترك لكنه بحاجة لبداية. لا أحد في موقع أفضل منك للقيام بهذه
المبادرة.