جنود إسرائيليون يأخذون وضعية الإطلاق على متظاهرين اخترقوا الحدود بالجولان (أ.ف.پ) آلاف الفلسطينيين لدى وصولهم إلى نقطة مارون الراس الحدودية مع إسرائيل (أ.پ) متظاهرون يحملون جريحا فلسطينيا أصيب برصاص اسرائيلي في بلدة مارون الراس اللبنانية (أ.پ) جنودد اسرائيليون يصوبون على متظاهرين اخترقوا الحدود واتجهوا إلى بلدة مجدل شمس في الجولان المحتل (أ.پ) أحد المصابين من المتظاهرين الذين اخترقوا الحدود في الجولان المحتل (أ.ف.پ) متظاهرون يسعفون فلسطينية أصيبت برصاص اسرائيلي على الحدود في مارون الراس (أ.پ) فلسطيني يحمل شابا جرح في المواجهات عند معبر قلندية (أ.ف.پ) متظاهر يرفع العلم الفلسطيني خلال المواجهات في مخيم شعفاط بالقدس (أ.پ) جريج فلسطيني بعد اصابته عند معبر اريتز (أ.پ) |
- عباس: دم الشهداء لن يذهب هدراً
عواصم ـ وكالات: لم تكن الذكرى الـ 63 للنكبة هذا العام كسابقاتها من السنوات، فبعد انصهار أعلام الفصائل والمنظمات جميعها في بوتقة العلم الفلسطيني الذي لم يرفع غيره أمس شهدت حدود إسرائيل مع سورية ولبنان وأراضي السلطة وغزة مواجهات غير مسبوقة بين قوات الاحتلال وفلسطينيين حاولوا جعلها ذكرى للعودة إلى الأرض المحتلة وأسفرت عن سقوط مئات الشهداء والجرحى. كما خرجت مظاهرات حاشدة في العريش المصرية وفي اسطنبول والأردن والجزائر للمشاركة في احياء الذكرى في وقت تعهد الرئيس الفلسطيني محمود عباس بأن دماء الشهداء الذين سقطوا امس «لن تذهب هدراً» فهي دماء سقطت «من أجل حرية شعبنا الفلسطيني وحقوقه». على ان الاختراق الأخطر كان في هضبة الجولان المحتلة حيث اخترق عشرات من اللاجئين الفلسطينيين في سورية الحدود الدولية مع إسرائيل فرد عليهم الجيش الإسرائيلي بإطلاق نار كثيف أوقع عشرات القتلى والجرحى. وكان هؤلاء ضمن مئات الفلسطينيين الذين نظموا مظاهرة في الأراضي السورية لإحياء ذكرى النكبة ثم تمكنوا من تخطي الشريط الحدودي. ويعتبر هذا الحادث الأخطر منذ عشرات السنين على هذه الحدود التي سادها الهدوء عموما منذ اتفاق وقف إطلاق النار بين إسرائيل وسورية سنة 1974، وأفاد بعض سكان مجدل شمس كبرى بلدات الجولان بان عددا من المتظاهرين الفلسطينيين استطاعوا اقتحام السياج الحدودي وعبور حقول الألغام والتسلل إلى البلدة. وأعلن احد هؤلاء الفلسطينيين للتلفزيون الإسرائيلي العام انه مقيم في مخيم اليرموك في سورية وان عائلته متحدرة من الجليل، وفي وقت لاحق قال مصدر عسكري إسرائيلي في اتصال مع «يونايتد برس» انترناشيونال إن اللاجئين الفلسطينيين الذين تخطوا الحدود ووصلوا إلى قرية مجدل شمس عادوا مساء إلى سورية بالتنسيق مع الصليب الأحمر الدولي، لكن المصدر العسكري ذاته رفض تأكيد أو نفي اعتقال عدد من اللاجئين. وأجرى الجيش الإسرائيلي مفاوضات مع وجهاء مجدل شمس بهدف إعادة اللاجئين الفلسطينيين إلى سورية، لكن عددا من اللاجئين الفلسطينيين الذين وصلوا إلى مجدل شمس قالوا لوسائل إعلام إسرائيلية إنهم لا يعتزمون البقاء في الجولان لكنهم أرادوا أن يؤكدوا على حقهم في العودة وقدرتهم على الوصول إلى «فلسطين» رغم كل الإجراءات العسكرية والأمنية الإسرائيلية. وقال أحد اللاجئين الفلسطينيين الذين وصلوا إلى مجدل شمس للإذاعة العامة الإسرائيلية إن الدعوة للمظاهرة تمت عبر الشبكة الاجتماعية على الانترنت «فيس بوك» وأنه مواطن ألماني حضر إلى سورية خصيصا للمشاركة في المظاهرة وتخطي الحدود إلى الجولان. وتجمع حشد كبير من سكان مجدل شمس والسوريون الذين تسللوا إليها في ساحة سلطان باشا الأطرش بالقرية بعد ظهر أمس فيما حاصر الجيش الإسرائيلي القرية التي أعلن عنها منطقة عسكرية مغلقة يحظر حتى على قوات الشرطة الإسرائيلية دخولها. وقال سكان في مجدل شمس للإذاعة العامة الإسرائيلية إنهم لا يريدون بقاء المتسللين السوريين وهم لاجئون فلسطينيون في القرية لكن في الوقت نفسه لن يسمحوا لقوات الجيش الإسرائيلي باقتحام القرية واعتقالهم. وأجرى رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو مداولات أمنية متتالية في أعقاب هذه التطورات واصدر توجيهات للجيش الإسرائيلي بضبط النفس وتهدئة الوضع إلى جانب الحفاظ على الحدود الإسرائيلية ومنع التسلل منها. وفيما سلمت إسرائيل سورية أمس 10 جثث لمن قتلوا بنيران الجيش ارتفع عدد المواطنين السوريين والفلسطينيين الذين أطلقت عليهم قوات الاحتلال الإسرائيلي في موقع عين التينة في الجولان السوري المحتل إلى 170 شخصا، وتم نقل بعض الحالات الحرجة بين المصابين الذين كانوا يحيون الذكرى الـ 63 لنكبة فلسطين الى مستشفيات العاصمة دمشق. على الطرف المقابل أعلن التلفزيون السوري عن مقتل أربعة مواطنين وإصابة عدد آخر برصاص قوات الاحتلال الإسرائيلي أثناء مشاركتهم في مهرجان خطابي أقيم اليوم في موقع «عين التينة» المطل على قرى وبلدات الجولان السوري المحتل بمناسبة الذكرى الـ 63 للنكبة. وقالت وكالة الأنباء السورية من جهتها ان أكثر من 60 شخصا أصيبوا جراء اعتداء قوات الاحتلال الإسرائيلي على المواطنين العرب الذين احيوا ذكرى النكبة في منطقتي «عين التينة» بمحافظة «القنيطرة» و«مجدل شمس» في الجولان السوري المحتل. اما في لبنان فقد اشتعلت الجبهة بعد ان زحف ألاف الفلسطينيين واللبنانيين إلى الحدود الجنوبية للمشاركة في «مسيرة العودة» ما أدى إلى سقوط 10 شهداء وإصابة 112 آخرين بعضهم في حالة خطرة في حصيلة نهائية لضحايا إطلاق جنود الاحتلال الإسرائيلي النار على المتظاهرين. جاءت هذه الحصيلة في بيان لقيادة الجيش اللبناني حول المسيرة اللبنانية ـ الفلسطينية التي نظمتها أحزاب وطنية لبنانية وفصائل فلسطينية باتجاه الحدود مع فلسطين المحتلة في منطقة بلدة مارون الراس. وأشار البيان إلى أنه رغم التدابير المشددة التي اتخذتها وحدات الجيش اللبناني في منطقة مارون الراس لمواكبة تجمع المحتشدين بمناسبة يوم النكبة، إلا أن قوات العدو الإسرائيلي أقدمت على إطلاق النار باتجاه التجمع. وذكر البيان أن قيادة الجيش وضعت القوى العسكرية بحالة استنفار قصوى وقامت بالتنسيق اللازم مع القوات الدولية لمنع تمادي العدو باستهداف الجموع وانتهاكه السيادة اللبنانية. بدوره أبدى الممثل الشخصي للأمين العام للأمم المتحدة في لبنان مايكل وليامز قلقه إزاء الأحداث التي وقعت اليوم في منطقة الخط الأزرق الفاصل بين لبنان وإسرائيل. وأعرب وليامز في بيان له عن أسفه لسقوط خسائر في الأرواح، معتبرا أن الأحداث تطورت بشكل أصبحت فيه من أكثر الحوادث جدية منذ عام 2006، ودعا جميع الأطراف إلى ممارسة أقصى درجات ضبط النفس والى الاحترام الكامل للقرار الدولي رقم 1701. وأثنى على جهود الجيش اللبناني وقوات اليونيفيل لاحتواء الموقف، داعيا إلى استمرار التعاون والتنسيق بين مختلف الجهات، كما أبدى وليامز قلقه إزاء تطور الأحداث على طول الحدود اللبنانية ـ السورية والأحداث الأخرى الجارية في المنطقة. وفي غزة، قتل فلسطيني وأصيب عشرات آخرون بنيران الجيش الإسرائيلي في مواجهات مع فلسطينيين احيوا الذكرى قرب معبر بيت حانون (ايريز) في شمال القطاع، وأعلن ادهم أبو سلمية الناطق باسم اللجنة العليا للإسعاف والطوارئ عن وقوع «شهيد وإصابة 90 بجروح جراء الاستهداف الصهيوني لمسيرات العودة». وأشار إلى ان مصورا صحافيا يعمل في وكالة محلية أصيب بجروح متوسطة، وأشار إلى ان الجرحى نقلوا الى مستشفيات محلية في مدينة غزة وشمال القطاع. وفي جنوب قطاع غزة أصيب شاب بنيران الجيش الإسرائيلي الذي أطلق الرصاص على تظاهرة أخرى على الحدود الشرقية من مدينة خان يونس وفقا للمصدر نفسه. وذكر عناصر الآمن في الحكومة المقالة ان مواجهات دارت بين مئات الشبان والصبية والجيش الإسرائيلي على هامش المسيرة السلمية التي نظمتها اللجنة الوطنية العليا لإحياء ذكر النكبة. ورشق الشبان والصبية الجنود الإسرائيليين بالحجارة حيث رد الجيش بإطلاق عدد من قذائف الدبابات والرصاص الحي تجاه المتظاهرين. وتجمع أكثر من ألف فلسطيني غالبيتهم من الشباب والصبية على طريق صلاح الدين الرئيس قرب معبر ايريز، حيث اقترب المئات منهم من الجدار الأسمنتي والأسلاك الشائكة الفاصلة بين إسرائيل شمال القطاع، وقام شبان بالتوجه إلى نقطة ايريز سالكين طرقا وعرة عبر المناطق الزراعية المحيطة بالحاجز الأمني لعناصر حماس. وشارك عشرات من المتضامنين الأجانب خصوصا الايطاليين في هذه التظاهرة، وتمكن عشرات الشبان من الوصول إلى البوابة الإسرائيلية لمعبر ايريز وحاولوا تحطيمها وسط إطلاق الجيش الإسرائيلي النار بكثافة تجاههم، ورفعت نساء أعلاما فلسطينية وهن يمشين على الطريق العام. وشارك ألاف الفلسطينيين يتقدمهم قادة من حركتي حماس وفتح في التظاهرة التي انطلقت من منطقة «عزبة بيت حانون» باتجاه الحاجز الفلسطيني للمعبر قبل ان يقوم المئات باختراق هذا الحاجز نحو معبر ايريز. سورية تدين بشدة الممارسات الإسرائيلية دمشق ـ هدى العبود أدانت سورية بشدة الممارسات الاسرائيلية الاجرامية ضد ابناء الشعب العربي في الجولان وفلسطين وجنوب لبنان وطالبت المجتمع الدولي بتحميل إسرائيل كامل المسؤولية. وقال مصدر مسؤول في وزارة الخارجية والمغتربين السورية «في ذكرى النكبة نستعيد المعاني والعبر التي تقدمها الامة العربية في صنع حاضرها ومستقبلها، وان سورية التي وقفت دائما الى جانب الحق العربي الفلسطيني ودعمت صموده ومقاومته من اجل استعادة حقوقه المشروعة وتحرير ارضه المغتصبة، تحيي شهداء الامة العربية جميعا الذين ضحوا وعلى مدى عقود بأرواحهم الطاهرة في سبيل نصرة القضية الفلسطينية». واضاف المصدر ان الحراك الشعبي الفلسطيني هذا ناجم عن استمرار تنكر اسرائيل لقرارات الشرعية الدولية ومواصلة اغتصابها للارض والحقوق وتهربها من استحقاق السلام العادل والشامل. وتابع المصدر: سورية اذ تدين بشدة الممارسات الإسرائيلية الإجرامية التي قامت بها ضد ابناء شعبنا في الجولان وفلسطين وجنوب لبنان والتي راح ضحيتها عدد من الشهداء والجرحى فإنها تطالب المجتمع الدولي بتحميل اسرائيل كامل المسؤولية عما قامت به من ممارسات. وكانت قوات الاحتلال الإسرائيلي فتحت النار على سوريين في منطقة عين التينة المطلة على قرى الجولان شاركوا في احياء الذكرى الـ 63 لنكبة الشعب الفلسطيني. واعلن مدير مشفى الشهيد ممدوح اباظة في القنيطرة علي كنعان ان شهيدين وصلا الى المشفى وقد فارقا الحياة نتيجة اصابتهم بالرصاص الحي وجرح 32 آخرون برصاص الاحتلال جروحهم بين الشديدة والمتوسطة خمسة منهم في حالة خطرة. وذلك بعد تعرضهم لإطلاق النار في عين التينة.
نتنياهو يأسف لتحويل يوم «حرية إسرائيل» إلى يوم نكبة وحداد عواصم ـ يو.بي.آي: اعتبر رئيس الوزراء الاسرائيلي بنيامين نتنياهو ان المظاهرات التي جرت امس لاحياء الذكري الـ 63 لنكبة فلسطين كانت ضد وجود اسرائيل. وقــال نتــنـياهو في كـلـمة مـقتضبة انه من المهم القول ان هذه الاحداث تــجري في يوم تأسيس اسرائيل ووفقا لما يصـــرح به قادة هذه المظاهرات فإن نضــالهم لـــيس على حدود العام 1967 انما على مجرد وجود اسرائيل، وهو ما يسمونه «نكبة ينبغي تصحيحها». واشار نتنياهو الى انه اصدر توجيهات للجيش الاسرائيلي بالعمل من خلال ضبط النفس، لكن مع وقف اختراق حدودنا والعمل على اعادة الهدوء بسرعة، ونحن مصرون على حماية حدودنا وسيادتنا. واعرب نتنياهو عن خيبة امله ازاء احياء الشعب الفلسطيني في الاراضي المحتلة عام 1948 وهم ما يعرفون بـ «عرب اسرائيل» ذكرى النكبة وتضامنهم مع اخوانهم في الداخل والشتات رغم ما يحظون به من امتيازات في اسرائيل (على حد زعمه). ونقلت اذاعة صوت اسرائيل عن نتنياهو قوله ـ خلال جلسة الحكومة الاسرائيلية الاسبوعية امس ـ «نأسف على تحويل اليوم الذي جاءت فيه الديموقراطية والحرية الاسرائيلية الى المنطقة الى يوم نكبة وحداد». واضاف: هنا في اسرائيل توجد مساواة بين جميع افراد الشعب، ويتم توفير حقوق كاملة يتمتع بها المواطنون العرب، فمثلا هم الوحيدون في المنطقة الذين يتمتعون بحقوق وديموقراطية، وان حكومة اسرائيل تبذل ما بوسعها لدعم الوسط العربي اقتصاديا الى جانب دعم البدو في النقب.
|