كلفت بمامورية بالجنوب من لبنان بعد انتهاء الحرب الاسرائليه اللبنانية هناك وكنت اعمل مع قوات اليو ان وايضا تامين مواقع اصلاح شبكات ومحطات الكهرباء المدمرة باله الحرب وقرب المعسكر كانت توجد امراة عجوز تقترب من ال70 عام تبيع بقالة وحلوى بكشك بسيط بالشارع لا يوجد به اى شئ سوى مصلى وبعض الاكل لها والماء اما ادواتها كلها فهى تربيزة كبيرة توضع عليها بعض اصناف الاكل والبسكويت والحلوى والسجائر وكنت اراها تجلس تارة شريدة وتارة تنظر الى بغرابة وعندما همت على الانصراف والعودة للمنزل اول يوم انا فيه هناك ذهبت اليها كى اساعدها فى رفع ادواتها لداخل الكشك ولكنها رفضت وفرشت غطاء كبيرا وقالت لى هي مسؤليتك الامن يا عمرو يا بنى ومفيش ابن بيسرق امه فابتسمت لها برضا عما قالت واستندت بيدها على كتفى لتهم بالانصراف واوصلتها لباب البيت فقالت ادخل فقلت لها اشكرك امى فضحكت وقالت ادخل ساعدنى يا ببنى فقلت لها تحت امرك ودخلت فوجدت شابة بالعشرين من ععمرها ترتب لها المكان والاكل فقولت لها تامرينى امى بشئ فقالت نعم هاتى الماء يا سندس وطلبت منى ان اساعدها لتتوضاء فساعدتها وطلبت منى الوضوء لنصلى فاجبتها وصلينا معا واستاذنتها بالانصراف فبكت واخرجت لى صورة ابنها من تحت الوسادة وكانه انا بالفعل شبهى تماما او انا شبه ولكن الشبه مطابق كثيرا لدرجه انها اجلستنى بجوارها واكلنا سويا وحكت لى كل شى وكيف استشهد بالحرب ولم تراه ولكنها متاكده انه موجود واننا سوف نجده يوما ما وهنا اشفقت عليها وانصرفت بعدما اقنعتها بانى سوف انهى عملى واعود لفراشى امامها وتركت لى الباب مفتوحا طوال الليل وعينت له جندى يراقبه كى لا تحس عندما اغلقه وتوطدت علاقتى بها حتى تعودت ان اناديها بامى وتنادينى بعلى وهو اسم ابنها فاندهشت لذلك وهنا همست لى الفتاة وقالت انها صارت منذ يومين تهذى وتقول اهو على جه هنا وانتم ما صدقتونى لما قولتلكم راح يجى وانه ما مات فاحترت ولكن الفتاة وهى مثقفه وتعمل بالصحافه طلبت منى ان اتصرف عادى مثل كل يوم ااوضئها واصلى معها وناكل طعام العشاء سويا وتترك لى الباب مفتوحا كى اعود من عملى وانام بالتخت المقابل لتختها
حتى كدت انسى اسمى الحقيقى واتذكر ببانى على ابنها من كثرة ما كانت تعاملنى ببساطة ترسلنى كى اشترى لها احتياجتها من السوق واذهب معها للمسجد واعمل كل ما تطلبه كما كانت تطلب من ابنها وبعد 20 يوما من الاحداث المتفرقة التى احيانا ما كانت تتسبب فى زرف الدموع على هذه العجوز المسكين وما فعلت بها اله الحرب المجنونة وخصوصا عندما تنصحنى بالا اذهب اليوم الى منطقة الالغام خوفا من الا اعود وتفقدنى مرة اخرى فكانت تقتلنى كل يوم بخنجر شكل حتى اركع امامها واقبل يدها واقول لها كل هؤلاء اولادك يا امى وفى اليوم ال21 وصل الامر بالرحيل ووصلت الطائرة الحربية لدينا وكان ذلك اثناء ادائها صلاة العصر على الكرسى وبعدما افرغت من صلاة كنت قد ارسلت للفتاة كى تقوم بدورى فى توصيلها للمنزل اخر اليوم فسالتنى الام وانت لوين رايح فقلت لها انتهت ماموريتى امى ولابد ان اذهب وفوجئت بها تصرخ وتقول لى لا لن اتركك ترحل ثانية كفاية تعذيب فيه انا امك انا عجوز وتعبت حرام عليك وهنا ادركت الصدمة ومرضهاا فاخذتها للبيت وهمت الفتاة باعطاؤها ابرة مسكن ونامت وعندما وصلت للقاهرة اتصلت على الفتاة ولم ترد اول مرة وردت بعدها لتسمعنى العويل والصراخ من العجوزحتى انها بعد اسبوع اعلمتنى بانها فقدت النطق وترفض الاكل وتابعتها حتى توفيت منذ عام ونصف تقريبا وقتها طلبت الرحمة لام فقدت ولديها الاثنين معا
الاول استشهد بالحرب ولم ترا حتى جسمانه الذى هتكته اله الحرب اللعينة
والثانى الذى ظهر لها فجاة واختفى فجاة اللهم ارحمك يا امى والحقك بعلى الشهيد والحقنى بكماا على خير