تحرش كويتي ...أكثر من طرف يحاول إلصاق تسمية « شاعر صدام » برئيس الديوان الملكي الأردنيتحرش كويتي ...أكثر من طرف يحاول إلصاق تسمية « شاعر صدام » برئيس الديوان الملكي الأردني 2011-05-06 20:16:00
تعديل حجم الخط:
سرايا- كتبت صحيفة القدس العربي تقريرا هاما حول ما أثارته أسبوعية المجد ونقلته سرايا فيما يتعلق بوجود فيتو كويتي خليجي على تعيين الدكتور خالد الكركي رئيسا للديوان الملكي إذ كان التقرير قد ربط الدعم المالي للأردن بإزاحة الرجل عن مكانه وهو الأمر الذي أثار ردود فعل هائلة من قراء سرايا الذين اعتبروا هذا الشرط تدخلا سافرا في الشؤون الأردنية.
في ذات السياق كتبت القدس العربي التقرير التالي الذي جاء فيه:
يهدف إلصاق تسمية "شاعر صدام" برئيس الديوان الملكي الأردني الدكتور خالد الكركي بوضوح إلى تقليص فرص بقاء الرجل المثقف بوظيفته العليا في سلوك يروق بكل الأحوال لبعض المسؤولين المحليين الذين وجد بعضهم في تسريبات صحافة المواقع الإلكترونية الكويتية فرصة قد تكون نادرة لتصفية حسابات شخصية أو سياسية مع شخصية إشكالية بحجم الكركي.
وطوال اليومين الماضيين انشغلت أوساط وصالونات وصحافة عمان بتساؤلات حول المصدر الذي خرجت منه تسريبات تتحدث عن تقديم الرجل لاستقالته من موقعه الذي شغله قبل أسابيع فقط وهو أمر نفته المصادر الرسمية في الديوان الملكي لكن بعض التقارير ومعها بعض الشخصيات مصرة على أن شخصيا جديدا سيجلس قريبا في كرسي رئاسة ديوان الملك الأردني ليس لسبب لجوهري ولكن فقط لان جهة ما في الكويت ترفض التعاون مع عمان ما دام الكركي في موقعه أو تفضل إزاحته إن استطاعت.
ومن الواضح أن خلافة الكركي أو تغيير موقعه مسألة طفت على سطح الأحداث مباشرة بعدما لاحظ الجميع بأن الرجل وخلافا لكل البروتوكولات المعتادة لم يرافق الملك عبدلله الثاني في زيارته الأخيرة للكويت، الأمر الذي شكل علامة استفهام وسؤال في عمان طوال اليومين الماضيين خصوصا وان الكويت ومعها بعض دول الخليج لا تخفي {عدم ترحيبها} بزيارات رسمية لشخص من طراز الكركي.
وعلى هذا الأساس يمكن اعتبار التقارير التي ولدت فجأة لتذكر الجميع بأن الكركي يحمل كويتيا لقب "شاعر صدام حسين" وأنه صاحب الخطاب التضامني الشهير مع صدام والمسمى بخطاب {الظما والملح} ليست أكثر من محاولة لترويج رواية بسيطة تقول بان الكويت تعلق مساعداتها للأردن بمسألة من هذا النوع وهو خيار يروق في الواقع لعدة أطراف بعضها داخل أروقة القرار الأردنية وتتهم الكركي بالعمل ضدها داخل المؤسسة.
وطوال الأسابيع الثلاثة الماضية كان الكركي في حالة تجاذب مرصودة مع بعض كبار المسؤولين الأردنيين وهؤلاء من الطبيعي القول بأنه يروق لهم اتهامه بتعطيل آفاق العلاقة الأردنية مع بعض دول الخليج مثل الكويت بسبب صفحته الثقافية والسياسية التي تقول بأنه من أهم رموز التضامن الأردنيين مع عراق صدام حسين.
واليوم ترشح بعض التسريبات مدير الأمن العام حسين المجالي لخلافة الكركي لكن الأخير يتعرض بوضوح لحملة تسريبات واضحة تربطه بالمساعدات الكويتية المعطلة أو المؤجلة في تقدير قد لا يكون دقيقا على الإطلاق وقد يكون كذلك بالنسبة لخبراء المشهد الكويتي الذين يقولون بان شخصيات في الحكم الكويتي قد تذهب فعلا باتجاه تعطيل التعاون مع الأردن ما دام الكركي رئيسا للديوان الملكي.
وفي الواقع لم يكن الكركي يوما شاعرا لصدام حسين لكن التحرش الكويتي أحاط به منذ كتب خطابا شهيرا ألقاه الملك الراحل حسين بن طلال خلال حرب الخليج الأولى أطلق فيه إسم {بلاد الظما والملح} على منظومة دول الخليج.
وخلال كل سنوات التقارب مع دول الخليج والكويت بقي الكركي بعيدا عن مواقع الصف الأول قبل عودته العام الماضي نائبا لرئيس الوزراء ثم رئيسا للديوان الملكي وهو أمر يلفت بطبيعة الحال نظر الدوائر التي اعتادت تعطيل أي مصالح للأردن داخل إمارة الكويت النفطية حتى غاب الرجل عن الزيارة الملكية الأخيرة لتنهشه الشائعات في بلاده وفي المنطقة وليتحدث كثيرون عن استقالته لان الكويت طلبت ذلك.
ولم يعرف بعد ما إذا كان الكركي سيترجل من موقعه الوظيفي الرفيع قريبا لكنها ستكون سابقة لو حصلت على أساس أن الممانعة الكويتية هي فعلا السبب وليس أسبابا أخرى محلية أو وطنية أو حتى بيروقراطية لكن بوصلة تسريبات الصحافة المحلية تؤشر بالعادة إلى أن من تطالبه توقعات وترشيحات بمغادرة وظيفته العليا يغادر بكل الأحوال ولو بعد حين.