التيار الجهادي..هل يسيطر على المملكة الأردنية ؟

ابو عزيز الجالودي

رغم
أن الأردن لم يسلم من موجة المظاهرات والاحتجاجات الشعبية التي طالت المنطقة
العربية مؤخراً، إلا أن الوضع في عمان كان ملفتاً للانتباه بشكل كبير، فرغم أن
المظاهرات التي عمت البلاد كانت تنادي بنفس الحقوق السياسية والاقتصادية التي طالبت
بها الشعوب العربية الاخري، بيد أن ظهور القوى الراديكالية والأصولية واستغلالها
للموقف كان مثيراً للانتباه والتخوف
أيضاً.

ففي خضم المظاهرات والاحتجاجات التي قامت وتقوم بها القوى
السياسية والمدنية والمجتمعية في البلاد وتنادي بإصلاحات سياسية ودستورية تتراوح
بين المطالبة بتغيير قانون الانتخاب وقانون الأحزاب والاجتماعات العامة، والمطالبة
بملكية دستورية، تصاعد حضور التيار السلفي الجهادي على الساحة بشكل لافت، حيث أقام
التيار عدة مسيرات ووقفات واعتصامات احتجاجية له أمام بعض المؤسسات والجهات
السيادية في الأردن، للمطالبة بالإفراج عن معتقليهم في السجون الأردنية والعربية
وتحكيم القرآن.

الخطير في الأمر هنا أن هذا التيار وبعكس مظاهرات الشعوب
العربية الأخري أعلن عن نفسه علنية وكانت له مطالبه الخاصة، بل واتسمت بعض تلك
المطالب بالتبجح في مواجهة مؤسسات الدولة، حيث لم تقتصر فقط على المطالبة بالإفراج
عن معتقليه لدي الجهات الأمنية الأردنية والعربية، بل تعدت تلك المطالبات بتهديد
السلطات الأردنية على الملأ إذا لم تفرج عن معتلقي التيار الجهادي، وإذا لم تطبق
الأردن ما وصفوه بتحكيم شرع الله والقرآن، كما رفضوا الدساتير والقوانين الوضعية،
في إشارة خطيرة حول ما وصلت إليه الأوضاع في المملكة الأردنية
الهاشمية.

ويثير إعادة ظهور التيار الجهادي بهذا الشكل وفي هذا
التوقيت الكثير من التساؤلات والمخاوف، ويقول البعض أن هذا التيار جاء في هذا
التوقيت بالذات، مندساً من قبل جهات سيادية أردنية للتشويش على المظاهرات الشعبية
التي تنادي بحقوقها السياسية والاقتصادية، بيد أن قادة التيار أنفسهم تحدثوا عن
"تهديدات" وصلتهم من جهاز المخابرات الأردني لوقف تحركاتهم التي يشارك فيها المئات،
ويرى مراقبون أن التيار التقط موجة الثورات العربية بذكاء للإعلان عن نفسه في
الشارع ضد "الظلم" الذي يقول قادة التيار إنهم تعرضوا له من النظام الأردني، كما
جاء على لسان سعد الحنيطي الذي يعد أحد رموز
التيار.

ومنذ مطلع شهر مارس/ آذار الحالي نفذ التيار اعتصامات أمام
رئاسة الحكومة والديوان الملكي وفي معان جنوب المملكة، ومسيرة وسط عمان، إلا أن
اعتصام أعضاءه الأخير كان خطيراً للغاية، فقد تناول قضايا سياسية داخلية وخارجية
تتعلق بالموقف من النظام، والتهديد برفع سقف المطالب، وصولا إلى الهجوم على السلفية
التقليدية وتأييدها للأنظمة الحاكمة.

كما ارتفعت نبرة خطاباتهم بشكل غير مسبوق، إذ طالب الدكتور
محمد البلوي، شقيق همام البلوي الذي فجر نفسه في قاعدة خوست للمخابرات الأميركية
نهاية 2009 بأفغانستان، طالب الحكومة الاردنية بـ «إطلاق سراح الأسرى، وإلا ستفتحون
على انفسكم باباً لن يُغلق ابداً، وسنجعل من البلوي (في إشارة الى شقيقه) بوعزيزي
الأردن». وهدد بنشر صور ضباط المخابرات، وتوعد قائلاً «سنحاسبهم ونراقبهم فرداً
فرداً».

اردنيات يعتصمن امام مجلس النواب

وطالب
عبد شحادة الطحاوي، وهو احد زعماء التيار وسجين سابق، بـ «تبييض السجون»، منتقداً
بعض الحركات الاسلامية التي ادعت تنازل السلفية الجهادية عن ثوابتها، وقال:
«ثوابتنا أن كلمة الله هي العليا، والدين لله، ورفْض الدساتير والقوانين الوضعية»،
واعتبر أن قضيته الاولى فلسطين، وان التيار السلفي الجهادي «مع تقديم العون
والمساعدة لكل مسلم مظلوم في اي مكان بالعالم».

وهاجم خطباء التيار الولايات المتحدة واسرائيل، وحيَّوْا
«الثوار في ليبيا»، وطالبوا «المجاهدين في مصر وتونس وليبيا واليمن بتحكيم شرع الله
والقرآن».

وكان مُنظر التيار السلفي الجهادي العالمي عصام البرقاوي
الملقب بأبو محمد المقدسي والمحبوس حالياً قد نفى امام محكمة امن الدولة الاردنية
انه تكفيريا موضحا ان له اصدقاء من كافة التيارات الفكرية وحتى البعثية، وقال " كنت
دائما احذر الشباب من تفجير الكنائس والاعتداء على السياح" متهما اجهزة الامن
الأردنية بتعذيبه وممارسة العنف النفسي
بحقه.

ويحاكم المقدسي وثلاثة اشخاص اخرون احدهم فار من وجه
السلطات الأردنية بتهم تجنيد عناصر للإلتحاق بتنظيمات إرهابية وجمع اموال لصالح
حركة طالبان الافغانية وممارسة اعمال من شأنها تعكير صلات الأردن بدولة اجنبية.
ويعتبر المقدسي واحدا من اهم منظري تيار السلفية الجهادية في العالم ويعرف بأنه
الاب الروحي لابو مصعب الزرقاوي الزعيم السابق لتنظيم القاعدة في العراق الذي قتل
عام 2006.

يأتي ذلك في الوقت الذي أوقفت فيه أجهزة الأمن الأردنية
ثلاثة أشخاص ممن يعتنقون الفكر "السلفي الجهادي" لمحاولتهم الالتحاق بالمقاتلين في
افغانستان والعراق. وضبطت الأجهزة الأمنية الموقوفين وهم يجرون محادثات الكترونية
فيما بينهم. بحسب ما أورده المصدر الأمني لموقع "قدس برس".

ويرى الباحث في شؤون التيار السلفي الجهادي حسن أبو هنية أن
التيار السلفي الجهادي يلتقط اللحظة التاريخية الحالية للخروج من حالة الضربات
والملاحقات الأمنية التي تلاحقه منذ العام 1990. وقال أبو هنية إن الأردن ما زال
يتعامل مع هذا التيار وفق منظور أمني بحت، ولم يتحول ملف معتقليهم إلى ملف سياسي
"رغم أنه أكثر تيار له سجناء رأي حيث يحاكم رموزه بناء على
آرائهم".

ويفسر أبو هنية
في حوار مع الجزيرة نت خروج التيار بهذا الزخم للشارع في هذه اللحظة بشعور
قادته بضعف الدولة، وعدم قدرتها على اعتقالهم وتوجيه الضربات لهم في ظل جو
الاحتقان، والدعوات للإصلاح التي تجتاح البلاد. وأشار أيضا إلى أن "انهيار منظومات
الأمن في مصر وتونس وغيرها من الدول تغري هذا التيار للإعلان عما يعدونه ظلما لحق
بهم جراء الملاحقات الأمنية في الأردن"، وحذر من تجاهل السلطات لرسائل قادة التيار،
وقال "أعتقد أنهم سينفذون تصعيدهم إذا لم تتم الاستجابة
لمطالبهم".

المثير في الأمر أن تصاعد ظهور التيار الجهادي في الأردن
تزامن مع رفض القوى والحركات الإسلامية الرسمية الأردنية الحوار مع الحكومة حول
الإصلاح، وكأن التيار الجهادي جاء بديلاً عن التيارات الإسلامية الشرعية في البلاد،
بعدما قررت الحركة الإسلامية وشخصيات معارضة الانسحاب من الحوار الوطني الذي شكلته
الحكومة الأردنية. وقال الأمين العام لجبهة العمل الإسلامي –الذراع السياسي للإخوان
المسلمين- حمزة منصور إن المكتبين التنفيذيين للجماعة والحزب قررا عدم المشاركة في
اللجنة وسحب ثلاثة قياديين إسلاميين انتدبوا
لعضويتها.

جاء القرار بعد دعوة الحكومة 52 شخصية للانخراط في لجنة للحوار
برئاسة طاهر المصري رئيس مجلس الأعيان، دعاها الملك عبد الله الثاني لإنجاز قانونيْ
الانتخاب والأحزاب خلال ثلاثة أشهر. وأرجع الإسلاميون عدم مشاركتهم في الحوار
الوطني لأنه "لا يلبي طموحات الشعب الأردني في الإصلاح الجذري" بحسب قول الأمين
العام لجبهة العمل الإسلامي.

وقال رئيس الدائرة السياسية في حزب «جبهة العمل الإسلامي»،
الذراع السياسية لـ «الإخوان المسلمين» زكي بني أرشيد في اتصال هاتفي مع وكالة
«فرانس برس»، إن «هذه اللجنة ليست اللجنة الأولى في الأردن، وسبقتها الأجندة
الوطنية، ولم تؤد الى أي تغيير حقيقي، وهذا ما يرجح أن الهدف من هذه اللجان هو
إضاعة الوقت والالتفاف على مطالب الشعب الأردني بالوصول إلى إصلاح سياسي حقيقي».

ويظهر أن لجنة الحوار تواجه عقبات قبل انطلاق جلساتها، حيث
أعلنت أحزاب معارضة أخرى (الشيوعي والبعث الاشتراكي والبعث التقدمي وحشد والحركة
القومية) اعتراضها على عدم تمثيلها.

وتبدو الحكومة الأردنية في عدم دعواتها لممثلي كل أحزاب
المعارضة وكأنها غير مقتنعة بجدوى الحوار الذي تنادي به، كما يشير ذلك إلى ضعف
المعارضة الأردنية التي تبدو وكأنها تتلقى إملاءات وشروط من قبل الحكومة الأردنية،
رغم أنه من المفترض أن يحدث العكس، فعدم وجود ضغط حقيقي من قبل المعارضة "الخجولة
في مطالبها" إضافة للانقسامات في المجتمع الإقليمية والعشائرية حول الدعوات للإصلاح
والتحريض ضدها، هي خطوة تشجع الحكومة على عدم السير قدما بالإصلاح
الحقيقي.

ورغم
ضعف المعارضة وانقساماتها، إلا أن المؤكد أن أسلوب المماطلة التي تتبعه الحكومة
الأردنية له عواقب شديدة بمرور الوقت، فمن شأن ذلك أن يرفع من سقف المطالب الشعبية
في المملكة، وهو ما يحذر منه الكاتب والباحث في مركز الدراسات الإستراتيجية
بالجامعة الأردنية الدكتور محمد أبو رمان، الذي يشير إلى أن سقف المطالب الإصلاحية
يرتفع يوما بعد يوم، مشيرا إلى أنه لم يعد مقتصرا على فئة دون أخرى، متهما الموقف
الرسمي من هذه الدعوات بالمتضارب.

حيث تبدو الرسائل الرسمية ليست موحدة، فهناك من يتحدث عن إصلاح
يصل لتعديلات دستورية وانتخابات وحكومة برلمانية خلال عام ونصف العام، مقابل جهات
رسمية أخرى تفضل احتواء المطالب الإصلاحية دون أي تغيير جوهري. ويرى أبو رمان أن
على المعارضة أن تحدد رؤيتها للإصلاح في مطالب محددة وغير مشتتة، مقابل دعوته
الحكومة لوضع خارطة طريق وجدول زمني لإصلاحاتها الموعودة خوفا من تفاقم
الأمور.

ويذهب للتحذير من أن الغضب الشعبي قد يرتفع بسبب حجم الأزمة
الاقتصادية والتحاق فئات أكبر من الشعب بحراك الشارع، مما يعني وصول المطالب إلى
سقف أعلى من شعار "الشعب يريد إصلاح النظام".

الكاتب الأميركي ديفد إغناتيوس يرى في مقال نشرته الواشنطن
بوست إن الملك الأردني عبد الله الثاني يواجه تحديات جمة وإنه يجب عليه التوفيق
سريعا بين من وصفهم بالحرس القديم وبين الإصلاحيين الجدد في الأردن، إذا كان يريد
الاستقرار لمملكته. ويضيف الكاتب أنه عبد الله الثاني نفسه ربما يرى في ظل الثورات
الشعبية العربية الملتهبة، أن من الخطر بمكان الإبقاء على ما يشبه الحالة العالقة
في الأردن، موضحا أن الملك تحدث عن المضي بالأردن نحو ملكية دستورية في غضون ثلاث
سنوات، على أمل انبثاق بعض الأحزاب الحقيقية التي يمكنها التنافس، وبالتالي يكون
لدى البلاد رئيس وزراء منتخب بدلا من أن يتم تعيينه من جانب
القصر.

ويرى إغناتيوس أن الملك عبد الله والملكة رانيا يعتبران
نموذجين غربيين من القادة العرب ويلقيان رضا الغرب، حيث إنهما شابان ذكيان وجذابان
ويتحدثان الإنجليزية بطلاقة، ويعملان على جذب الاستثمارات الغربية إلى الأردن
المحدود الموارد.

بيد أن تلك الميزات تواجه في الداخل بانتقادات شديدة، حيث يرى
كثير من الأردنيين أن الملك وقرينته غربيان فوق العادة بشكل كبير، ويوضح الكاتب أنه
كلما اكتسبا رواجا ونجاحا لدى الغرب، قلل ذلك من انسجامهما مع الشعب الأردني على
المستوى المحلي.

واختتم الكاتب بالقول إن للأردن مشاكله، وإن الملك يمكنه
اتباع سياسات والده الراحل الملك حسين، بحيث يتمكن من إيجاد الحلول المناسبة
للمشاكل قبل تفاقمها، وإنه يحتاج إلى الموازنة بين الحرس القديم والمصلحين الجدد،
وهنا تكمن الخطورة وصعوبة اتخاذ القرار.

بيد أن الوضع في الأردن لا يحتمل التأخير، وإلا كانت
العقبات والخسائر فادحة، على الملك وشعبه، وربما بدأت تبعات هذا التأخير تظهر
بوادرها بالفعل، فإعادة ظهور التيار الأصولي بهذا الشكل وبهذه اللغة الفجة والصادمة
يشير إلى أن خللا كبيرا أصاب مؤسسات الدولة في مواجهة مثل هذه التيارات، لذا يجب
على الحكومة الأردنية الإسراع في الإصلاح الحقيقي، وإلا أصبحت المملكة وكراً
للراديكالية والتطرف، وخرجت الأمور عن السيطرة
تماماً.

هذه لاهو منا ولا بنعرفة

ومعروف شو هوه هل البني أدم هذه

ومعرف بحارتة وبعشيرتة ومنطقته

يارجل هذه شو دخله بهيك شغلات والله مابعرف الخمسة من الطمسة

أبن سوف أتحرى بكل ما اوتيت من قوة ومعارف عنه

يا عالم يا ناس لاتوخذونا هذه مهو منا

وسيبقى الاردن شامخا تحت مظلة الهاشمين وتحت راية المخابرات العامة الاردنية

والاردن حر بشعبه ومليكه غصب عن السلفين والتكفريين وجماعة اخوان الي مو مسلمين

لعنت الله ع العاطل بس

والله شي بصدم

ههههههههههههههههههههههههههههههه

طول بالك مسافر

مشكور جالووووووووووووودي

شيء بيقهر

يعني هذه بخرب كل الي بنبني فيه

» المملكة الأردنية الهاشمية
» شعار المملكة الأردنية الهاشمية
» ميريام فارس في المملكة الأردنية الهاشمية
» قصيدة بمناسبة عيد أستقلال المملكة الأردنية الهاشمية
» أجواء غير اعتيادية تصاحب موجة الحر في المملكة الأردنية الهاشمية