هل هو التقول على جلالة الملك فقط؟ أم خروج وسفر السجين خالد شاهين بحجة العلاج في الخارج؟إذا لدينا رواية من فصلين وغضب ملكي غير مسبوق..وأصل الحكاية أن:
السجين خالد شاهين، المحكوم عليه مع آخرين، بالسجن لمدة 3 سنوات على خلفية
قضية فساد متعلقة بعطاء توسيع المصفاة، استطاع أن يولف عملية خداع كبيرة،
حصل من خلالها على إذن بالخروج الى أمريكا للعلاج، من أمراض متعلقة بالسمنة
المفرطة، وهي السمنة التي لم تداهمه في السجن، أعني أنه يعاني من الأمراض
المزعومة قبل دخوله السجن، ولم يتنبه لعلاجها إلا في ظروف خاصة، استدعت منه
أن يفعل فعلته، خداعا وتزويرا حتى لا نقول بتواطؤ من آخرين، لنعلم أخيرا
أن السجين موجود في لندن، بل في فنادقها، وليس في مراكز عناية طبية حثيثة
في أمريكا !!
وقبل خروج السجين بليلة أو أكثر، صرح لصديق مشترك،صحفي؛ بأنه يعاني من كل
تلك الأمراض، وأنه ربما لن يصل الى أمريكا حيا بسبب اشتداد وطأة المرض كما
زعم، وأطلق أيضا قبل خروجه إشاعة خبيثة، حين قال لمقربين ( أنه حصل على عفو
ملكي خاص)، وهي الكذبة والجريمة الأكبر التي بدأت تخرج متزامنة مع حديث
الإعلام وتساؤلاته، بشأن خطورة وحرج الحالة الصحية التي يعاني منها خالد
شاهين، ومدى صحة ومنطقية عدم وجود علاج لهذه الحالة في الأردن، وكذلك،سبب
اختيار أمريكا بالذات، البلد الذي لم يوقع مع الأردن معاهدة تبادل مطلوبين
أو مساجين أو معتقلين.
أخبرني معالي أمجد العضايلة مستشار جلالة الملك لشؤون الاعلام معلومة مهمة،
عندما علق على زعم السجين خالد شاهين بخصوص حصوله على "عفو ملكي خاص" ،
الذي نفاه بشدة، وقال ( هذا كذب). واضاف ( يجب أن تعلم بأن جلالة الملك
مهتم جدا بموضوع وكيفية خروج السجين من سجنه وطريقة سفره إلى خارج الأردن،
بل إنني لم أر جلالته غاضبا بمثل هذا الغضب من قبل، وقال أن جلالة الملك
أوعز فعلا، بالتحقيق في كيفية وقانونية خروج السجين للخارج، وستتم محاسبة
كل من ثبت تورطه بتسهيل عملية خروجه، مهما كان موقعه من المسؤولية).
إذا؛ وعلى الرغم من تسليمنا بأن الأخطاء تحدث، نستطيع القول بأن لدينا أولا
"غضبة ملكية"، حول قصة بل خديعة وكذبة كبيرة، تم تمريرها على الوطن في أدق
الظروف السياسية، وفي ظل حملة أردنية شاملة وحازمة ضد الفساد والمفسدين،
وسننتظر نتائج التحقيق النهائية بلا شك، لكننا سننتظر أكثر إعادة السجين
الى السجن، وأكثر من هذا كله ننتظر.. لمعرفة من الذي تورط بخداع
الأردن..أعني نريد أن نعرف من الذي أغضب الملك والشعب؟.
هل أقترح شيئا حول محاسبة من تورط بالخدعة؟ بالطبع لا.
فنحن الآن في أتون اختبار حقيقي لجدية مكافحتنا للفساد، واختبار أيضا نتأكد
بعد اجتيازه بنجاح، أننا في دولة قانون وذات سيادة على كل شؤونها.