كتب احمد حسن الزعبي
لو استمعت الدول الأجنبية لما كان يبث على
اذاعات الــ" F.M" المحلية في اليومين الأخيرين وترجم لهم بحرفية من قبل
أولاد الحلال ..لاستدعوا سفراءهم وأجلوا رعاياهم وأوقفوا دعمهم على وجه
السرعة.. أجواء حرب حقيقية، صنعها أصحاب الأصوات الجهورية خلف ميكرفوناتهم
في محطات "F.M"، سباق محموم لمن يرفع صوته أكثر ، ويعصب أكثر ،ويخون الآخر
أكثر ، ويتملّق أكثر ، ويثبت انه أردني أكثر من أي "F.M" منافسة . مع العلم
ان هذه البرامج ، برامج خدماتية أصلا يفتقد معدوها ومقدموها الى الوعي
السياسي والمنطق والحكمة ..كيف انقلبت بقدرة قادر الى برامج سياسية وانقلب
مقدموها الى محللين واصلاحيين وحتى ان بعضهم انتحل دور صانع القرار ، كل
ذلك تحت مبرر الفزعة؟....
بالمقابل بقيت بعض المحطات وبعض ألأصوات
متّزنة وملتزمة محاولة ان تلملم ولا تفرق وان تداوي ولا تجرح وأن تمارس
دورها الحقيقي دون تضخيم او مزاودة.. في اليومين الأخيرين قامت بعض
الاذاعات المحلية بأبشع أدوارها من عملية شحن مقصودة للشارع، وتعبئة نفسية
ضد الآخر ، تفوح منها رائحة "التهويش" والإقصاء....
أغنية بقفا أغنية بقفا أغنية ،جميعها تحمل
مفردات الوعيد والتهديد، تكسير رؤوس، وتقليع عيون ، وسحق العظام...حتى شعرت
للحظة برغبة جامحة أن أستل "شبريتي" واغرسها في بطن أي "سائق سرفيس" يلف
الدوّار أو يعتلي جسره...أو أن اقطع لسان أي شخص لا يتقن لهجتي ...
وعيد لمن؟ وتهديد من؟ وتكسير من؟ وتقليع
عيون من ؟وسحق عظام من؟..أية مرجلة هذه الذي يمارسها الأردني ضد الأردني
..لمجرد اختلاف في الرأي أو في اختيار مكان الوقوف...وأي مسؤولية ومهنية
ومنطق هذا الذي يحكم عمل إذاعاتنا؟..
رجاء عودوا الى دوركم وحجمكم ..فدس الحطب تحت النار يلوّث أثير الوطنية...
وانا برايي عودوا الى رشدكم وبكفي اعتصامات ما بيجي منها الا انقسام الشعب .....