الأمير الحسن: مسيرات إظهار الولاء تأتي بكبسة زر.. ما هذا العبث؟
- تُهْنا بين الأصيل والدخيل مع أننا جميعاً أتينا من الجزيرة العربية.- أزور أحياءً في عمان والزرقاء وأرى أطفالاً في الأزقة ولا أريد أن أتحدث أكثر- أين سيادة الدولة وقد غُيِّبت عندما تغير الصالح العام؟- أرحب بالصعاب التي تمتحن الرجال وهذا الوطن وطني وتراب وطني ترابي- لأول مرة أرى لوحة مكتوب عليها مواطن أردني للبيعوطن نيوز- وصف الأمير الحسن بن طلال ما حدث في ميدان دوار الداخلية الجمعة
الماضية بـ"المؤلم" و"المخزي"، الذي لايعكس حراك الشارع الأردني على مدى
الشهرين الماضيين.
وفي تصريحات غير مسبوقة سخر الأمير من دعاة تصنيف المواطنين حسب الأصول
والمنابت، ملمحاً إلى أن اعتماد التصنيف سيعني بالنهاية بأنه شخصياً "دخيل"
على الأردن كهاشمي.
وقال على هامش برنامج حواري في محطة "رؤيا" الفضائية المحلية: "القادم من فلسطين دخيل ومن الحجاز دخيل".
ثم أضاف: "كلنا أتينا من الجزيرة العربية أصلاً، وجميعنا من مختلف الأصول في قارب واحد".
وشدد الأمير على انتقاد حافلات أُحضرت مساء السبت من محافظة معان جنوبي
البلاد؛ لإظهار الولاء وتحدي المطالبين بالإصلاح، وقال: "لماذا كل هذا
العبث؟". ثم تساءل: "هل هذا معقول؟!! حافلات تأتي بهذه الطريقة بكبسة زر".
وكانت أوساط المعارضة قد اتهمت الحكام الإداريين بتسيير هذه الحافلات؛
لإخافة مسيرات الحراك السياسي والمعتصمين الذين يطالبون بالتغيير.
وشدد الأمير على أنه آن الآوان لترتيب الأمور في الأردن، موافقاً على حرية
التعبير المسؤولة، وواصفاً المشهد الذي حصل الجمعة الماضية؛ حيث هاجم مئات
"البلطجية" معتصمين وسط عمان بأنه مؤلم جداً ويبعث على الخزي، ولا ينسجم مع
الحراك السياسي الإيجابي خلال الشهرين الماضيين.
وتساءل: "هل ضرب الحجارة من أعلى البنايات على الناس تعتبر فرصة مناسبة؟".
وربط الأمير الحسن الاضطرابات بالجهل وعدم الوعي لمضامين برامج الإصلاح،
متسائلاً: "لماذا يتم تحميل الملك مسؤولية البرنامج الوطني عندما يلقي خطاب
العرش؟"، مؤكداً أن على الحكومة تحمل مسؤولياتها ولا تثقل جلالة الملك
عبدالله الثاني.
ودعا الأمير الحسن إلى تفعيل الدستور والعودة الى الميثاق الوطني كمفسر
للدستور وقال: "آن الاوان لترتيب الأمور في الأردن.. لقد فقدنا الميزان ولا
بد من التوازانات لتغيير واقعنا". وتابع : "ان الاوان لنواجه الحقائق
المرة تحقيقا للصالح العام".
واعتبر الأمير انه حان الوقت لتشكيل مفوضية دائمة للانتخابات تعمل بعيدا عن
الاجهزة وبنزاهة تامة، مستغربا الحديث عن الحوار الوطني بوجود ميثاق وطني.
وتابع: "يجب ان يكون الاردن رباطا مستقرا"، مشيرا الى ان الملك يدرك الحقائق المرة ويقف الى جانب التغيير.
وفي رده على سؤال حول مطالبة شباب بان يتولى رئاسة الوزراء أجاب ضاحكا: "شو اعمللهم .. دخيلك".
واعتبر الحسن ان "إسرائيل قد تكون مسرورة بإحداث الانقسام في الأردن، لكنها بكل الأحوال ليست بمعزل عن طوفان التغيير".
ولفت الأمير إلى بعض الملاحظات الغريبة التي تحدث لاول مرة في المجتمع
الاردني، كأن يقرأ لوحة مكتوب عليها "مواطن اردني للبيع". وتابع: "انا ازور
احياء في عمان والزرقاء وارى اطفالا في الازقة ولا اريد ان اتحدث اكثر".
وفي معرض حديثه عن القرار السيادي تساءل الأمير: أين سيادة الدولة وقد غيبت عندما تغير الصالح العام؟
وقال: "ارحب بالصعاب التي تمتحن الرجال وهذا الوطن وطني وتراب وطني ترابي،
ولن اسمح بالايادي الدخيلة على الوطن، وعلى الاردنيين ان يتحملوا ويصبروا".
وفي اجابته على سؤال مقدم البرنامج الدكتور محمد الحباشنة حول الأحداث التي
تجري في الاردن وارتفاع الانتماء الجهوي والعشائري وتقديمه على الوطني،
قال الامير: "تحدثت في بداية البرنامج عن فسحة الامل وبعد هذا الحراك
والتوتر سيأتي خيرا .. فالخير موجود في المجتمع .. اما الشرذمة سمة ليست من
سمات الشارع الاردني فقط، بل الشارع العربي وربما الاسلامي".
وأضاف: "هنالك قُرص لا بد أن نتقاسمه من حيث الدخل وفرص العمل والحريات المسؤولة".
واشاد الأمير بما يحدث في العالم العربي من ثورات حينما قال "حول
الانعزالية السائدة والحديث ان العرب منعزلون.. لا هم في منتصف الشاشة
الان.. والعرب اثبتوا انهم ليسوا فائضا بشريا والمشاهد على التلفاز تلغي
ذلك - اي الانعزال - ".
وانتقد ما يدور في الاردن وقال " هل نأكل بعضنا نياً.. نهاجم بعضنا وكاننا ننهي المجتمع بأيدينا ونسمح للعدو الخارجي..".
وقال انني "أوجه الدعوة المستمرة للاصلاح.. ولكنني ارى في الفترة الاخيرة
ان الاضطراب بسبب الجهل وعدم الوعي لمضامين برامج الاصلاح هو ما يعطل
الاصلاح. ولو اخذنا في نظرة سيادية رزم التشريعات نعلم ان الاسباب الموجبة
تتبع صدور التشريع ومن المستحيل ان تقدم اجهزة التشريع على الاصلاح وهي
تنعقد لمدة 4 شهور، ومتخوفة حول مستقبلها وقلقلة لتغيير الحكومات".
واشار الأمير الحسن إلى أنه آن الآوان لأن نجد مكاناً ماء لنستمع إلى كافة
الآراء على الساحة الأردنية. وقال "هنالك من اصحاب بسطات من انقطع رزقهم
وانا كنت اصلي في مسجد الحسيني وقد انقطعت هناك بسبب الاعتصامات.. فاصحاب
البسطات توقفوا عن البيع بسبب من ياتون من مناطق عمان المختلفة ليحولوا
ساحة المسجد الى ساحة انطلاق..".
وحول التجربة السياسية والحزبية والبرلمانية قال الامير: "اقول ان تجربتنا كتجربة بعض الدول العربية لكنها ليست قياسا.
بعض الدول لها تجربة برلمانية وحزبية منها مصر وتونس، ولا نقلل من هذه التجربة فهي موجودة ..".