حقوق الأخوة والصحبه
اعلموا أيها الأخوة وفقني وإياكم لما يحبه ويرضاه إن عقد الأخوة في الله رابطة بين شخصين تبنى على آداب لا بد من التحلي بها قال عليه الصلاة والسلام (( المؤمن للمؤمن كالبنيان يشد بعضه بعضا )) رواه الشيخان وقال أهل العلم ما من صاحب يصحب صاحبا ولو ساعة من نهار إلا ويسأل عن صحبته هل أقام فيها حق الله تعالى أو أضاعه ؟ فانعقاد الأخوة والصحبة يوجب حقوقا نورد منها :
1 ـ إن يحب المرء لأخيه ما يحبه لنفسه لقوله عليه الصلاة والسلام (( لا يؤمن أحدكم حتى يحب لأخيه ما يحبه لنفسه )) رواه البخاري ومسلم
2 ـ البدء بالسلام والمصافحة وحلاوة اللسان في كل لقاء قال عليه الصلاة والسلام (( إذا تصافح المسلمان لم تفرق اكفهما حتى يغفر لهما )) رواه الطبراني
3 ـ ألمعاشره بحسن الخلق بأن يعامل المرء أخيه بما يحب إن يعامله به من المحبة والشفقة قال عليه الصلاة والسلام (( أكمل المؤمنين إيمانا أحسنهم أخلاقا )) رواه الترمذي , وقال الجنيد رحمه الله اربع ترفع العبد إلى اعلى الدرجات وان قل عمله وعلمه الحلم والتواضع والسخاء وحسن الخلق
4 ـ التواضع لقوله تعالى (( واخفض جناحك لمن اتبعك من المؤمنين ))الشعراء215 وقال عليه الصلاة والسلام ((ما نقصت صدقة من مال , وما زاد الله عبدا بعفو إلا عزا , وما تواضع احد لله إلا رفعه الله )) رواه مسلم
5 ـ إن تطلب الرضا من إخوانك وان تراهم خيرا منك وان تتعاون معهم على البر والتقوى
6_ إن توقر الكبر وتشفق على الصغير لقوله صلى الله عليه وسلم (( ليس منا من لم يوقر كبيرنا ويرحم صغيرنا )) رواه الترمذي
7 ـ التلطف في النصيحة إذا رأيت من إخوانك مخالفة قال عليه الصلاة والسلام (( من ستر عورة أخيه ستر الله عورته ومن كشف عورة أخيه كشف الله عورته حتى يفضحه بتا في بيته )) رواه ابن ماجه , وقال الأمام الشافعي رحمه الله من وعظ أخاه سرا فقد نصحه وزانه ومن وعظه علانية فقد فضحه وشانه
8 ـ حسن الظن بالإخوان فإذا رأيت عيب احدهم فقل في نفسك إنما العيب في لأن المسلم مرآة المسلم
9 ـ قبول العذر إذا اعتذر احدهم لك ولو كان كاذبا لأن من أرضاك ظاهرا وان أغضبك باطنا فقد أطاعك وعظمك قال احدهم :
اقبل معاذير من يأتيك معتذرا *** إن يرى عندك فيما قال أو فجرا
فقد أطاعك من يرضيك ظاهره *** وقد أجلك من يعصينك مستترا
10 ـ الإصلاح بين الأخوان إذا حصل بينهم نزاع قال تعالى (( إنما المؤمنون إخوة فأصلحوا بين أخويكم ))
11 ـ التفسح في المجالس
أحبتي في الله : لقد اعترى الناس في هذا الزمان خلل كثير فصاروا يبغض بعضهم بعضا ولا يحبون الخير لبعض ويتحاسدون ويفون الكراهية ويظهرون المودة حتى إذا قابل احدهم آخر يظهر له الفرح والبشاشة ويبتسم في وجهه وعندما يفارقه يتكلم في حقه بما لا يرضي الله ورسوله فهؤلاء لا يحبهم الله ولا ينظر إليهم بعين رحمته ولا يزكيهم ولهم عذاب اليم بما كانوا يعملون ما لم يتوبوا .
فنسأل الله الأمان من فتن هذا الزمان